أعلن الجيش
الهندي، الخميس أن القوات
الباكستانية استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية هندية قرب الحدود
الدولية في منطقة جامو وكشمير، باستخدام صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة.
وأوضح بيان رسمي
للجيش الهندي أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية. وقالت وزارة الطيران المدني الهندية إنه تم إغلاق 24 مطارا أمام عمليات الطيران المدني.
وصرح مسؤولان أمريكيان
لرويترز بأن طائرة حربية باكستانية صينية الصنع أسقطت طائرتين عسكريتين هنديتين
على الأقل أمس الأربعاء، مما يمثل إنجازا كبيرا للطائرات الحربية الصينية المتطورة.
وتراقب واشنطن عن كثب
أداء طائرة حربية صينية رائدة مقارنة بمنافسة غربية، وذلك لتكوين صورة أوضح حول
أداء بكين في أي مواجهة محتملة بشأن تايوان أو منطقة المحيطين الهندي والهادي
الأوسع.
وقال أحد المسؤولين
الأمريكيين، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك ثقة كبيرة في أن
باكستان استخدمت طائرة جيه-10 صينية الصنع لإطلاق صواريخ جو-جو على طائرات حربية
هندية، مما أدى إلى إسقاط طائرتين على الأقل.
وقال المسؤول الآخر إن
طائرة هندية واحدة على الأقل تم إسقاطها كانت طائرة فرنسية الصنع من طراز رافال.
وأكد المسؤولان أن
طائرات إف-16 الباكستانية، التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، لم تستخدم في عملية
الإسقاط.
ولم تعترف دلهي بفقدان
أي من طائراتها، بل قالت إنها نفذت ضربات ناجحة ضد ما وصفته بالبنية التحتية
"الإرهابية" داخل باكستان.
وكان مسؤولون حكوميون
في الهند، قالوا للوكالة، إن ثلاث طائرات هندية سقطت، لكن هذا يمثل أول تأكيد غربي
على استخدام الطائرات الباكستانية صينية الصنع في إسقاط الطائرات.
وقال وزير الدفاع
الباكستاني خواجة محمد آصف اليوم الخميس إن الطائرة جيه-10 استخدمت لإسقاط ثلاث
طائرات رافال فرنسية الصنع حصلت عليها الهند في الآونة الأخيرة.
ويأتي هذا
الهجوم في سياق تصعيد متسارع بدأ خلال الأيام الماضية، بعد أن شن الجيش الهندي
ضربات جوية وصاروخية على مواقع داخل باكستان، شملت ما وصفه الجيش الهندي
بـ"مراكز تدريب إرهابية"، فيما قالت مصادر باكستانية إن القصف طال مساجد
ومنازل مدنيين، وأوقع ما لا يقل عن 26 قتيلا و46 جريحا، معظمهم من المدنيين.
في المقابل،
أعلنت إسلام آباد أنها أسقطت خمس طائرات حربية هندية وطائرة مسيّرة، في تصعيد غير
مسبوق منذ وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في فبراير 2021.
وكانت وزارة
الدفاع الهندية قد أفادت بمقتل 16 مدنيا، وإصابة 59، بقصف مدفعي باكستاني، وقد
رفضت إسلام آباد المزاعم الهندية بوجود معسكرات إرهابية على أراضيها، وتعهدت بالرد
على الضربات الهندية.
واشتعل التوتر
المتجدد بين البلدين النوويين بعد الهجوم الذي وقع في 22 نيسان / أبريل، واستهدف
حافلة سياحية في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
وقد اتهمت
نيودلهي جماعة "جيش محمد" المدعومة من باكستان بتنفيذ الهجوم، وهو ما
نفته إسلام آباد بشدة، ووصفت الاتهامات بأنها "مزاعم لا أساس لها تهدف إلى
تبرير العدوان الهندي".
وتواجه الحكومة
الباكستانية ضغوطًا شعبية للرد الحازم على أي اختراقات هندية، فيما دعت الولايات
المتحدة الطرفين إلى "ضبط النفس والامتناع عن أي خطوات قد تؤدي إلى
التصعيد"، مشددة على ضرورة احترام اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة عام 2003
والمجددة عام 2021، وفق ما ذكره المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس.
ويذكر أن كشمير
تُعد واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم، وقد خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب
بسببها.