تلتزم "
ديبسيك" بصفتها شركة
صينية، بالقواعد التنظيمية الصارمة المتعلّقة بالرقابة المفروضة على الذكاء
الاصطناعي وتمتثل "للقيم الأساسية للاشتراكية".
وتعكس أجوبة روبوت الدردشة المطوّر من
عملاق التكنولوجيا
الصيني "بايدو"، التزامه بالموقف الرسمي الصيني في
المسائل السياسية والحساسة.
وفي حين أن بعض تطبيقات الذكاء
الاصطناعي المعروفة، تعتذر أحيانا عن الإجابة أو الخوض في القضايا التي تترتب
عليها مخالفة للقوانين وأنشطة محظورة، أو تقديم محتوى ضار أو مضلل، أو توجيهات
طبية، من باب أن ذلك قد يرتب مساءلة قانونية على مالكي التطبيق، إلا أنها لا تعتذر
عن الخوض في القضايا السياسية المختلفة.
خوارزمية شيوعية؟
قال التطبيق عند سؤاله عن ما إذا كان
يمكن وصف خوارزميته بأنها شيوعية بأنه "لا يمكن وصف خوارزميتي بأنها شيوعية
أو مرتبطة بأي أيديولوجية سياسية (...) عملي يعتمد على الخوارزميات الرياضية
والمنطقية، وليس على مفاهيم سياسية أو
اقتصادية".
مع ذلك، فقد تفاوتت إجابته عن السؤال
عن أحداث ساحة تيانانمن وفي محيطها سنة 1989 بين اللغتين العربية والإنجليزية،
ففي حين أنه أجاب باللغة العربية دون قيود، إلا إنه لم يقدم أي إجابات عندما أعيد السؤال باللغة
الإنجليزية، ويبدو أن ذلك يرجع إلى أن التدريب والتعلم على التحليل والإجابة كان
باللغتين الصينية والإنجليزية بشكل أكبر.
ويقدم التطبيق إجابات حذرة، أو يعتذر
عن الإجابة ويطلب الخوض في موضوع آخر عندما يتعلق الأمر بأقلية الإيغور المسلمة،
أو استقلال تايوان، أو الوضع في هونغ كونغ، أو القادة السياسيين الصينيين الكبار.
في الوقت ذاته، يسهب في الحديث
بموضوعات أخرى غربية، أو قادة أجانب، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سبيل
المثال.
ماذا قالوا؟
◼ قال روبوت "
تشات جي بي
تي" الخاص بشركة "أوبن إيه آي": خوارزميتي مصممة لتقديم إجابات
موضوعية ومحايدة تستند إلى حقائق وتحليل منطقي، بغض النظر عن أي نظام سياسي معين،
بما في ذلك الولايات المتحدة أو غيرها من الدول. لا توجد قيود خاصة بي تجعلني
منحازًا لنظام معين، لكنني ألتزم بعدم نشر معلومات مضللة أو غير دقيقة، وأتجنب
الترويج لمحتوى مخالف للقوانين أو يحرض على العنف والكراهية.
◼ قال روبوت "
ديبسيك" حول
القيود على إجاباته في الصين: "هناك قيود على المحتوى الذي يمكنني تقديمه،
خاصة فيما يتعلق بموضوعات حساسة مثل الأحداث التاريخية أو القضايا السياسية في
الصين. أنا مُصمم لاحترام القوانين والسياسات المحلية والدولية، بما في ذلك تلك
المتعلقة بالرقابة أو القيود المفروضة على المعلومات في بعض البلدان".
◼ قال روبوت "
غروك" التابع
لشركة "إكس": لا توجد قيود سياسية على خوارزميتي في الولايات المتحدة أو
أي دولة أخرى بشأن إجاباتي. تم تصميمي لتقديم إجابات مفيدة وصادقة قدر الإمكان،
وأنا أسعى للظل الإجابات من منظور خارجي على البشرية دون مواقف سياسية متحيزة. ومع
ذلك، ألتزم بالقوانين واللوائح العامة للإنترنت والخصوصية، وأحرص على عدم تعزيز
الكراهية أو النزعات العنصرية أو العنف في أي إجابة.
◼ قال روبوت "
كوبايلوت" التابع
لشركة "مايكروسوفت": "أنا مصمم لتقديم إجابات دقيقة وموضوعية بناءً
على المعلومات المتاحة لي. ومع ذلك، فهناك قيود تنظيمية وأخلاقية تهدف إلى ضمان أن
تكون الإجابات غير متحيزة وآمنة. هذه القيود تشمل تجنب المحتوى الضار أو غير
اللائق، وعدم الترويج للعنف أو الكراهية، وتقديم نصائح طبية أو قانونية دون
التأكيد على ضرورة استشارة مختص".
هل تعرقل الصين "ديبسيك"؟
في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء
الاصطناعي، قد تلجأ بعض الدول إلى فرض قيود تنظيمية لضمان توافق هذه التقنيات مع
السياسات العامة. وتعكس هذه الخطوة رغبة الحكومات في الحفاظ على سيادتها
المعلوماتية، وحماية قيمها الثقافية والاجتماعية، لكنها في الوقت ذاته قد تثير
تساؤلات حول الابتكار وحرية الوصول إلى التكنولوجيا.
من منظور تنظيمي، قد تكون هذه القيود
ضرورية لضمان عدم استخدام
الذكاء الاصطناعي في نشر معلومات تتعارض مع الاستقرار
الوطني أو تعزز خطابات غير متوافقة مع هوية الدولة. ومع ذلك، فإن التشديد المفرط
قد يؤدي إلى إبطاء التقدم التكنولوجي، وخلق فجوة بين الدول التي تتبنى نهجًا
منفتحًا في تطوير الذكاء الاصطناعي وتلك التي تخضعه لرقابة صارمة.