تشهد الساحة
العراقية، توترات متزايدة، وذلك بالتزامن مع استضافة قمة جامعة الدول العربية في بغداد،
والتي تكتسب أهمية خاصة خلال هذا العام، بدعوة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، التي أشعلت
خلافات وُصفت بـ"الحادة" بين الفصائل السياسية والجماعات المسلحة، داخل الحكومة العراقية.
وفي تقرير حديث
نشره
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشار الباحثان: أمير الكعبي ومايكل نايتس، إلى: "تصاعد التوترات داخل الحكومة العراقية بشأن دعوة الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع،
لحضور قمة جامعة الدول العربية في بغداد في 17 مايو الجاري".
وبحسب التقرير، فإن جماعات مسلحة مدعومة من إيران، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب
أهل الحق"، قد كثّفت من جهودها لمنع مشاركة الشرع في القمة؛ فيما أشار الكعبي ونايتس إلى أنّ: "هذه الجماعات تعتبر الشرع شخصية مثيرة للجدل بسبب ماضيه في قيادة "هيئة تحرير
الشام" وعلاقاته المتوترة مع إيران".
وأضاف التقرير
أنّ: "النائب العراقي مصطفى سند، المرتبط بـ"كتائب حزب الله"، كان من أبرز
المعارضين لدعوة الشرع، حيث دعا إلى تنظيم احتجاجات في البصرة وبغداد. وحذرت
وزارة الداخلية من أن أي احتجاجات خلال الفترة من 11 إلى 20 مايو ستكون غير
قانونية، رغم ذلك، تحدى سند الوزارة قائلاً: سأحتج؛ وإن كانت لديكم الشجاعة،
فاعتقلوني".
اظهار أخبار متعلقة
وتابعا كاتبا
التقرير بأن: "النائب يوسف الكلابي قد أعرب عن رفضه لحضور الشرع"، مؤكداً أنه سيستخدم
"كل الطرق السلمية للتعبير عن رفضنا القاطع لوجوده". كما أرسل سعود
السعدي، رئيس "كتلة حقوق" التابعة لـ"كتائب حزب الله"،
استفساراً برلمانياً إلى وزارة الداخلية، بخصوص الأساس القانوني الرّامي لحظر الاحتجاجات.
وذكر التقرير
أنه في المقابل، واصلت "منظمة بدر" دعمها لرئيس الوزراء محمد شياع
السوداني. ففي 30 نيسان/ أبريل، صرّح عضو المنظمة عدي الخدران بأن القيادة السياسية
للجماعات في "الإطار التنسيقي" قد فوّضت السوداني لاتخاذ قرار بشأن مشاركة
الشرع. وفي 4 آيار/ مايو، دافع زعيم "منظمة بدر" هادي العامري عن السوداني،
ملقياً اللوم على دول عربية لم يسمها، بالقول إنها: "اعترفت بالجولاني... كرئيس دولة"، ما جعل العراق عاجزاً عن رفض دعوته بسبب بروتوكولات جامعة الدول العربية.
وفي مؤشر على
توتر العلاقات قبل الانتخابات بين "منظمة بدر" و"عصائب أهل
الحق"، قال النائب عن العصائب، عدي عوض، في 7 أيار/ مايو إنّ: "العامري يغني خارج
السرب"، نافياً أن "الإطار التنسيقي، قد أذن للسوداني بدعوة الشرع".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع أنه: "على مواقع التواصل الاجتماعي انتشر عليها صور تُظهر السلطات في بغداد وهي تزيل ملصقات
ولوحات إعلانية تظهر مقاتلين من فصائل "المقاومة". ونفت "قوات
الحشد الشعبي" هذه المزاعم، ووصفتها بأنها: معلومات مضللة".
إلى ذلك، يظهر هذا التوتر
داخل الحكومة العراقية، الانقسامات العميقة بين الفصائل المختلفة، خاصة مع اقتراب
الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ويبدو أن هذه الخلافات تعكس
صراعاً أوسع بين القوى المؤيدة لإيران وتلك التي تسعى إلى الحفاظ على علاقات
متوازنة مع الدول العربية الأخرى.