تصاعد الغضب بين
الأوساط
المصرية بعد انتشار مقاطع فيديو من التجمعات التي نظمت في العريش، والتي
كان يفترض أن تكون مظاهرات تضامنية مع غزة رفضا لتهجير أهالي القطاع.
وأثار مقاطع
الفيديو التي احتوت على مشاهد رقص وأجواء احتفالية لأنصار رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي داخل هذه الحشود وعلى الحدود مع
غزة، موجة من الانتقادات، حيث اعتبرها كثيرون إهانة للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت
القصف والحصار.
وتسائل نشطاء الذين
تداولوا الفيديوهات عن حقيقة هذه الفعاليات، إذ رأى معلقون أن ما جرى لا يعكس
تضامنًا حقيقيًا، بل يأتي ضمن الأساليب المعتادة التي يستخدمها النظام المصري في
الحشد، حيث يتم تنظيم الفعاليات بشكل رسمي وتحويلها إلى منصات دعائية تُستخدم في
الإعلام الرسمي لإظهار وجود دعم شعبي لسياسات الدولة.
ورأى المعلقون
أن هذه التجمعات لم تأتِ بدافع شعبي خالص، وأكدوا أن المشاهد المتداولة كشفت عن
تناقض بين الشعارات التي تُرفع من جهة، والممارسات الفعلية من جهة أخرى، ما أثار
مزيدًا من الشكوك حول الهدف الحقيقي من هذه الفعاليات التي نظمها عدد من الأحزاب الموالية
للنظام المصري.
الإعلام الرسمي
يحاول السيطرة على السردية
بالتوازي مع
الانتقادات المتزايدة، حاولت وسائل الإعلام الموالية للنظام الترويج لصورة مختلفة،
حيث ركزت على مشاهد الحشود الكبيرة ورفع الأعلام المصرية والفلسطينية، بينما
تجاهلت الفيديوهات التي انتشرت على نطاق واسع وأظهرت مظاهر بعيدة عن أجواء التضامن
الحقيقي.
واعتبر إعلاميون
مقربون من السلطة أن التجمعات تمثل رسالة قوية لدعم القضية الفلسطينية، متهمين
منتقديها بأنهم يسعون إلى تشويه الصورة والتحريض ضد الدولة، ومع ذلك، لم ينجح هذا
الطرح في تهدئة الرأي العام، حيث استمرت موجة الغضب على مواقع التواصل، مدفوعة
بشهادات من مشاركين أكدوا أن بعض الحاضرين لم يكونوا مدركين أصلًا لطبيعة الحدث،
بل تم تنظيم الحشود بأساليب تقليدية تعتمد على الحشد الموجه.
وكان آلاف
المصريين، قد احتشدوا الثلاثاء، أمام معبر رفح وعلى طريق مطار مدينة العريش شمال
شرق البلاد رفضا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتأكيدا على تضامنهم مع فلسطين،
وذلك بالتزامن مع زيارة يجريها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره
الفرنسي إيمانويل
ماكرون إلى المنطقة.
ورفع المشاركون
في التجمعات علمي مصر وفلسطين، ولافتات داعمة للقضية الفلسطينية وغزة، كتبت عليها
عبارات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وحملت اللافتات عبارات مناصرة
لفلسطين من قبل "لا للتهجير" و "لا لتصفية القضية الفلسطينية"
و"كلنا مع القضية الفلسطينية"، و"غزة خط أحمر".
شهدت الوقفة
مشاركة واسعة من القيادات الشعبية ومشايخ القبائل في سيناء، الذين لعبوا دورًا
بارزًا في استقبال الوفود القادمة من مختلف المحافظات، مؤكدين وحدة الصف المصري في
مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي. وعبّر مشايخ القبائل عن رفضهم القاطع لأي
محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشددين على أن أرض سيناء ليست للبيع أو
التفاوض.
فيما وصل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي
والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار العريش في زيارة مشتركة تتضمن تفقد
مخازن الهلال الأحمر المصري التي توزع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، وزيارة
جرحى فلسطينيين يتلقون العلاج بالمستشفيات المصرية وهو ما ربط بينه وبين والحشد الذي
قام به الأحزاب الموالية للنظام المصري
في أعقاب زيارة ماكرون
إلى مدينة العريش ولقائه بالسيسي، أصدرت عدة أحزاب مصرية تصريحات تؤكد دعمها
للموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
النائب تيسير
مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية ورئيس حزب إرادة جيل، صرّح بأن زيارة ماكرون
للعريش تعكس دعمًا دوليًا للموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، مشيدًا
بالحشود الشعبية التي تجمعت للتعبير عن هذا الرفض.
من جانبه، رئيس
حزب الجيل، أكد الدكتور ناجي الشهابي أن الحشود الغفيرة في العريش تُعد رسالة
تأييد لموقف القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية ورفض
التهجير.