ملفات وتقارير

3 أيام من الرعب في أسيوط.. اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تسقط قتلى وجرحى (شاهد)

الداخلية أكدت أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة الكاملة على الوضع في قرية العفادرة- الأناضول
شهدت محافظة أسيوط، جنوب مصر، اشتباكات عنيفة استمرت لثلاثة أيام بين قوات الأمن وعناصر إجرامية تُدير بؤرة إجرامية لتجارة المخدرات والأسلحة، في واحدة من أعنف المواجهات الأمنية في المنطقة.

بداية الاشتباكات
بدأت أحداث الاشتباك في السبت الذي شهد بداية الأزمة في قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط، وكان النزاع بين عائلتين قد بدأ منذ فترة، وكان محور الخلاف هو أرض كبيرة كانت العائلة الأولى قد استولت عليها، وهو ما أدى إلى تصاعد الخلافات بين العائلتين.

وبحسب بيان وزارة الداخلية المصرية فإن كبير العائلة الأولى محمد محسوب، الهارب منذ عام 2004، والمتورّط في أحداث قرية العفادرة، حاول الاستيلاء على فدّان أرض خاص، فنشبت اشتباكات مسلّحة مع الطرف الآخر في القرية من كبار العائلات، أعقبها تدخّل من قبل قوات الأمن.



وأدت الاشتباكات في النهاية إلى مقتل 8 عناصر شديدة الخطورة يشكلون بؤرة إجرامية يتزعمهم محسوب الهارب من أحكام بالسجن والسجن المؤبد بمدد بلغت 191 سنة، وأصيب ضابط شرطة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بأسيوط.




من هو محمد محسوب؟

محمد محسوب، الذي كان يقود العصابة المسؤولة عن العديد من الجرائم في المنطقة، كان من أبرز الشخصيات الإجرامية في أسيوط، يبلغ من العمر 40 عامًا، و مطلوبا في 1200 قضية متنوعة، ويمتلك شبكة واسعة من العلاقات في عالم الجريمة.

وكانت العصابة التي يديرها مسؤولة عن تجارة الأسلحة والمخدرات، فضلًا عن فرض الإتاوات على أصحاب الأعمال، ويمثل محسوب حالة من الفوضى الأمنية، وكان يتمتع بنفوذ كبير في القرى المحيطة، وكان معروفًا بأنه لا يتردد في استخدام العنف لحل أي مشكلة.

بدأت العصابة بأخذ مكانة سيطرة على العديد من القرى المجاورة من خلال التهديدات والابتزاز، ويعد محسوب من الهاربين من العدالة، وقد كان مطلوبًا في عدة قضايا قتل وتجارة مخدرات، وقد وجدت القوات الأمنية صعوبة بالغة في تعقب ومحاربة هذه العصابات بسبب تأثر المنطقة بعوامل اجتماعية واقتصادية ساعدت في نمو مثل هذه العناصر الإجرامية.



واستخدمت العصابة في هذه المواجهات الأسلحة الآلية المتطورة، بما في ذلك الرشاشات الثقيلة والقنابل اليدوية، ما جعل الاشتباك يأخذ طابعًا عنيفًا وقاسيًا.

وفي فيديو ظهر مؤخرا، أكد محمد محسوب أنه مظلوم في القضايا المتهم فيها وأنها ملفقة وتم تدمير مستقبله. 



من جانبها، كانت قوات الأمن قد أرسلت تعزيزات كبيرة من قوات "بلاك كوبرا" والوحدات الخاصة، فكانت المعركة بين الطرفين أشبه بحرب شوارع، كما استُخدمت الأسلحة الثقيلة مثل القذائف المضادة للدروع، ما أسفر عن تدمير جزء من البنية التحتية للقرية، بما في ذلك المنازل والمحال التجارية.



وشهدت المنطقة اشتباكات استمرت حتى مساء اليوم الثالث، حيث كانت القوات الأمنية تجد صعوبة في تطهير المنطقة من المجرمين، خاصة مع صعوبة التضاريس ووجود تكتيك العصابة في التخفي بين المنازل والأشجار.

الضحايا "شرطة ومجرمون ومدنيون"
أسفرت الاشتباكات عن مقتل العديد من الأشخاص من الجانبين. ومن جانب القوات الأمنية، أعلن بيان وزارة الداخلية عن مقتل ضابط من قوات الشرطة أثناء المواجهات، إضافة إلى إصابة 6 آخرين، من بينهم عدد من الجنود. وأكدت الداخلية أن جميع المصابين تلقوا العلاج اللازم، وأن القوات الأمنية كانت قد تمكنت من تنفيذ عملية ناجحة لتحرير المنطقة وتفكيك العصابة.

أما من جانب العصابة، فقد قُتل محمد محسوب، الزعيم الإجرامي، أثناء محاولة هروبه من حصار أمني كان قد فرض عليه، بالإضافة إلى مقتل 7 من أفراد عصابته في المعركة. ومن بينهم كان هناك شقيقه وأحد أولاده، إضافة إلى 5 من معاونيه.

وأعلنت الداخلية أنه تم ضبط كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، بما في ذلك قذائف مدفعية وبنادق رشاشة من طرازات متطورة، شملت: 73 بندقية آلية، و11 بندقية خرطوش، و62 قطعة سلاح محلي الصنع، بالإضافة إلى كميات من المخدرات المعدة للتوزيع. وأكدت الداخلية أن العملية نجحت في إنهاء نشاط العصابة الإجرامية بالكامل.

وفي ما يتعلق بالمدنيين، فقد وردت تقارير من الأهالي تؤكد أن الاشتباكات خلفت أيضًا ضحايا من المواطنين. وقد تم الإعلان عن مقتل 4 من المدنيين الذين كانوا متواجدين في مواقع الاشتباك، ومن بينهم كان هناك شخصان قُتلا نتيجة للرصاص العشوائي الذي أطلقته العصابة أثناء محاولاتها الهروب.


ومن ناحية أخرى تم تدمير العديد من المنازل، ما أسفر عن إصابة عدد من الأهالي، ولم تذكر التقارير الرسمية بالضبط عدد الجرحى بين المدنيين، لكن مصادر محلية أفادت بأن هناك إصابات متفاوتة، ولكن معظمها كانت إصابات طفيفة.

بيان وزارة الداخلية: تأكيد السيطرة على المنطقة وضبط الأسلحة
في بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، أكدت الوزارة أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة الكاملة على الوضع في قرية العفادرة بعد أيام من الاشتباكات العنيفة.

وأضافت الوزارة أن العملية أسفرت عن مقتل 8 من عناصر العصابة، بينهم محمد محسوب، كما أنه تم ضبط 73 بندقية آلية، 11 بندقية خرطوش، و62 فردًا محليًا، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المواد المخدرة التي كانت العصابة تخطط لتوزيعها في المنطقة.

وأكدت الداخلية أن قوات الأمن ستظل موجودة في المنطقة لضمان استتباب الأمن، وأن الحملات الأمنية ستتواصل لتعقب بقية العناصر الإجرامية في صعيد مصر.