مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إمكانية استخدام الردع
النووي أو ما يطلق عليه
المظلة النووية، لتوفير الحماية لبعض الدول الأوروبية
الحليفة، خاصة من التهديد الروسي، تثار أسئلة حول ما نعنيه بالمظلة وما هي القدرات
الفرنسية نوويا.
وتعد
فرنسا الدولة الأوروبية حاليا، التي تمتلك ترسانة نووية تعود إلى
ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى العضو السابق في الاتحاد الأوروبية بريطانيا،
التي تمتلك السلاح ذاته.
ونستعرض في التقرير التالي، المظلة النووية
والقدرات الفرنسية من أجل توفيرها لحلفائها غير النوويين:
ما هي المظلة النووية:
المظلة النووية، هي الحماية التي توفرها دولة
نووية، لامتلاكها
السلاح النووي، لحلفائها الذين لا يمتلكون هذا السلاح، وتضمن لهم
الدفاع ضد أي تهديد نووي محتمل، وهي عملية ردع تشن بموجبها الدولة هجوما نوويا إذا
تم شن هجوم عدواني ضد أحد حلفائها.
ظهرت فكرة المظلة النووية، خلال الحرب الباردة،
بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، في وظل سباق التسلح بأسلحة الدمار
الشامل.
دول تندرج تحت المظلة النووية:
بموجب علاقات الولايات المتحدة، فقدت وفرت ضمن
اتفاقيات أمنية، المظلة النووية، لكل من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"،
واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ودول في المحيط الهادي وجزر في المحيط
الأطلسي.
ما هي القدرات النووية
الفرنسية؟
تعتبر فرنسا واحدة من 9 دول في العالم، تمتلك
السلاح النووي، ويعتمد ردعها وتوفيرها المظلة النووية على 3 عناصر هي الصواريخ
الأرضية، وأنظمة الإطلاق من الجو، والمنصات البحرية.
وتأتي فرنسا مع الولايات
المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والمملكة المتحدة والهند وباكستان وكوريا
الشمالية، في امتلاك السلاح النووي.
وبحسب التقديرات،
تمتلك فرنسا، 290 رأسا نوويا، تتوزع على نطاقات استراتيجية، من بينها، 64 صاروخا،
موزعة على 4 غواصات استراتيجية، و50 صاروخا من طراز كروز جو أرض تحمل على مقاتلات
ميراج ورافال الفرنسية.
ومن حيث ترتيب القوة النووية الفرنسية على
مستوى العالم، تعتبر الرابعة، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، ولا يمكن
مقارنتها بالسابقين، حيث تمتلك واشنطن وموسكو، أكثر من 5 آلاف رأس نووي.
الردع النووي البحري:
تمتاز فرنسا، بقدرة ردع نووية بحرية، مكونة
من مجموعة من الغواصات المزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز "أم
51"، يمكنها الوصول إلى آلاف الكيلومترات مع قدرة تخف في عمق المحيط.
وتمتلك فرنسا، 4 غواصات نووية، من طراز
"تريومفانت"، تحمل صواريخ باليستية نووية، وتحتفظ بمواقع سرية، في البحار،
من أجل توفير الردع النووي في حال مهاجمة فرنسا أو أحد حلفائها.
وتعمل الغواصات بالطاقة النووية، وهو ما يميزها
بالقدرة على البقاء لفترات طويلة تتجول في المحيطات دون الحاجة للتزود بالوقود.
وتعتبر الغواصات النووية من أهم الأسلحة
الاستراتيجية الردعية لفرنسا، خاصة في حال تحييد قدراتها النووية البرية أو
الجوية، لتقوم بالمهمة.