أعلن الجيش
السوداني، السبت، عن سيطرته
"الكاملة" على
مصفاة الجيلي النفطية شمالي العاصمة الخرطوم.
وقال في بيان مقتضب: "قواتنا بسطت
بالفعل سيطرتها الكاملة على مصفاة الخرطوم"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
وبث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي
مقاطع مصورة لجنود من الجيش السوداني أمام بوابة مصفاة الجيلي وداخلها.
وبث جنود للجيش السوداني صورا تظهر توغلهم
داخل مصفاة الجيلي والتصنيع الحربي ومكاتب جهاز الأمن.
وشهدت مدينة الجيلي اشتباكات عنيفة بين
الجيش السوداني وقوات
الدعم السريع في الأيام الماضية، حيث سعى الجيش للسيطرة على آخر
معاقل قوات الدعم السريع التي كانت تتحصن في مقر المصفاة.
ونشر الإعلام العسكري بالجيش السوداني صورا
تظهر قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدينة الجيلي،
شمال بحري.
ولم يصدر عن قوات الدعم السريع أي تعليق
حتى الساعة الـ09:20 ت.غ.
يأتي هذا التطور غداة إعلان الجيش فك الحصار
عن مقر "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، والتقاء قواته بمدينتي أم درمان وبحري
بالقوات المرابطة في القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
وبالسيطرة على مصفاة الجيلي، يكون الجيش
السوداني بسط سيطرته على شمال مدينة بحري بالكامل، إضافة إلى الأحياء المجاورة لوسط
المدينة ومقر "سلاح الإشارة" وكبري النيل الأزرق.
فيما تسيطر قوات الدعم السريع على شرق مدينة
بحري، وعدد قليل من أحياء وسط بحري وكبري الملك نمر الرابط مع الخرطوم.
وتعد المصفاة أكبر محطة لتكرير النفط في
السودان، وأُنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري التي كانت تسيطر
عليها "الدعم السريع" منذ اندلاع القتال منتصف نيسان/ أبريل 2023.
ومنذ ذلك التاريخ يخوض الجيش و"الدعم
السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم
المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب،
بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء
نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء تصعيد الصراع في السودان، داعيا الأطراف إلى ضبط النفس.
وفي بيان لمكتب متحدث الأمم المتحدة، مساء
الجمعة، دعا غوتيريش الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية
وبيئية خطيرة على السودان والمنطقة.
وأشار غوتيريش إلى الالتزامات التي يفرضها
القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية وضمان وصول المساعدات الإنسانية.