هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنت صحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية، هجوما غير مسبوق، في افتتاحيتها، على الرئيس
دونالد ترامب، ووصفته بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا الحديث".
وقالت الصحيفة في
الافتتاحية، التي ترجمت جانبا منها "عربي21" إن حملة إعادة انتخاب
ترامب، لولاية ثانية، تمثل "أكبر تهديد للديمقراطية الأمريكية منذ الحرب
العالمية الثانية".
وأضافت، "لقد ألحقت
فترة ترامب المدمرة، أضرارا جسيمة بالولايات المتحدة، على الصعيد الداخلي، وحول
العالم، فقد أساء استخدام منصبه، وأنكر شرعية خصومه السياسيين، وقام بتحطيم
الأعراف التي تربط الأمة ببعضها البعض لأجيال، وأدرج المصلحة العامة ضمن أعمال
ربحية لمصالحه السياسية، وقام بتجاهل فظيع لأرواح وحريات الأمريكيين".
وقالت الصحيفة:
"إنه رجل لا يستحق المنصب الذي يشغله".
وأشارت الصحيفة إلى
أنها "قامت باستعداء عنصريته وكراهيته للأجانب، وانتقدت تخريبه لإجماع ما بعد
الحرب، وهو نظام من التحالفات والعلاقات الدولية، كلف العديد من الأرواح من أجل تأسيسه
والحفاظ عليه، وشجبت مرارا وتكرارا، خطابه المثير للانقسام وهجماته الخبيثة على
إخوته الأمريكيين".
وأضافت، "ومع ذلك
عندما رفض مجلس الشيوخ إدانة الرئيس، بدعوى إساءة استخدام واضحة للسلطة والقيام
بعرقلتها، نصحنا خصومه السياسيين بتركيز غضبهم على هزيمته في صناديق
الاقتراع".
ورأت أن الثالث من
تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، "يمكن أن يكون نقطة تحول، في انتخابات حول
مستقبل البلاد، والمسار الذي يرغب المواطنون باختياره" وتابعت: "خضعت
مرونة الديمقراطية الأمريكية لاختبار شديد خلال فترة ترامب الأولى، وسنوات أربع
أخرى ستكون أسوأ".
اقرأ أيضا: انتقادات متبادلة بين ترامب وبايدن وإلغاء مناظرتهما الثانية
وشددت على أنه مع
انتظار الأمريكيين في صفوف تمتد عبر البلدات والمدن، من أجل التصويت، ينخرط ترامب
في هجوم حاد على سلامة العملية الديمقراطية الأساسية، بخلاف كل أسلافه المعاصرين،
فهو يرفض الالتزام بالتداول السلمي للسلطة، وأن انتصاره هو النتيجة المشروعة
الوحيدة، وفي حال لم يفز، فهو مستعد للطعن في حكم الشعب الأمريكي، سواء في المحاكم
أو حتى في الشوارع.
وقالت الصحيفة إنه "يمكن
الشعور بتنوع أفعال ترامب السيئة، وأدى تكرارها إلى إضعاف الشعور بالغضب، ولا يترك
تراكم الاعتداءات الجديدة سوى القليل من التفكير في التفاصيل، وهذه هي اللحظة التي
ينبغي على الأمريكيين فيها استعادة الشعور بالغضب".
ورأت أن ترامب يقف دون
أي منافسين حقيقيين باعتباره أسوأ رئيس أمريكي في التاريخ الحديث، ومنذ عام 2016،
فإن الدرس المستفاد للسنوات الأربع التي مضت، هو أنه "لا يستطيع حل مشاكل
الأمة الملحة، لأنه يمثل المشكلة الأكثر إلحاحا في البلد".
ووصفته الصحيفة
بـ"الديماغوجي والعنصري"، الذي يترأس دولة متعددة بشكل متزايد، وتابعت: "انعزالي في عالم مترابط، ورجل استعراض يتفاخر إلى الأبد بأشياء لم يفعلها من
قبل، ويعد بأشياء لن يفعلها أبدا.. ولم يظهر أي استعداد للبناء، لكنه تمكن من
إحداث قدر كبير من الضرر فهو مجرد رجل يحطم الأشياء".
وقالت إنه شن
"حملة قمع قاسية على كل من الهجرة الشرعية وغير الشرعية، دون اقتراح سياسة
معقولة، لتحديد من يجب السماح لهم بالقدوم إلى الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن هوسه
بمعاكسة إنجازات سلفه المباشر، باراك أوباما، سعى إلى إقناع كل من الكونغرس
والمحاكم بالتخلص من قانون "أوباما كير" للرعاية الصحية، بكلفة معقولة،
دون اقتراح أي سياسة بديلة، لتزويد الأمريكيين بإمكانية الوصول إلى رعاية صحية
ميسرة الكلفة.
وقالت إن عدد
الأمريكيين الذين لا يمتلكون تأمينا صحيا، زاد بمقدار 2.3 مليون شخص، وهو رقم نما
بالتأكيد مجددا، بعد فقدان الملايين وظائفهم هذا العام بفعل فيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى
أنه تسبب في تويتر بالتحالفات طويلة الأمد، في الوقت الذي كان يحتضن فيه
ديكتاتوريون مثل كيم جونغ أون، في كوريا الشمالية، وفلاديمير بوتين بروسيا، والذين
يعاملهم ترامب بدرجة من الدفء والاحترام الذي يتحدى التفسير.
وتابعت: "انسحب
كذلك من اتفاقية استراتيجية بين جيران الصين، كانت تهدف للضغط على بكين، لتتماشى مع
المعايير الدولية، وبدلا عن ذلك، شن ترامب حربا تجارية متبادلة، وفرض تعرفات
بمليارات الدولارات عبر ضرائب يدفعها الأمريكيون بالفعل، دون انتزاع تنازلات كبيرة
من الصين".