سياسة عربية

أوضاع معيشية صعبة في اليمن خلال شهر رمضان وارتفاع جنوني بالأسعار

غالبية السكان عاجزون عن تلبية وتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية للعيش- الأناضول
غالبية السكان عاجزون عن تلبية وتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية للعيش- الأناضول
حل شهر رمضان 2025 على اليمنيين في ظل أوضاع معيشية صعبة، وارتفاع جنوني في الأسعار، الأمر الذي أفقدهم القدرة على تلبية احتياجاتهم اليومية لهذا الشهر الكريم، وسلب عنهم أجواء الفرح المعتادة مع حلول هذا الشهر.

وأصبح غالبية السكان عاجزين عن تلبية وتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية للعيش، وسط شكاوى من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار نتيجة الانهيار المتواصل والتاريخي للعملة المحلية مقارنة برمضان العام الماضي.

عوامل كثيرة أفقدت المواطن اليمني الفرحة بحلول هذا الشهر الفضيل، وفاقمت من معاناته، من بينها " تدني مستوى الدخل، وانهيار الريال اليمني، وغياب المساعدات الإنسانية"، وهو ما ألقى بظلاله على أسواق رمضان وحالة الكساد التي ضربتها.

"قدرة شرائية أقل"
فارس قاسم، مالك بقالة، قال إن القدرة الشرائية للناس أقل من العام الماضي، وبالكاد نتمكن من توفير الأموال لشراء متطلبات شهر رمضان".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في حديثه مع "عربي21"، أن الأسواق تعاني من كساد، وعلى الرغم من أن شهر رمضان موسم مهم، فإن الفارق العائد في رمضان عن بقية الشهور صار بسيطا، بسبب انعدام الرواتب، وارتفاع معدلات البطالة، وغياب فرص العمل، الذي انعكس على القدرة الشرائية للناس.

"تراجع النشاط الإنتاجي"
من جانبه، قال الصحفي والباحث اليمني في الشأن الاقتصادي ، وفيق صالح، إن الكساد الذي يضرب الأسواق اليمنية هو نتيجة طبيعية للأزمات التي لحقت بالاقتصاد الوطني طوال السنوات الماضية.

وتابع صالح حديثه مع "عربي21"، بأن هنالك تراجعا في نشاط القطاعات الإنتاجية بنسبة كبيرة خلال فترة الحرب، وهذا أثر بشدة على قطاع التشغيل، حيث جرى تسريح مئات الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات والقطاعات الإنتاجية في البلد، الحكومية والخاصة.

أضف إلى ذلك "أن الموارد العامة للدولة في مناطق سيطرة الحوثيين تعرضت لتدمير ونهب ممنهج، حيث ضاعفت مليشيا الحوثي من مستوى تحصيل الإيرادات بطرق مختلفة، وتنصلت من دفع رواتب الموظفين والإنفاق على الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تعطيل الدورة الاقتصادية"، حسبما ذكره الصحفي الاقتصادي.

ومن العوامل المؤثرة أيضا في تزايد ظاهرة الكساد -كما يؤكد الباحث الاقتصادي اليمني- "شحة السيولة"، حيث يعاني الكثير من اليمنيين من نقص السيولة النقدية، ما يحد من قدرتهم على الشراء حتى للضروريات الأساسية، علاوة على تدهور الخدمات العامة التي أدت إلى زيادة الأعباء على الأسر وتدهور مستوى الأوضاع المعيشية.

"رمضان ثقيل هذا العام"
من جهته، قال الصحفي اليمني محمد القاضي، إن اليمنيين استقبلوا شهر رمضان هذا العام في وضع اقتصادي صعب جدا، فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة خلال الأعوام الماضية، فإن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق.

وأضاف في حديثه مع "عربي21": " وقد زاد من معاناة المواطن اليمني توقف المساعدات الغذائية التي كانت تقدمها المنظمات الدولية.. وكذلك امتناع الكثير من التجار والخيرين عن تقديم المساعدات".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار القاضي: "اعتاد اليمنيون أن يكون شهر رمضان شهر للإحسان والإنفاق، إلا أن هذه الميزة تضاءلت خلال الأعوام السابقة، حتى انقطعت بشكل كامل هذا العام، ما جعل شهر رمضان هذا العام ثقيلا جدا على المواطنين، لاسيما في ضل انقطاع الرواتب للعام الثامن على التوالي".

وتدهورت قيمة العملة الوطنية بحوالي 700 بالمئة، وسط عجز رسمي عن إيقاف انهيارها المستمر، في ظل مخاوف من عودة وشيكة للحرب بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، بعد سنوات من التهدئة برعاية الأمم المتحدة.

التعليقات (0)

خبر عاجل