قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود اليوم الأربعاء إنه يتعين تحقيق أمن الطاقة والازدهار
الاقتصادي قبل التوجه لمعالجة قضايا الاستدامة وتغير المناخ.
ما اللافت في الأمر؟
تأتي تصريحات الوزير السعودي وسط انتقادات عديدة للرياض بشأن الانبعاثات وأنها تقدم إنتاج
النفط على حماية المناخ، وتؤكد التصريحات اليوم أن الرياض لا تؤمن بإمكانية الازدهار والاستدامة ومعالجة
تغيرات المناخ في آن معا.
هل تفعل السعودية ما يكفي؟
إذا ألقينا نظرة على المؤشر الدوري العالمي لمكافحة تغير المناخ (
CCPI)، سنجد أن السعودية تأتي في المرتبة قبل الأخيرة في الترتيب العالمي قبل إيران مباشرة.
ويقول المؤشر إن انبعاثات غازات
الاحتباس الحراري الحالية للفرد في السعودية، أعلى بمقدار 14.6 طنًا من تلك الخاصة بمسار مؤشر أسعار المستهلك المتوافق مع اتفاقية باريس، وأن على المملكة أن تتحول في هذا المجال 180 درجة.
ويتابع المؤشر بأن السعودية، هي أكثر البلدان تأخرا بشأن هدفها لتقليل الانبعاثات بحلول عام 2030 مقارنة بباقي دول العالم.
السعودية وحدها؟
بالطبع لا، فرئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، لا يؤمن بالتغيير المناخي، ويرى أيضا أنه يعرقل التقدم الاقتصادي، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
ولطالما وجهت انتقادات إلى الولايات المتحدة وروسيا بأنها تعرقل إجراءات تغير المناخ وترفض الاعتراف بالأضرار الناتجة عن ذلك.
كما تضم القائمة الحمراء، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا، كوريا الجنوبية، وكندا، وكازاختسان، والأرجنتين، واليابان، وبيلاروسيا، والصين، وتايوان، وأوزباكستان، وتركيا.
قمم المناخ
ولم تخل قمم المناخ من مناوشات بين الدول بشأن الانبعاثات والوقود الأحفوري.
وتحل السعودية في المرتبة الثانية بعد فنزويلا، ضمن أكبر الدول التي تمتلك احتياطيات النفط والغاز للعام 2025، بامتلاكها احتياطيات نفط بأكثر من 267 مليار برميل، و300 تريليون قدم مكعب من الغاز.
"كوب28"
في قمة "كوب28" للمناخ، قالت صحيفة "
الغارديان" البريطانية إن خلافا نشب بين الإمارات والسعودية حول قضية المناخ، لأن الأولى أكدت على ضرورة التزام العالم بضرورة الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، وهو ما لا تؤمن به الرياض تماما.
وخلال محادثات مؤتمر المناخ التي سبقت قمة "كوب28" التي أقيمت في دبي عام 2023 حاولت السعودية وحلفاؤها التراجع عن الالتزام بالانتقال عن الوقود الأحفوري. وسعوا إلى تحويل النقاش حول التخلص التدريجي منه إلى مسار منفصل يتعلق بالتمويل، ورفضوا إدراج الالتزام في النصوص الرئيسية للمحادثات.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل غرف التفاوض، فإن السعودية اتخذت مواقف معرقلة خلال هذه المحادثات. وأكد المتحدث باسم المملكة في جلسة عامة للمؤتمر أن السعودية لن تقبل "أي نص يستهدف قطاعات معينة، بما في ذلك الوقود الأحفوري".
وأثار هذا التصريح انتقادات حادة، حيث قالت، وزيرة المناخ الكندية السابقة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة بشأن التزامات الانبعاثات الصفرية، كاثرين ماكينا٬ على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد سئمت من معارضة السعودية لأي اقتراح بالانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري".
"كوب29"
وجهت اتهامات لمندوب السعودية في قمة المناخ "كوب29" التي أقيمت في أذربيجان 2024 بإجراء تغييرات مباشرة على نص تفاوضي رسمي في المؤتمر المقام بالعاصمة الأذربيجانية باكو.
وقال مصدر خاص لـ"
الغارديان" آنذاك إن "العديد من الأطراف تعتبر السعودية عائقا مستمرا أمام اتخاذ إجراءات في قمم المناخ التابعة للأمم المتحدة للحد من حرق الوقود الأحفوري".
وكان أحد المسؤولين الأوروبيين قال لوكالة "فرانس برس": "كان هناك جهد استثنائي من السعوديين حتى لا نحصل على شيء".
"كوب27"
وفي القمة المناخية التي انعقدت في مصر عام 2022 قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الجمعة، إن العالم كان يأمل في أن "يُمثّل" بالسعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط.
وأضاف الوزير على هامش قمة المناخ "كوب27" إن "العالم يريد أن يمثّل بنا. سنسائل العالم عما يقدمونه لأننا نريد من الآخرين مضاهاتنا وتوجيه أموالهم لدعم القضايا التي يتشدقون بها".
اظهار أخبار متعلقة
وتحدث الأمير السعودي عن جهود المملكة في إنتاج الطاقة النظيفة وخفض انبعاثاتها من الكربون، مشيرا إلى أن المملكة ستراقب أداء البلدان الأخرى.
وأضاف أن شركة إنتاج النفط الحكومية السعودية أرامكو لديها أقل مستوى من انبعاثات غاز الميثان بكل المعايير.
وقال إن المملكة تتجه صوب تحقيق أهدافها المتعلقة باستخلاص الكربون بمقدار 44 مليون طن بحلول 2035.