قال رئيس الوزراء البريطاني كير
ستارمر إنه يجب السماح للفلسطينيين بإعادة بناء
غزة، معربًا عن "رعبه" من جرائم الكراهية ضد
المسلمين في المملكة المتحدة، وذلك خلال فعالية إفطار
رمضاني أقيمت الثلاثاء الماضي.
وألقى ستارمر كلمة مساءً في أول إفطار يقام في قاعة وستمنستر بالبرلمان البريطاني بمناسبة شهر رمضان، حيث ناقش عدة قضايا أثرت على المجتمع المسلم خلال العام الماضي. وقال خلال كلمته: "أعلم أن هذه الفترة كانت صعبة للغاية على المسلمين هنا في المملكة المتحدة، بسبب آلام الصراع في غزة ومعاناة الفلسطينيين".
وأضاف: "أنا واضح تمامًا أنه يجب السماح للفلسطينيين بإعادة البناء، وينبغي أن نقف إلى جانبهم في هذا الجهد على طريق حل الدولتين - وهو الطريق الوحيد في رأيي لتحقيق سلام دائم".
ومع ذلك، فقد واجه ستارمر انتقادات بسبب سياساته وتصريحاته المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، خاصة عندما قال إن لإسرائيل "الحق" في قطع الكهرباء والمياه عن غزة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، والذي أشعل الحرب في القطاع.
وتواصل المملكة المتحدة توريد الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي، رغم الحرب الوحشية والعشوائية التي تشنها على غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 160 ألفا بين شهيد وجريح، والحصار المستمر على القطاع.
وفي فعالية الإفطار، أدان ستارمر أيضًا الإسلاموفوبيا و"موجة الكراهية التي شهدناها موجهة ضد المسلمين البريطانيين"، والتي أثارتها "خطابات اليمين المتطرف والمعلومات المضللة"، خاصة بعد أعمال الشغب التي اندلعت العام الماضي إثر مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت.
وقال: "إنه لأمر صادم - صادم للغاية - أن عام 2024 كان الأسوأ في جرائم الكراهية ضد المسلمين منذ أن بدأت وزارة الداخلية بجمع البيانات"، مضيفًا أن الأرقام "سارت في الاتجاه الخاطئ لتصل إلى مستوى قياسي".
وأشار إلى أن "الروح الحقيقية لهذا البلد" تجسدت في صور الأشخاص الذين أعادوا بناء جدار أمام مسجد تضرر خلال أعمال الشغب.
وقد نظمت فعالية الإفطار، التي أُطلق عليها اسم "الإفطار الكبير"، من قبل مجموعة العمل البرلمانية المشتركة المعنية بالمسلمين البريطانيين، ومن المقرر أن تستمر يوميًا حتى 30 آذار/ مارس الجاري.
ومع ذلك، فقد واجهت الفعالية بعض الانتقادات من المسلمين البريطانيين، وذلك بسبب استمرار دعم الحكومة البريطانية للاحتلال الإسرائيلي.
وحضر الفعالية عدد من أعضاء البرلمان، بينهم وزير الصحة ويس ستريتينغ، الذي نشر صورة مع عدة نواب من حزب العمال، بما فيهم وزيرة العدل شبانة محمود وأفزال خان.
ووصف ستريتينغ الحدث بأنه "أول حدث تاريخي من نوعه"، بينما قال خان إن "الفعالية أظهرت أننا أقوى معًا".
من جانبها، قالت النائبة عن حزب العمال ياسمين قريشي إنها "سعيدة بانضمام رئيس الوزراء إلينا، مما يسلط الضوء على تنوعنا"، مضيفة أن "رؤيته [وسفير فلسطين] يفطران معًا كانت تذكيرًا قويًا بهدفنا المشترك: السلام لغزة".
وظهر سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملوط، الذي يُعد من أبرز المنتقدين لإجراءات الاحتلال في غزة، في الفعالية وهو يلتقي بأعضاء البرلمان وستارمر.