حول العالم

السويد تترك الأجهزة اللوحية وتعود للكتاب المدرسي الورقي

- cco
أعلنت الحكومة السويدية تراجعها عن الاعتماد المفرط على الشاشات داخل الفصول الدراسية، مفضّلة العودة إلى الكتاب الورقي بوصفه الوسيلة التعليمية الأوثق صلة بقدرات العقل على الفهم والاستيعاب٬ في خطوة جريئة تعيد رسم ملامح المشهد التعليمي الرقمي.

 وبينما ينظر العالم إلى التكنولوجيا كرافعة لتحديث التعليم، اختارت السويد أن تقف في مواجهة هذا التيار، موجهة رسالة واضحة مفادها أن الرقمنة ليست دائماً مرادفاً للتقدّم.

فقد أعلنت وزيرة المدارس السويدية، لوتا إيدهولم، إنهاء الاستراتيجية الرقمية التي أطلقتها الوكالة الوطنية للتعليم في كانون الأول/ ديسمبر 2022، مؤكدة أن التكنولوجيا، رغم فوائدها، لا يمكن أن تحلّ محل الكتاب الورقي في المراحل التعليمية الأساسية. 

وأوضحت أن تراجع قدرات التلاميذ في مهارات القراءة والكتابة يرتبط بشكل وثيق بالاستخدام المتزايد للأجهزة اللوحية، والوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات.

وتأتي هذه الخطوة في سياق إصلاحات شاملة للنظام التعليمي في السويد، وهي الدولة المعروفة بريادتها في الابتكار التربوي، لكنها تحتل مراتب متأخرة نسبياً في مؤشر جودة التعليم مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل فنلندا وألمانيا والنرويج. 

وقد استند القرار السويدي إلى دراسات علمية أظهرت تفوق القراءة الورقية على الرقمية في مجالات الفهم العميق والتذكّر، حيث يميل الطلاب عند استخدام الأجهزة إلى التصفّح السريع دون استيعاب كافٍ للمضامين.

ولتفعيل هذا التوجّه، قررت الحكومة تخصيص ميزانية لتوفير كتب دراسية ورقية لكل طالب في كل مادة، في مسعى واضح لتقليص الاعتماد على الشاشات وإعادة الاعتبار للتعلّم المتأني والعميق.

وهكذا، في زمن باتت فيه السرعة والرقمنة عنوانين بارزين للتعليم المعاصر، تذكّرنا السويد بأن التقدّم لا يعني بالضرورة التخلي عن الأسس، بل يتطلّب التوازن بين الأدوات والغايات، وبين ما تتيحه التكنولوجيا وما يحتفظ به الكتاب الورقي من قدرة على تنمية الفكر والوجدان.