صحافة إسرائيلية

هآرتس: قراصنة إيرانيون كشفوا هويات آلاف الإسرائيليين ممن خدموا بمناصب حساسة

الصحيفة حذرت من أن هذا التسريب قد يُعرّض مصير إسرائيليين للخطر ويجعلهم هدفا لمحاولات اعتقال في دول أجنبية- جيتي
الصحيفة حذرت من أن هذا التسريب قد يُعرّض مصير إسرائيليين للخطر ويجعلهم هدفا لمحاولات اعتقال في دول أجنبية- جيتي
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن قاعدة بيانات تضم آلاف السير الذاتية لإسرائيليين خدموا في وحدات حساسة وسرية في "الجيش الإسرائيلي" وأجهزة أمنية أخرى سربت على الإنترنت الشهر الماضي من قِبل مجموعة من القراصنة الإيرانيين.

وحذرت الصحيفة من أن هذا التسريب قد يُعرّض مصير هؤلاء الموظفين للخطر، ويجعلهم هدفًا لمحاولات اعتقال في دول أجنبية، بل وأهدافًا لجمع المعلومات الاستخبارية واعتداءات جسدية من قِبل جهات معادية. 

ولا تقتصر الوثائق المسربة على أسماء المسؤولين الحساسة فحسب، بل تشمل أيضًا عناوين بريدهم الإلكتروني، وأحيانًا أرقام هواتفهم وعناوين منازلهم.

ومن بين المسؤولين الذين تم الكشف عنهم، أفراد من الاستخبارات، بعضهم خدم أيضًا في وزارة الحرب، ومكتب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى أفراد من القوات الجوية، بما في ذلك أولئك الذين خدموا في وحدات تعمل بالطائرات بدون طيار، أو تطور الصواريخ، أو كانوا جزءًا من نظام الدفاع الجوي.

اظهار أخبار متعلقة


وأكد تحقيق أجرته "هآرتس" صحة معظم المعلومات المكشوفة، كما تواصلت هآرتس مع 250 إسرائيليًا أُدرجت سيرهم الذاتية في قاعدة البيانات المسربة. وتشير الردود الواردة إلى عدم إبلاغهم من أي مصدر إسرائيلي رسمي بتسريب بياناتهم. وقال أحدهم: "من المخيف جدًا أن يحدث هذا، ومن المقلق ألا يُبلغنا أحد".

ومنذ بدء الحرب في غزة، بذلت جهات فلسطينية ومؤيدة للفلسطينيين جهودًا حثيثة لاعتقال جنود وأفراد أمن إسرائيليين، وفي عدة حالات منشورة، تعقبت منظمات ناشطة في هذا المجال جنودًا وثّقوا أنفسهم أثناء قتالهم في غزة، وقدمت شكاوى ضدهم في بلدان مختلفة زاروها، وأُجبر الجنود على العودة إلى "إسرائيل" خوفًا من الاعتقال.

علاوة على ذلك، سرّبت الاستخبارات الإيرانية خلال العام الماضي معلومات عن مسؤولين أمنيين كبار وعالم إسرائيلي، ومن السهل تخيّل كيف سيصبح الإسرائيليون الذين عملوا كمطورين للطائرات المسيّرة أو أنظمة الاستخبارات أهدافًا لعمليات مادية.

وأكدت الصحيفة أنه تسريب قاعدة بيانات السير الذاتية مشكلةً أمنيةً مُتأصلةً ناجمة عن الصلات بين صناعة التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية والمؤسسة الدفاعية. وللاندماج في القطاع المدني، يُطلب من خريجي وحدات الاستخبارات والتكنولوجيا إعداد سيرة ذاتية، يصفون فيها أحيانًا أدوارًا ووحدات ومشاريع حساسة يُفترض أنها سرية. وتنتقل هذه الأدوار والوحدات والمشاريع تلقائيًا، وفي حالات استثنائية قد تقع في أيدي جهات معادية.

ومن بين السير الذاتية المسربة على الإنترنت، برز اسم رجل شغل منصبًا رفيعًا جدًا في وحدة الأبحاث 8200، بعد تسريحه من العمل، ويشغل حاليًا منصبًا رفيعًا نسبيًا في الاقتصاد. في سيرته الذاتية، يتفاخر بأن دوره في الوحدة كان "تحقيق تفوق سيبراني تكنولوجي لوحدة 8200"، ويضيف أنه ضمن هذا الدور "أدار أكثر من 100 عالم رياضيات وباحث تكنولوجي في مجال تحديد نقاط الضعف". 

كما يصف دوره السابق في وحدة الاستخبارات التكنولوجية 81، حيث يقول إنه أدار "140 مهندسًا ومهنيًا في تطوير وتنفيذ مشاريع بحث وتطوير صُنفت على أنها عالية المخاطر وعالية الربحية".

ووصف شخص آخر وردت سيرته الذاتية في قاعدة البيانات المسربة نفسه بأنه "محارب إلكتروني" تقدم إلى منصب تدريبي كبير، حيث كان مسؤولاً عن تجنيد المجندين الجدد وتدريبهم تقنياً.

اظهار أخبار متعلقة


كتب شخص آخر، يعمل حاليًا في شركة تكنولوجيا دولية كبيرة ومعروفة، أنه كان "ضابطًا ومشغل طائرات بدون طيار". وحسب قوله، كان مسؤولًا عن تطوير نظام تدريب القوات الجوية وسلاح التسليح، وكان خبيرًا متخصصًا في مجال "الطائرات بدون طيار والذخائر دقيقة التوجيه".

وتكشف الوثائق المنشورة أيضًا عن أسماء دورات سرية في مجال الإنترنت، مثل "غاما" وغيرها. في بعض الحالات، يُستدل منها على احتواء هذه الدورات على قدرات سرية. على سبيل المثال، تشير خلفية أحد الباحثين عن عمل إلى تخصصه في الهجمات الإلكترونية على أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وتُظهر السير الذاتية أيضًا المسار الذي سلكه العديد من خريجي وحدات الاستخبارات للعمل في شركات دفاعية مثل إلبيت، ورافائيل، وصناعات الفضاء الإسرائيلية، وفي شركات الهجمات الإلكترونية مثل "إن إس" أو "وكوادريم"، أو في شركات خاصة تسوق أدوات الاستخبارات مثل "ميرلينكس"، و"فيرينت"، و"كوجنيت".

وكشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) وشركات الدفاع السيبراني خلال العام والنصف الماضيين أن إيران تقود عمليات قرصنة موجهة ضد أفراد محددين، وهي ظاهرة تُعرف باسم "التصيد الرمحي".

ويركز هذا النوع من التصيد الاحتيالي على أهداف "نوعية" مثل كبار الشخصيات في النظام السياسي أو الأمني. يتلقى هؤلاء الأفراد رسائل بريد إلكتروني تنتحل شخصيتهم وتحتوي على برمجيات خبيثة تهدف إلى سرقة كلمة مرور الهدف، مما يسمح للمهاجمين بالاستيلاء على حساب بريده الإلكتروني.
التعليقات (0)