اعتبرت صحف ومعلقون إسرائيليون، تصريحات الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب، بشأن
تهجير سكان قطاع
غزة، بأنها نوع من "الهذيان بلا
معنى"، فيما وصفها آخرون بـ"الهراء".
وأشاروا إلى أن التصريحات تجاوزت المعقول،
"ونحن لسنا في حقبة الحرب العالمية الثانية، ومسألة التهجير لن تتم
للفلسطينيين، ولن تبنى ريفييرا في غزة".
وقال محللون: "لن يبني الأمريكيون
ريفييرا، لأنه وبكل بساطة لا توجد لديهم خطة، ولا عمل تحضيري ولا حتى دراسة جدوى،
كما لا يوجد من سيستقبل على أرضه مليوني فلسطيني".
وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن
رغبة ترامب في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة هي حلم بعيد عن الواقع. ورأت أن كلام
ترامب قد يكون "وسيلة تحايل، ونموذجا لمدى تفكيره خارج الصندوق، لكنه ليس خطة
عمل، خصوصا عندما لا توافق أي جهة فلسطينية على التعاون مع خطته، وما دامت حماس لا
تزال تسيطر على القطاع".
وأشارت الصحيفة إلى أن "كلام ترامب حول
هجرة الفلسطينيين من غزة بشكل طوعي أو قسرا أشعلت فانتازيا في إسرائيل"،
و"الكثير من الإسرائيليين بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرغبون في رؤية قطاع غزة
يسوى بالأرض، والفلسطينيين الذين يعيشون هناك يختفون، ويصبح القطاع ريفييرا أمريكية مزدهرة"، مضيفة أنه
"حلم حقيقي، لكن هناك فقط مشكلة واحدة تتمثل في أنه ليس واقعيا وغير ممكن أو
قابل للتنفيذ".
وتابعت: "من الممكن أن تكون مناورة من
الرئيس الأمريكي الجديد القديم لإثبات كم يفكر خارج الصندوق، وقد تكون خطوة
عدوانية بشكل خاص في المفاوضات مع حماس، لكن خلاصة القول إنها ليست خطة عمل ولن
يوافق أي مسؤول عربي على التعاون معها، حتى في الدول العربية المعتدلة".
وأضافت: "ليست هناك أي جهة فلسطينية توافق
على التعاون مع خطة ترامب للتهجير أو الترانسفير، وخصوصا عندما يتم ذكر الهجرة أو
المغادرة التي تذكر بأكبر كارثة جماعية للفلسطينيين وهي نكبة 1948، حتى أن رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن معارضته الشديدة لها".
وأكدت "يديعوت أحرونوت" أن
"العمليات العسكرية مهما كانت عدوانية ستؤدي على الأرجح إلى تدمير وقتل أكثر وأوسع في قطاع غزة، لكن ليس إلى استسلام حماس ما دام لا يوجد بديل سلطوي لها، ولا
حتى تقويضها، بل ستؤدي إلى المزيد من الجنود الإسرائيليين القتلى الذين سيواصلون
الحرب من دون هدف واقعي في الأفق".
أما صحيفة "هآرتس"، فاعتبرت أن
اقتراح تهجير الفلسطينيين من غزة يستحق التجاهل المطلق وغير جدي، وكتبت أن تصريحات
ترامب تدل على أنه لا يفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجذوره وتطوره على مر
السنين.
وخلصت الصحيفة إلى أن "التبجح بمثل هذا
الحل الذي يتطابق مع الترانسفير والتطهير العرقي وجرائم الحرب الأخرى هو إهانة
للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، علما أنه أدخل اليمين المتطرف في نشوة،
وكان من الأنسب أن يفهم، على الأقل في هذه المرحلة، أنه لا توجد حلول سحرية تجعل
الصراع يختفي، تبدو الخطة كما لو أنها حل بديل أو طريق مختصرة لمسار الديبلوماسية
والسلام".
وذكّرت الصحيفة جمهور الاحتلال، بأن
"الترحيل أو النقل القسري للسكان المدنيين هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي
وجريمة حرب ضد الإنسانية".
ولفتت إلى أن "ما هو مطلوب الآن وقبل كل
شيء هو إكمال كل مراحل صفقة التبادل مع حماس من أجل استعادة كل الأسرى ووقف الحرب،
ومن المهم للغاية تقديم حلول للنزاع مع الفلسطينيين، وقبول السلطة الفلسطينية
كبديل لحكم حماس، وإعادة إعمار غزة والعودة إلى المسار الديبلوماسي، لكن يجب أن
تكون هذه الحلول سياسية واقعية، ترتبط بالواقع السياسي وليس بأوهام في مجال
العقارات".