سياسة دولية

مسيرات قادمة من الهند "إسرائيلية" الصنع تضرب رادارا في باكستان.. والأخيرة تنفي

إعلام هندي: استهداف رادار باكستاني بمسيرات إسرائيلية الصنع- الأناضول
أفادت وسائل إعلام هندية، الجمعة، بأن الجيش الهندي استهدف منظومة رادار تابعة للدفاع الجوي الباكستاني، متمركزة في مدينة لاهور، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية "إسرائيلية" الصنع، فيما نفت إسلام آباد صحة هذه المزاعم.

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الاستهداف جاء رداً على ما وصفته بهجمات باكستانية ضد الهند، مشيرة إلى أن الرادار المُستهدف ينتمي إلى منظومة دفاع جوي صينية من طراز "HQ-9"، وقد تم مهاجمته بطائرة "هاربي" الانتحارية.


من جانبها، نفت الحكومة الباكستانية على لسان وزير الإعلام عطا الله تارر صحة الأنباء، متهماً الإعلام الهندي بنشر معلومات مضللة.


وكان الجيش الباكستاني قد أعلن، أمس الخميس، إسقاط 25 طائرة مسيّرة من طراز "Harop" إسرائيلية الصنع، تابعة للهند، قال إنها كانت تستهدف بالدرجة الأولى أنظمة الرادار داخل الأراضي الباكستانية. 

وأكد الجيش أن وحدات ميدانية تعمل حالياً على جمع حطام هذه الطائرات في مناطق مختلفة، موضحاً أن المسيّرات المستخدمة تُعرف بذخائر "متسكعة"، تُصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وتُستخدم للهجوم عبر الاصطدام المباشر بالأهداف.

المنظومة "HQ-9" الصينية تشكل جزءاً من نظام دفاع جوي متكامل، يشمل قدرات الكشف والتعقب والتصدي للطائرات المسيّرة والصواريخ، وقد أصبحت إحدى ركائز الدفاع الجوي الباكستاني في السنوات الأخيرة.

يذكر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أعربت عن دعمها الصريح للهند عقب إعلان نيودلهي شن ضربات صاروخية على تسعة أهداف داخل باكستان. 

وكتب السفير الإسرائيلي في الهند، رؤوفين عازار، عبر منصة "إكس": "إسرائيل تدعم حق الهند في الدفاع عن النفس، ويجب أن يعلم الإرهابيون أنه لا مكان آمناً لهم بعد ارتكاب جرائمهم ضد الأبرياء".


شراكة عسكرية وطيدة
وتعتمد القوات الهندية بشكل متزايد على المعدات العسكرية الإسرائيلية، من بينها طائرات الاستطلاع المسيّرة "Heron"، المعدّلة للعمل في البيئات الجبلية، وبنادق "تافور"، بالإضافة إلى استخدام نظام التوجيه الدقيق "سبايس-2000" خلال غارات جوية سابقة على الأراضي الباكستانية، لا سيما بعد هجوم بولواما عام 2019.

وتُعدّ الهند حالياً أكبر مستورد للأسلحة في العالم، حيث استحوذت على نحو 10% من إجمالي الواردات العالمية بين عامي 2008 و2023، وتخطط لإنفاق نحو 200 مليار دولار خلال العقد المقبل لتحديث قواتها المسلحة.

ويشكل التعاون العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي محوراً أساسياً في هذه الجهود، إذ بلغت قيمة واردات نيودلهي من الأسلحة الإسرائيلية خلال العقد الأخير نحو 2.9 مليار دولار، شملت طائرات مسيّرة، ورادارات، وأنظمة صواريخ متطورة مثل "باراك-8"، الذي يجري تطويره حالياً ضمن ثلاثة مشاريع مشتركة بين منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) وصناعات الفضاء الإسرائيلية.

ويشمل التعاون بين البلدين أيضاً اتفاقيات إنتاج مشترك، تتيح تصنيع تقنيات متقدمة داخل الهند، من خلال شراكات بين شركات مثل الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) وهندوستان للملاحة الجوية (HAL)، بالإضافة إلى تطوير طائرات مسيّرة عمودية عبر مشروع مشترك مع شركة "إلبيت سيستمز".


وكان الجيش الهندي قد أعلن، الثلاثاء الماضي، تنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف في باكستان وإقليم "آزاد كشمير" الذي يتمتع بحكم ذاتي. وقال إن الضربات استهدفت تسعة مواقع وصفها بأنها "بنى إرهابية"، فيما أكدت حكومة إسلام آباد أن القصف طال ستة مواقع مدنية، وأسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 آخرين.

وتصاعد التوتر بين البلدين منذ 22 نيسان/أبريل الماضي، عقب هجوم مسلحين على سياح في بلدة باهالغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة آخرين.