صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي: توسيع الحرب في غزة سببه عمى سياسي ونتيجته ستكون كارثة

أكد الجنرال الإسرائيلي إنه "لا توجد حاليًا حكومة قادرة على اتخاذ القرار السياسي المطلوب"- جيتي
تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من السلوك المُدمّر لحكومة اليمين صاحبة شعار "النصر المطلق" في قطاع غزة، والنشاط العدواني في سوريا، لأنهما يعكسان نفس "الوهم الخطير" الذي يعيشه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والجيش، من خلال استخدام غير محدود ومتواصل للقوة دون هدف.

وأكد الرئيس الأسبق لسلاح المشاة والمظليين، وقائد فرقة غزة، ورئيس شعبة العمليات، الجنرال يسرائيل زيف، أن "غرق الدولة فيما تسميها حرب الجبهات السبع، قابله تطورات متلاحقة في المنطقة، تجاوزتها كثيرا، فقد دخل الأمريكيون والإيرانيون في مفاوضات، واستولت تركيا على سوريا، وتركت إسرائيل خط بارليف الجديد وغير الضروري لسلسلة من المواقع المتقدمة المخترقة، وفي لبنان، بات التأثير الإسرائيلي محدودا، لأن الدولة باتت تحت الإشراف الأمريكي".

وأضاف زيف، في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "كل هذه التغيرات تحصل خلف ظهر إسرائيل، التي تواصل حربها في فنائها الخلفي بغزة، وقد كان من الممكن أن تعيد الرهائن، وتنتهي منذ زمن طويل، لكن القيادة غارقة في حالة إنكار عميق بسبب "عمى القوة" الذي يتكرر في عشرات الأحداث التاريخية، فقد تورطنا في لبنان 18 عامًا بين 1982-2000، وعلقنا في غزة 40 عامًا بين 1967-2005، والمقاومة مستمرة في الضفة الغربية منذ عقود طويلة دون حلّ".

وأوضح أن "الحرب في غزة مستمرة بينما يتزايد التنافر داخل الحكومة، التي تعمل بلا عقلانية، مع اتساع الفجوة بين نشوة السلطة، وما يمكن تحقيقه فعليًا، مما يزيد من شعور الإحباط، وقد تفاقم الاغتراب عن الواقع لدرجة أن الفجوة أصبحت شرخًا، وهو ما كان عليه وضعنا قبل هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وما زالت تعيش وهم أن استمرار الحرب سيحقق نوعًا من النصر المطلق على حماس، وهي حرب انتهت منذ زمن، لأن التهديد الأمني الذي تشكله الحركة على الدولة ضئيل". 

وأشار إلى أنه "لا توجد حاليًا حكومة قادرة على اتخاذ القرار السياسي المطلوب، لأن نتنياهو يدرك ضعفه، وقد كان بإمكانه استغلال إنجازات الحرب لتحقيق إنجازات سياسية إقليمية مهمة، منشغلٌ فقط باعتبارات سياسية شخصية تافهة وساخرة للغاية، يسعى لـ"حرب آمنة"، يعمل ضد عدو لا يقاتل، بل يتذرع فقط بذريعة الخاطفين كذريعة تسمح له بمواصلة الحرب، هذه أطول حرب زائفة بزعم أنها "خطوة نحو النصر"، ضد أضعف الأعداء". 

وأكد أن "هذه الحرب الطويلة تكاد تصل بالفعل على حافة العبث، لأنها انطلقت ضد عدو جاء بشاحنات صغيرة ودراجات نارية وحمير وعربات ومذراة ومعاول، وكان ردنا عليه فاشلًا تمامًا، واليوم لم يعد هناك مبرر لاستمرار حرب نخوضها منذ عام وسبعة أشهر، لأنه كان يفترض، نظرًا لتعقيد التضاريس، أن تستمر بضعة أشهر على الأكثر، لا سنوات بالتأكيد، وإلا فإن الانتقال الآن لحرب مكررة، بمثابة موعد ثانٍ لحرب سابقة، يمكن تسميتها بالعبثية وغير الضرورية وغير المبررة". 

وأضاف أن "هذه الآونة تشهد اندلاع حرب نتنياهو الثانية، بعد أن اجتاح القطاع مرة واحدة، وفكّك هيكله العسكري، ودمّر ثلاثة أرباعه، وقتل عشرين ألف مسلح، لا شيء مما يُفعل الآن سيُضيف شيئًا للإنجازات، ولن يُعيد الأسرى، سنخوض حربًا جديدة بلا هدف، فقط ليُعلن نتنياهو انتصاره في لحظة ما، لأن الأمر سيُحسم سياسيًا في اللحظة التي يقررها، وبالتالي فإن هذه حرب غير مبررة، ودون إجماع، رغم محاولاته تصويرها بأنها "حرب استقلال" تخدمه في الانتخابات القادمة، ويُقلل من قضية الرهائن". 

وأكد أن "تهديد الحكومة بتوسيع الحرب في غزة خطوة مُحزنة، لأنها تُعزز حماس بشكل كبير، التي تم القضاء عليها بالفعل، ومن خلالها تكتسب صورة البطل الإقليمي الذي عجز الاحتلال عن هزيمته لفترة طويلة، وهو يُجنّد نتنياهو رئيس الأركان إيال زامير، الذي بدلًا من الاهتمام بإعادة بناء الجيش المُنهك، ويُعاني من مشاكل كبيرة بعد حرب طويلة، يحاول إقناع نفسه بأنه قادر على تحقيق نتيجة أفضل من سلفه هآرتسي هاليفي، ولذلك فإنه يجرّ دولة بأكملها إلى حرب بلا هدف، ولا تعريف، ولا أهداف، ولا تاريخ انتهاء". 

وختم بالقول إن "هذه حربٌ لن تُسفر إلا عن تآكل الإنجازات القائمة، ولن تُحقق أي نصر، لقد انتهت هذه الحرب، والحكومة لا تُخبر الاسرائيليين بهذا، لأن زيارة ترامب للسعودية قد تُحدث تغييراً بالتأكيد، في ظلّ مطلب المملكة بإنهاء حرب غزة، في هذه الحالة، ستتغير جميع خطط نتنياهو، ولن يجرؤ على عصيان ترامب، وسيُجبر على اتخاذ مسار عملٍ لإنهاء الحرب رغماً عنه".