تضاربت الأنباء بشأن
زيارة رئيس النظام
المصري، عبد الفتاح
السيسي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي، وسط حديث أن الدعوة هي "استدعاء" للسيسي والملك الأردني على خلفية مقترح تهجير الفلسطينيين من
غزة.
وترددت أنباء عن زيارة مرتقبة سيقوم بها السيسي في 18 شباط/ فبراير الحالي، لبحث عدة ملفات، على رأسها مقترح الرئيس دونالد
ترامب بشأن نقل سكان من غزة إلى مصر والأردن.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي قال لـ"الشرق الأوسط" إن "هناك دعوة مفتوحة للرئيس السيسي من الرئيس ترامب لزيارة الولايات المتحدة وإجراء لقاء بالبيت الأبيض، إلا أنه ليست هناك معلومات أنه قد تَحَدَّدَ موعد لتلك الزيارة".
وكانت الرئاسة المصرية قالت في بيان رسمي، السبت، إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من ترامب وإن الأخير وجَّه دعوة مفتوحة إلى السيسي لزيارة واشنطن ولقائه بالبيت الأبيض.
من جهته قال الصحفي الأمريكي، ديفيد اغناطيوس في تقرير له بـ "واشنطن بوست"، إن اقتراح ترامب بشأن غزة، "مثير للقلق"، وعلى خلفيته تم استدعاء زعماء مصر والأردن، الدولتين اللتين ذكرهما ترامب كموقعين لإعادة التوطين عندما طرح الفكرة لأول مرة قبل عشرة أيام، للقاء ترامب في واشنطن الأسبوع المقبل.
أضاف: "إنهم خائفون منه، وهم أكثر قلقا بشأن خطر الاضطرابات الداخلية التي قد تلي طرد الفلسطينيين إلى أراضيهم".
وحذر مسؤول استخباراتي أمريكي عمل لعقود من الزمان في المنطقة من أن "هذا المقترح من شأنه أن يسبب اضطرابات كبيرة في مصر والأردن". وأكد أن "عدم الاستقرار قد ينعكس على إسرائيل، مما يخلق انتفاضة جديدة عنيفة في الضفة الغربية".
لم يكن مقترح ترامب وليد اللحظة، فقبل عام، قال جاريد كوشنر، صهر ترامب الذي يدير الآن صندوق استثمار بمليارات الدولارات بدعم من السعودية، في منتدى هارفارد عبر الإنترنت إن "عقارات غزة المطلة على الواجهة البحرية يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة".
يرى الصحفي الأمريكي اغناطيوس أن الأردن، قد يكون أكثر زعزعة للاستقرار بسبب اقتراح نقل أهالي غزة، وذلك بسبب عدد سكانه الفلسطينيين الكبير، وقال مصدر مقرب من الأردنيين إن المسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لم يتمكنوا من تقديم توضيحات، لأنهم لم يتم إطلاعهم على مقترح ترامب.
وأضاف اغناطيوس، أن اقتراح ترامب المتقلب هو أحدث مثال على إدارة تبدو غافلة عن العواقب المترتبة على الأمن القومي في رغبتها الجامحة في الاضطراب.
وتابع: "يبدو أن سياسات ترامب في الشرق الأوسط تتأرجح يوما بعد يوم، فهو يتفاخر في كثير من الأحيان بكيفية هزيمته لتنظيم الدولة على سبيل المثال، لكنه أشار الأسبوع الماضي إلى أنه يفكر في سحب قوات العمليات الخاصة الأمريكية من سوريا التي تحاول منع عودة ظهور الجماعة الإرهابية هناك".
و"بدون الدعم الأمريكي، ربما يتمكن آلاف الإرهابيين من تنظيم الدولة المحتجزين الآن في سجون قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد من الفرار". وفق المصدر ذاته.