وصل
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى العاصمة السورية
دمشق الثلاثاء، في أول زيارة من نوعها يقوم بها إلى البلاد منذ إنشاء المنصب.
وذكرت الأمم المتحدة في بيان أن تورك، المحامي النمساوي الجنسية، سيقوم بزيارة
سوريا ولبنان خلال الفترة من 14 إلى 16 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث سيلتقي بمسؤولين محليين، وممثلي منظمات المجتمع المدني، ودبلوماسيين، وهيئات تابعة للأمم المتحدة، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية.
يأتي ذلك في أعقاب الإطاحة برئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد من قبل المعارضة في هجوم مباغت قامت به فصائل مسلحة الشهر الماضي، مما أنهى حكم عائلته الذي استمر لأكثر من 60 عاماً، وأثار آمالاً بإمكانية محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 13 عاماً.
وكانت سلطات نظام الأسد قد منعت في السابق العديد من مسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات
حقوق الإنسان من دخول البلاد للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.
ولم يُكشف بعد عن عدد المرات التي حاول فيها تورك أو سابقوه دخول سوريا، وفقاً لمتحدث باسم مكتب المفوض السامي.
في 9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحفي، إن مئات الآلاف من السوريين قُتلوا خلال حكم نظام البعث في سوريا الذي استمر 61 عاماً، داعياً إلى ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات التي وقعت خلال تلك الفترة.
وأشار تورك إلى أنه التقى على مر السنين بالعديد من السوريين الذين عاشوا في ظروف مأساوية وشهدوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية. وأضاف: "قتل مئات الآلاف خلال حكم نظام البعث في سوريا الذي دام 61 عاماً".
وتابع: "فُقد أكثر من 100 ألف شخص، ونزح حوالي 14 مليون شخص من منازلهم". وأردف: "شهدنا أمس نظاماً أُطيح به بعد عقود من القمع الوحشي و14 عاماً من الصراع المستمر".
وشدد تورك على ضرورة أن يضمن أي انتقال سياسي في سوريا محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة، مؤكداً أن جميع الأطراف ملزمة بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الطريق الوحيد للتقدم في سوريا يكمن في إطلاق عملية سياسية وطنية تُنهي المعاناة، وتلبي تطلعات جميع السوريين، وتضمن تحقيق العدالة والإصلاح والمصالحة.
كما لفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استولى على المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة، مستخدماً التطورات في سوريا كذريعة. وأعرب عن مخاوفه من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد جديد، مؤكداً أهمية إجراء مفاوضات سياسية لإيجاد حل للوضع.
وحكم بشار الأسد سوريا لمدة 24 عاماً منذ تموز/ يوليو 2000، خلفاً لوالده حافظ الأسد (1970-2000)، وغادر البلاد هو وعائلته سراً إلى حليفته روسيا، التي أعلنت منحهم حق اللجوء لأسباب وصفتها بـ"الإنسانية".