صحافة إسرائيلية

الاحتلال يتراجع بمؤشر الصحافة العالمي لأسوأ درجة منذ عشرين عاما

مراسلون بلا حدود: إسرائيل مسؤولة عن ثلث وفيات الصحفيين في العالم- جيتي
قال الكاتب في "موقع العين السابعة" لرصد المؤشرات الإعلامية، أورين بيرسيكو، إنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تنفكّ في تسجيل المزيد من التدهور في جميع المؤشرات العالمية، وآخرها وضعها السيء في قياس معدلات حرية الصحافة، حيث وصلت للمركز 112 من بين 180 دولة، وهو أدنى مستوى لها منذ بدء نشر هذه المؤشرات.

وأتت الأرقام بحسب الكاتب في "موقع العين السابعة" لرصد المؤشرات الإعلامية، أورين بيرسيكو، في ضوء قتلها لعشرات الصحفيين في غزة، وحظر دخول الصحفيين الأجانب، ومقاطعة رئيس الوزراء نتنياهو للصحافة الإسرائيلية، وحملات الأخبار الكاذبة، وتصاعد الخطاب القومي المتطرف، وسن قوانين لقمع حرية التعبير، وهجوم وزير الاتصالات على هيئة البث العام.


وأوضح بيرسيكو بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن: "تراجع إسرائيل بـ11 مركزًا إضافيًا في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2025، مقارنةً بمركزها في عام 2024".

"تصل إلى المركز 112 من بين 180 دولة حول العالم، وهذا أدنى مرتبة وصلت إليها منذ أن بدأت المنظمة بنشر المؤشر عام 2002، حيث استعانت بخبراء محليين لإعداده لتوفير معلومات حول حرية الصحافة في دولة الإسرائيلية" وفقا للتقرير نفسه.

وتابع بأنّ: "المؤشر الدولي ذكر أن حرية الصحافة، وتعدّد الأصوات في وسائل الإعلام، واستقلالية التحرير، خضعت كلها لقيود متزايدة في إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، حيث قُتل قرابة مائتي صحفي على يد الجيش، فيما ازداد فيه الضغط على الصحفيين العاملين في الدولة، لأسباب منها حملات التأثير على الأخبار الكاذبة، وسنّ قوانين تقمع حرية التعبير".

وأردف: "تم وضع إسرائيل في التصنيف العالمي لحرية الصحافة تحت هايتي وغينيا بيساو وجنوب السودان وتشاد وليسوتو وزيمبابوي".

وأشار  بيرسيكو إلى أنّ: "تراجع حرية الصحافة في في إسرائيل تقاطع مع سياقاتها السياسية، خاصة مقاطعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوسائل الإعلام، فمنذ عام 2021 لم يُمنح سوى صحفيي القناة 14 فرصة الحصول على مقابلاته الصحفية، وهي وسيلة إعلامية تُغطي شؤونه بشكل إيجابي".

واسترسل: "كذلك، يتهم باقي وسائل الإعلام بالتآمر ضده، رغم أن القناة 14 ليست وسيلة إعلامية صحفية على الإطلاق، بل جهاز دعاية ينشر باستمرار التحريض والأخبار الكاذبة". 

وأوضح أنّ: "واحدا من التطورات السلبية على صعيد حرية الصحافة في إسرائيل إعلان حكومة اليمين مقاطعتها لصحيفة هآرتس، وهي واحدة من أكثر الصحف القليلة التي تنتقد سياسات نتنياهو، بما فيها الإبادة الجارية في غزة، كما أن وصول الصحفيين الأجانب والاسرائيليين لقطاع غزة لا يتم إلا بمرافقة الجيش".

وأبرز أنه: "على الصعيد التشريعي، فقد تم تعديل قانون الإرهاب، الذي يُخوّل سلطة اتخاذ إجراءات ضد من يشاهدون بانتظام "برامج إذاعية تحريضية"، و"قانون الجزيرة"، الذي يُجيز فرض قيود على بث القنوات الأجنبية التي تزعم الحكومة أنها تُهدّد أمن الدولة".

وختم بالقول: "في السياق الاقتصادي، ظهرت مبادرة وزير الاتصالات شلومو كاري لخصخصة وإغلاق البث العام، بينما يُزعم في السياق الاجتماعي فإن التغطية الإعلامية في إسرائيل يهيمن عليها خطاب قومي متطرف". 

إلى ذلك، وصف "حالة حرية الصحافة في فلسطين بأنها "كارثية"، موضحا أنّ: "قطاع غزة أصبح أخطر منطقة على الصحفيين بسبب عمليات إسرائيل وقتله لمائتي صحفي فيه خلال الحرب، وبسبب حصار غزة، لا يجد الصحفيون ملاذًا آمنًا، ويفتقرون لكل شيء، بما في ذلك الطعام والماء، وفي الضفة الغربية يعاني الصحفيون من مضايقات واعتداءات المستوطنين والجنود، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي موجات من اعتقالات الصحفيين".