كشف استطلاع أجرته جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، أن غالبية الأمريكيين يرون أن الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد
ترامب ضد الجامعات على خلفية الاحتجاجات المناصرة لفلسطين، جاءت بدوافع سياسية تتعلق بمواجهة معارضي الإدارة ومنتقدي إسرائيل أكثر من كونها مسعى حقيقيا لمكافحة
معاداة السامية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، الذي نشره موقع "
بروكنجز" ونُفذ بين 3 و7 نيسان /أبريل الماضي على عينة من 1007 مشاركين، أن 57% من المشاركين قالوا إن مواجهة منتقدي إدارة ترامب كانت دافعا مهما جدا أو إلى حد ما لهذه الإجراءات، فيما قال 53% الشيء نفسه عن مواجهة منتقدي إسرائيل، مقابل 44% فقط قالوا إن مواجهة معاداة السامية كانت دافعا مهما.
واعتبر 32% أن مواجهة معاداة السامية ليست مهمة كثيرا أو ليست مهمة على الإطلاق، وهي نسبة أعلى من تلك التي اعتبرت مواجهة منتقدي الإدارة أو إسرائيل غير مهمة، حسب التقرير التحليلي المنشور في موقع "بروكنجز".
وأوضح التقرير أن هذه النتائج تأتي في سياق موجة من السياسات التي تبنتها إدارة ترامب حيال مؤسسات التعليم العالي، شملت التهديد بوقف التمويل الفيدرالي، والعمل على ترحيل طلاب وأعضاء هيئة تدريس، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في الجامعات الأمريكية.
كما خلص التقرير إلى أن الجمهور الأمريكي بات يرى بشكل متزايد أن تهمة معاداة السامية يُعاد توظيفها في النقاش العام. فقد أشار إلى أن استطلاعات سابقة أظهرت أن 51% من الأمريكيين في حزيران /يونيو 2023 رأوا أن وصف الأشخاص بمعاداة السامية يُستخدم لنزع الشرعية عن المعارضين السياسيين، وارتفعت هذه النسبة إلى 67% في تموز /يوليو 2024.
بالمثل، ارتفعت نسبة من قالوا إن التوصيف يُستخدم لنزع شرعية منتقدي إسرائيل من 49% عام 2023 إلى 64% عام 2024، في حين زادت نسبة من رأوا أنه يُستخدم لوصف معادين للسامية فعليا من 48% إلى 61%، وهو ارتفاع أقل نسبيا، حسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن أكبر زيادة سُجلت كانت في نسبة من أجابوا بأن الوصف يُستخدم بشكل متكرر لنزع شرعية المعارضين السياسيين (13 نقطة)، تلتها نزع شرعية منتقدي إسرائيل (12 نقطة)، ومعاداة السامية الحقيقية (6 نقاط).
وعند سؤال المشاركين عن موقفهم من سياسة ترامب تجاه القضية
الفلسطينية، قال 30% إنها تميل نحو إسرائيل أكثر مما يفعلون، من بينهم 48% من الديمقراطيين و38% من المستقلين، في حين رأى 28% أنها تتطابق مع مواقفهم، وقال 5% فقط إنها تميل للفلسطينيين أكثر مما يفعلون.
وبحسب تحليل التقرير، فإن نتائج استطلاع جامعة ماريلاند تتسق مع استطلاعات سابقة مشابهة، بينها استطلاع سابق لمركز "بيو" الذي سأل "هل تعتقد أن دونالد ترامب يُميل للإسرائيليين أكثر من اللازم؟" فأجاب 31% بنعم، و29% قالوا إنه يحقق التوازن المطلوب، و3% فقط قالوا إنه يُميل للفلسطينيين، و37% لم يكونوا متأكدين.
ولفت التقرير إلى أن 36% من الأمريكيين، من بينهم أغلبية ديمقراطية، يعتبرون أفعال إسرائيل في غزة جرائم حرب كبرى على الأقل، حيث اعتبرها الكثيرون أعمال إبادة جماعية أو "أشبه بالإبادة الجماعية"، في إشارة إلى تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل بعد هجومها على غزة في أعقاب 7 تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.
وأكد أن هذا التراجع يعكسه أيضًا استطلاع "بيو"، الذي أظهر أن 53% من الأمريكيين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ42% فقط عام 2022، فيما أظهر استطلاع آخر لمؤسسة "غالوب" أن تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين ارتفع من 16% عام 2001 إلى 59% في عام 2025، مقابل تراجع تعاطفهم مع إسرائيل من 51% إلى 21%.
كما شدد تقرير "بروكنغز" على أن أقل من نصف الأمريكيين باتوا متعاطفين مع إسرائيل لأول مرة منذ عام 2001، ما يعكس تحولا حادا في المزاج العام الأمريكي لا يُقابله تحول مواز في سياسات أو تصريحات النخب السياسية.
وأشار التقرير إلى أن كل شرائح المجتمع الأمريكي، بما فيهم الجمهوريون والديمقراطيون فوق الخمسين، أظهروا مواقف سلبية متزايدة تجاه إسرائيل، حيث ارتفعت النسبة لدى هؤلاء الأخيرين من 43% عام 2022 إلى 66% في 2025.