زعمت
القناة 14 عما قالت إنها معلومات
استخباراتية جديدة أن قدرات حركة "
حماس" توسعت في تأمين إمدادات
السلاح من خارج الأراضي الفلسطينية، عبر شبكة معقدة تمر بثلاث دول عربية، هي
ليبيا، السودان، ومصر، بمساعدة مباشرة من
إيران.
وقالت القناة
في تقرير نشرته الثلاثاء إن ليبيا، التي تعاني من فوضى أمنية وانقسام
سياسي منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحولت في الفترة الأخيرة إلى
"نقطة ارتكاز استراتيجية لحركة حماس"، مؤكدة أن البلاد لم تعد مجرد طريق
عبور للمهاجرين أو الجماعات المسلحة، بل أصبحت "قاعدة عمليات خلفية للحركة في أفريقيا"، على حد تعبير التقرير.
ووفقًا
لمصادر أمنية واستخباراتية نقلت عنها القناة، فإن عناصر حماس أعادوا ترتيب صفوفهم
في ليبيا، وبدؤوا باستخدام الأراضي الليبية كنقطة انطلاق لتهريب الأسلحة والمعدات
التقنية المتطورة، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف التقرير أن تلك
الأنشطة تشمل "تجنيد عملاء جدد، وتخطيط لهجمات خارج حدود
غزة، ما يمثل تطورًا في
نشاط الحركة من طابع محلي إلى إقليمي وربما دولي".
أما السودان،
الذي ظل لسنوات ساحةً مفتوحة لنشاطات
تهريب السلاح، خصوصًا خلال فترة حكم عمر
البشير، فقد عاد مجددًا إلى الواجهة كـ"ممر بري للتهريب".
وأوضح
التقرير أن عمليات نقل السلاح من ليبيا تمر عبر الأراضي السودانية ثم إلى
مصر، حيث
تُنقل عبر طرق صحراوية معقدة وصولًا إلى غزة. وتتهم "إسرائيل" خلايا مدعومة من إيران
بإدارة هذه العمليات، مستفيدةً من هشاشة الأوضاع الأمنية في السودان وليبيا على حد
سواء.
ورغم الحديث
المتكرر عن التنسيق الأمني بين مصر والاحتلال الإسرائيلي لمنع تهريب الأسلحة إلى
غزة، زعم التقرير إلى أن حماس لا تزال تحاول اختراق الحدود المصرية باستخدام طرق
بديلة، غير أن وجود قوات جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا ــ المنطقة العازلة
بين مصر وغزة ــ يظل عائقًا كبيرًا أمام هذه المحاولات.
وأضاف التقرير
أن تدفقات الأسلحة تشمل أنواعًا مختلفة من الصواريخ القصيرة
المدى، والطائرات المسيّرة، وأجهزة اتصال ومراقبة عالية التقنية، ما يعكس تطورًا
ملحوظًا في البنية العسكرية لحماس.
واختتم
القناة تقريرها بأن "إيران تسعى إلى توسيع نفوذها خارج ساحات المواجهة
التقليدية في لبنان وسوريا واليمن، عبر بناء بنية تحتية أمنية وعسكرية في العمق
الأفريقي، مستغلةً حالة الفوضى التي تعيشها بعض الدول العربية، ومستخدمةً وكلاء
مثل حماس لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية في مواجهة إسرائيل والغرب".