كتب

"لا ترحل بروحي".. معزوفة روائية حزينة على مكانة مصر الثقافية

مصر وقصة تقهقر ريادتها وقوتها الناعمة في المنطقة بأسلوب روائي جذاب  (دار صفاء)
مصر وقصة تقهقر ريادتها وقوتها الناعمة في المنطقة بأسلوب روائي جذاب (دار صفاء)
صدرت مؤخرًا "لا ترحل بروحي" وهي الرواية السادسة للكاتب والروائي والقاص المصري "محمد ثابت توفيق"، تقع الرواية في 116 صفحة من القطع المتوسط و18 فصلًا طوليًا متناولة بالتحليل عبر السرد والحوار، أربعة أشخاص رئيسيين يدور حولهم عشرات الأشخاص الآخرين وآلاف التفاصيل الخاصة بالحياة المصرية منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى قبيل ثورة 25 يناير مع التركيز على الحياة الثقافية وريادة مصر لها.

جاء إهداء الرواية: "إلى الذين يعانون من محن عمرية خاصة في قلب طوفان هذا العالم" في مزاوجة حزينة بين تقهقر ريادة مصر وقوتها الناعمة ومسيرة حياة بطل الرواية "رائد الراوي" الذي يعمل في مهنة الطباعة عبر صف الحروف اليدوي؛ وهي الطريقة القديمة للتمهيد لإصدار الصحف والمجلات والكتب وقد توارثها "رائد" أبًا عن جد والتي حل أسلوب الكتابة والصف عبر الحاسب الآلي (الكمبيوتر) مكانها منذ سنوات، وبالتالي لا يجد بطل الرواية عملًا فيضطر للعمل خارج البلاد ثم العودة والصبر على شيء من شظف العيش وتعينه على ذلك زوجته "فريدة إسماعيل" ذات الأصول الريفية المتمسكة بالدين ثم القيم والتقاليد على النقيض تمامًا من أخيها المُتنكر لمنظومة الأخلاق والقيم والذي يتسبب لها في كثير من المشكلات بخاصة الأسرية.

تتصدر "أمينة المهاجر" حياة بطل الرواية في تلك المرحلة العصيبة موحية له بوجود الحل لدى أبيها رجل الأعمال الفاسد الذي انتهز فرصة استبداد وفساد عهد المخلوع "حسني مبارك" لتهريب ماكينة طباعة نادرة باقية من القرن التاسع عشر إلى باريس ليثري ثراء فاحشًا من بيعها، فيما تحاول ابنته انتهاز أزمة "رائد الراوي" المعيشية لجذبه إليها والزواج منه، فيما تعينه في المقابل زوجته وصديقه "عمرو حكيم" على تحديها وفضح مسيرة حياة أبيها وتلاعبه بالمعارضة المصرية قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011م.

تتضافر أزمة بطل الرواية الاجتماعية الشخصية والاقتصادية مع أزمة تراجع مكانة مصر الثقافية خلال الرواية وسعي أبطالها للحفاظ على حياتهم وإيديولوجياتهم الفكرية كل حسب موقعه، فيما تتوالى الأحداث، صدرت الرواية عن مكتبة "الصفاء" الإماراتية.

صدرت للمؤلف سابقًا خمس روايات هي: "مائتا كيلومتر جنوبًا" ـ سلسلة إبداعات ـ هيئة قصور الثقافة المصرية ـ 1999م، "ربوة بأعلى المنحدر" ـ سلسلة كتابات جديدة ـ هيئة الكتاب المصرية ـ 2003م، "الطابية والحصان" ـ سلسلة إشراقات أدبية ـ هيئة الكتاب المصرية ـ 2004م، "كنا هنا معًا" (طبعة أولى) ـ دار البشير للثقافة والعلوم ـ 2017م، و"تركت قلبي بقربك" ـ دار مبدعون ـ 2018م، بالإضافة لثلاث مجموعات قصصية إحداها "على ما قُسمَ" نشرت عن الهيئة المصرية للكتاب عام 2003م، وأخرى عن دار روافد الكويتية التابعة لوزارة الأوقاف نشرت عام 2013م تحت عنوان "ألوان في طيف الحياة"، بالإضافة إلى 25 كتابًا قصصيًا تاريخيًا في ثلاث سلاسل هي: "الأوائل في الإسلام"، "الفتوحات الإسلامية"، "فرسان الإسلام" عن مكتبة "العبيكان" السعودية نشرت بين عاميّ 2000، 2001م.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم