سياسة دولية

فرنسا تسعى لحجز موقع في "سوريا الجديدة" عبر بوابة "قسد"

مناطق ريف حلب الشرقي شهدت تصعيداً عسكرياً بين "قسد" والجيش الوطني- جيتي
دخلت فرنسا بقوة على خط الأزمة السورية، وقد عززت تحركاتها لدعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مواجهة الفصائل المدعومة من تركيا، في خطوة تعكس رغبتها في حجز مكان مؤثر بسوريا المستقبلية.

وتحتفظ فرنسا، التي تعد الدولة الثانية من حيث الأهمية في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بوجود عسكري ملحوظ في شمال شرق سوريا، من خلال قواعدها في "كونيكو" و"العمر" بريف دير الزور، إلى جانب قواعد أخرى في الحسكة.

وبرز الاهتمام الفرنسي مؤخراً عبر تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي شدد على أن بلاده "لن تتخلى عن المقاتلين الأكراد الذين كانوا شركاء رئيسيين في الحرب على الإرهاب".

وكشفت تقارير إعلامية كردية أن فرنسا سلّمت "قسد" طائرات مسيرة مذخرة، بدأ استخدامها ضد فصائل "الجيش الوطني" في مناطق سد تشرين وجسر قرقوزاق بريف حلب الشرقي.

ودفعت باريس نحو توسيع حضورها في المشهد السوري عبر دعم الحراك السياسي لـ"قسد"، إذ أُفيد بأن فرنسا شجّعت شخصيات معارضة على الانضمام إلى مجلس سوريا الديمقراطية، بهدف تشكيل منصة سياسية مشتركة يمكنها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في دمشق قريبا.

وأثارت التحركات الفرنسية غضب أنقرة، التي ترى في أي دعم غربي لـ"قسد" تهديداً لأمنها القومي، وصرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن بلاده "لا تعير اهتماماً للدول التي تحاول استغلال قوة أمريكا لتحقيق مصالحها في سوريا"، في إشارة واضحة إلى فرنسا.

ومن جانبها نفت وزارة الدفاع الأمريكية ما أوردته تقارير إعلامية حول إمكانية تسيير دوريات مشتركة مع فرنسا على الحدود السورية – التركية، مؤكدة أن وجودها في سوريا لا يزال يركز على هزيمة داعش.

وعلى الأرض، شهدت مناطق ريف حلب الشرقي تصعيداً عسكرياً بين "قسد" والجيش الوطني المدعوم من تركيا. ومع الدعم الجوي والطائرات المُسيّرة التركية، تسعى الفصائل لاختراق مواقع "قسد" وفتح الطريق باتجاه مدينتي عين العرب والرقة، إلا أن المعارك لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم حاسم.

في سياق موازٍ، تستمر المباحثات بين "قسد" والإدارة السورية الجديدة في محاولة لتخفيف التوتر. مصادر مطلعة أكدت أنه تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لبحث مستقبل الإدارة الذاتية وحل القضايا العالقة، فيما تواصل تركيا الضغط لفك ارتباط "قسد" بوحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني.