ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، تدمير مقر القيادة المركزي لما وصفه بـ"النظام السوري السابق" في قمة
جبل الشيخ، في إطار عملية عسكرية نفذتها قوات لواء الجبال (810) التابعة للفرقة 210 جنوب
سوريا.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، السبت الماضي، إن "قوات اللواء، بمشاركة وحدة المظليين ووحدة يهلوم، نفذت مداهمة عسكرية استهدفت مقر قيادة الوحدة السورية المسؤولة سابقًا عن منطقة جبل الشيخ".
وأوضح أدرعي أن القوات عثرت خلال العملية على بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام السوري السابق، شملت مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق وصواريخ وقذائف هاون وعبوات ناسفة وألغاما، مضيفا أنه تم تدمير أو مصادرة جميع المعدات.
ولم تصدر السلطات السورية الجديدة، أي تعليق رسمي على الهجوم، رغم تكرار إدانتها للانتهاكات الإسرائيلية، ومطالبتها المتواصلة للمجتمع الدولي بالتحرك لوقف الاعتداءات على سيادتها.
اظهار أخبار متعلقة
يأتي هذا التطور في سياق تصعيد الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ضد سوريا، رغم التغيير السياسي الذي شهدته البلاد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حين أعلنت فصائل سورية إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وإنهاء 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد، وتشكيل إدارة جديدة برئاسة أحمد الشرع، التي لم تصدر عنها تهديدات تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ذلك، تشن تل أبيب غارات شبه يومية تستهدف مواقع عسكرية في سوريا، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير آليات ومنشآت تابعة للجيش السوري، وفق تقارير إعلامية وحقوقية.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحتل منذ حرب حزيران/يونيو 1967 أجزاء واسعة من هضبة
الجولان، بما في ذلك نحو 100 كيلومتر مربع من منحدرات جبل الشيخ، حيث أنشأ مواقع عسكرية ومراكز مراقبة، ووضع خططًا لتحويل بعض مناطق الجبل إلى وجهات سياحية.
وبعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، تمكنت القوات السورية من استعادة بعض المواقع في جبل الشيخ، لكن الاحتلال الإسرائيلي أعاد السيطرة عليها قبيل انتهاء الحرب، وتم لاحقًا توقيع اتفاقية فض اشتباك عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، قضت بانتشار قوات "الأندوف" الدولية في المنطقة العازلة، بما في ذلك جبل الشيخ.
اظهار أخبار متعلقة
غير أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن في أعقاب سقوط نظام الأسد، انسحابه من الاتفاقية، وفرض سيطرته على جبل الشيخ والمنطقة العازلة، في خطوة وصفت بأنها تصعيد خطير يعكس استغلال الوضع السوري الداخلي.
ويُعد جبل الشيخ موقعًا استراتيجيًا بامتياز، نظراً لإشرافه الجغرافي على سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وإمكانية رؤيته من الأردن، ويقع على بعد نحو 35 كيلومترًا من العاصمة دمشق، ويضم أربع قمم، أعلاها ترتفع إلى 2814 مترًا عن سطح البحر.