حول العالم

16 عاما على الصورة تحت الماء.. المالديف تحذر العالم من غرق الجزر

الصورة ساعدت في دفع هدف 1.5 درجة مئوية للحد من الاحترار العالمي - الأناضول
الصورة ساعدت في دفع هدف 1.5 درجة مئوية للحد من الاحترار العالمي - الأناضول
تمر اليوم 16 عامًا على الصورة الشهيرة التي التقطها رئيس جزر المالديف السابق محمد نشيد ووزراؤه وهم يجلسون في قاع البحر، في محاولة لشد انتباه العالم إلى تهديد ارتفاع مستوى البحار الناتج عن تغير المناخ.

وما زالت هذه الصورة، التي بثت على نطاق عالمي، تذكر العالم بالواقع الحرج الذي تواجهه الدولة الجزرية الأكثر انخفاضًا عن سطح البحر في العالم، وسط تحذيرات مستمرة من ارتفاع مياه المحيط الهندي.

في تشرين الأول / أكتوبر 2009، اجتمعت الحكومة المالديفية تحت الماء، حيث جلس 11 وزيرًا على مقاعدهم مجهزين بأقلام وألواح للتواصل، بينما انطلقت الأسماك المرجانية حولهم، وجاء هذا الحدث بعد تحضيرات دقيقة قادتها السياسية السابقة شونا أمينات، التي أشرفت على تدريب الوزراء على الغوص، وضمان عدم إثارة الرمال التي قد تحجب الرؤية أثناء التصوير.


Image1_1120251891313826907520.jpg

وكان الهدف من هذه الخطوة غير المسبوقة إيصال رسالة واضحة إلى العالم بأن جزر المالديف ليست مجرد وجهة سياحية، بل موطن يعيش فيه الناس يوميًا، معرض للفيضانات، وتضرر السياحة والصيد فيه سيؤثر مباشرة على حياة السكان.

اظهار أخبار متعلقة


وفي اليوم المنتظر، تم توقيع وثيقة تطالب الدول بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لتصبح جلسة الوزراء تحت الماء رمزًا عالميًا للتحديات التي تواجه الدول الجزرية الصغيرة.

وأثارت الصورة تأثيرًا طويل الأمد على السياسات المناخية الدولية، وساعدت في دفع هدف 1.5 درجة مئوية للحد من الاحترار العالمي إلى الواجهة، والذي اعتمد رسميا عام 2015 في مؤتمر باريس للمناخ.

وبحسب شبكة الـ " سي إن إن" قال أستاذ قانون المناخ بجامعة ريدينغ البروفيسور بينوا ماير: "لقد أبرزت الصورة وجه الإنسان لتغير المناخ، وجعلت القضية تتعلق بالبشر وليس بالكائنات أو الإحصاءات فقط".

ورغم مرور أكثر من عقد ونصف، تشير المؤشرات الحالية إلى أن العالم لا يزال متجهًا نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول 2100، مع تجاوز عام 2024 لأول مرة عتبة 1.5 درجة مئوية.

وأكد الخبراء بحسب الـ"سي إن إن" أن السعي لتحقيق الهدف أصبح مختلفًا، حيث لم يعد الحد من الانبعاثات كافيًا، بل أصبح من الضروري إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لضمان بقاء الدول المنخفضة مثل المالديف.

وأضافت: "إذا لم يكن لأطفالنا منزل، فأين سيذهبون؟ هذه هي الصورة التي أريد أن نلتقطها اليوم"، مؤكدة أن التحدي ما زال قائمًا وأن العالم بحاجة إلى إدراك حجم المخاطر التي تواجه الدول الجزرية قبل فوات الأوان.
التعليقات (0)