ملفات وتقارير

"تحالف الأقوياء".. ما واقعية جمع أبرز قادة العراق بكيان واحد؟

زيباري تحدث عن تشكيل "تحالف الأقوياء"- ا ف ب/ أرشيفية
زيباري تحدث عن تشكيل "تحالف الأقوياء"- ا ف ب/ أرشيفية
في ظل الاستعداد للانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في نهاية العام الجاري، تتحدث شخصيات سياسية عن "تحالف الأقوياء"، الذي ربما تسند إليه مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك من خلال تفاهمات تجريها أبرز القوى والأحزاب من مختلف المكونات.

التحالف المحتمل يتألف من مختلف الرموز السياسية، وهم: مسعود البارزاني، وبافل الطالباني، ومقتدى الصدر، ونوري المالكي، وخميس الخنجر، ومحمد الحلبوسي، ومحمد شياع السوداني، بحسب ما رجح القيادي الكردي هوشيار زيباري خلال مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي.

ورغم الحديث المبكر عن مثل هذا التحالف، فإن مراقبين أكدوا وجود خلافات كبيرة قد تحول دون انخراطهم ضمن تحالف واحد، ولا سيما بين الصدر والمالكي، وبين الأخير والبارزاني، وكذلك الحال مع الحلبوسي والخنجر والسوداني وباقي الأطراف.

اظهار أخبار متعلقة


"فشل سياسي"
وتعليقا على واقعية تشكيل مثل هذا التحالف، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي فلاح المشعل لـ"عربي21" إن "التحالفات وأهدافها طالما تنتهي إلى تشكيل الحكومة وأخذ الحصص من كعكة السلطة، وبالتالي فهي واردة جدا في مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية".

ورأى أنه "لا يمكن للصدر أن ينسجم أو يتفق مع المالكي، إضافة إلى أن الأول في تجربته السابقة بالتحالف مع حليفيه السابقين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب تقدم، كانت نهايته غير محمودة بعدما امتعض زعيم التيار من استمرارهم مع من أسماهم بالفاسدين".

وأكد المشعل أنه "من المبكر الحديث عن تحالفات، وأن طرحها الآن يُعد ورقة للاستعراض وجذب الآخر"، لافتا إلى أن "حديث زيباري لا يمثل خلاصة وجهة نظر الديمقراطي الكردستاني، لأن تجارب البارزاني المتكررة، ولاسيما مع المالكي، أعطته خيبة أمل كبيرة، وهذا سيجعله حذرا بالتحالف".

وأشار إلى أنه "إذا فاز السوداني بعدد مقاعد تسمح له بالتحرك سياسيا، فأعتقد أنه سيتحالف مع الديمقراطي الكردستاني، وربما مع التيار الصدري أيضا، وبالتالي يشكلون أغلبية باستقطاب كتل أخرى".

وبحسب المشعل، فإن "الحدث عن تحالف الأقوياء هو تعبير عن فشل سياسي حاد وصارخ، لأن الساحة العراقية تخضع للضغط الخارجي، ولا تمتلك استقلالية في القرارات السياسية".

وأشار الخبير العراقي إلى أن "التحذيرات التي تطلق لتفكيك الفصائل المسلحة والحشد الشعبي، سيغير في المعادلة السياسية كثيرا، وستحصر التأثير والضغط الإيراني، لأن واشنطن تشترط سحب تأثير إيران عن المنطقة، والعراق معني به تحديدا".

وشدد المشعل على أن "ما سيحصل في إيران سينعكس على العراق ويغير من معادلة الانتخابات في المرحلة المقبلة، إضافة إلى مدى مشاركة الأغلبية الصامتة من العراقيين فيها، ومع من ستشارك، كل هذا يلعب دورا في التحالفات السياسية المقبلة".

وخلص الخبير إلى أن "فكرة الأقوياء وتقاسم كعكعة السلطة، هي من أوصلت العملية السياسية في العراق إلى حد الجمود والموت السريري، وبالتالي فإن تكرارها سيزيد الوضع سوءا".

"الأصدقاء الأعداء"
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي، أياد العنبر، لـ"عربي21" إن "التناقضات والخلافات هي لأول مرة تكون باتجاه المشروع، لأن الصدر كان لديه مشروع أغلبية والآخرون عادوا باتجاه التوافقية".

وأوضح العنبر أن "هذه الخلافات التي تكون في المشروع هي بالدرجة الأولى تقدم نحو الخلافات السياسية، وما عدا ذلك فإن بقية الخلافات هي حول تقاسم السلطة ومغانمها".

وتابع: "لذلك فإنها (الخلافات) ما دامت ليست على المشروع، فإنه بالإمكان أن يكون للقوى السياسية رؤية أو نسق يمكن أن يوحدها كما هو الحال عليه في الحكومة الحالية، فهي تجمع أطرافا متناقضة، وممن يمكن أن نسميهم بالأصدقاء الأعداء".

وخلص العنبر إلى أنه "إذا كان هناك أولوية للمشروع بأن تكون حكومة قوية من أطراف أقوياء كي لا تتعرض لابتزاز سياسي من قوى لديها 10 أو 5 مقاعد برلمانية وتريد وزارة أو مناصب أخرى، بالنتيجة فإن هذا هو المعيار الأساس الذي يمكن أن يعطي قوة للدولة".

من جهته، قال السياسي الكردي، ياسين عزيز، إن "التمهيد للاستحقاق الانتخابي قد يغير مجريات الانتخابات المقبلة، وإن تصريحات زيباري، المعروف بقربه من مركز القرار داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، تعكس استعدادات جادة وخطوات عملية نحو تشكيل تحالفات قوية".

وأكد عزيز في تصريح لوكالة "بغداد اليوم"، أن "الاتصالات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والصدر لم تنقطع حتى بعد انسحاب التيار الصدري من مجلس النواب والعملية السياسية".

وتوقع السياسي الكردي أن التحالفات القادمة قد تشمل الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي والاتحاد الوطني، في إطار تحالف الأقوياء، لكنه أشار إلى أن "المشهد الكامل للتحالفات يبقى معلقا على وجود أطراف سنية قوية في هذا التحالف".

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب رأي عزير، فإن "التحالف الجديد بحاجة إلى وقت إضافي لوضع اللمسات النهائية عليه قبل أن يظهر رسميا ويجذب إليه أطرافا وكتلا أخرى لاستكمال المشهد السياسي".

وكان زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، قد أثار في نهاية الشهر الماضي، حديثا حول إمكانية التحالف مع خصمه اللدود التيار الصدري بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر، الذي أعلن مؤخرا تغيير اسم تياره إلى "التيار الوطني الشيعي".

وشدد المالكي خلال لقاء تلفزيوني على أهمية التكامل بين الطرفين لبناء الدولة في المستقبل القريب، قائلا: "نحن والتيار الصدري ننتمي إلى منبت واحد، وهو الشهيد الصدر (محمد باقر)، ويجب أن نتجه نحو العمل المشترك لتحقيق مصلحة العراق".
التعليقات (0)

خبر عاجل