مع استمرار
العدوان الاسرائيلي على
غزة ولبنان، تواصل خزينة
الاحتلال ضخّ المزيد من النفقات المالية
لتغطية تبعاته الميدانية، حتى غن المعطيات الرسمية كشفت مؤخرا إنفاق 6.5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الحرب، وهو الرقم الثاني بعد أوكرانيا في العالم
الغربي، ما يعني تكبّد الاقتصاد المزيد من الخسائر المتوقعة.
وكشف الكاتب في
مجلة "غلوبس" الاقتصادية، دين شموئيل إلميس، أن "ميزانية الجيش
الإسرائيلي التي
أقرتها الحكومة لعام 2025، ستبلغ 117 مليار شيكل (31 مليار دولار)، أي
6.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة برمّتها، وهذه زيادة قدرها 15
مليار شيكل مقارنة بالاقتراح الأصلي للخزينة، وزيادة قدرها 60 مليار شيكل مقارنة
بالعام "العادي".
وأضاف في تقرير
ترجمته "عربي21" أنه "رغم أن هذه الميزانية الإسرائيلية مماثلة
لميزانية هذا العام 2024، لكنها لا تزال مرتفعة على المستوى الدولي، حيث تتصدر
أوكرانيا العالم بمعدل أكبر بأربعة أضعاف، لكن الاستثمار الإسرائيلي من الناتج
المحلي الإجمالي أكبر من استثمار الإمبراطوريات العسكرية مثل روسيا والولايات
المتحدة، واستثمارات جميع دول حلف الناتو".
وأشار إلى أنه
"على المستوى التاريخي، فإن هذا الرقم ليس غير مسبوق على الإطلاق، لأنه بعد
حرب 1967، قفز الاستهلاك العسكري الإسرائيلي من الناتج المحلي الإجمالي إلى 19.7 بالمئة،
وبعد حرب 1973 بعامين حصل ارتفاع إلى الذروة بنسبة 28.7 بالمئة، ومنذ ذلك الحين بدأ
الانخفاض المستمر".
ونقل عن
البروفيسور إستيبان كلور من الجامعة العبرية وباحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي،
أنه "حتى اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كانت ميزانية الجيش تنخفض
باستمرار لمستوى قريب من 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي فإن عواقب
استمرار هذه الميزانية بهذا الارتفاع ستكون كبيرة، لأنها تأتي على حساب أشياء
أخرى، ولذلك، من المهم للغاية أن تعرف الحكومة كيفية توجيه بقية نفقاتها للمصادر
التي تدعم النمو الاقتصادي الذي بات يواجه أعباءً أثقل، وإلا فإننا سنكون أمام
تكرار لـ"العقد الضائع" الذي واجهناه عقب 1973، لأن الاقتصاد لم يكن
قادرا على تحمل مثل هذه التكاليف الكبيرة".
وأضاف: "نتحدث الآن عن زيادة في ميزانية الجيش من 4 بالمئة إلى 7 بالمئة، وهي تكاليف كبيرة، ومن
أجل منع تكرار "العقد الضائع"، فإن من المهم معرفة ما يجب فعله بالنفقات
المدنية، وأين يتم توجيهها في الموازنة، لأن نمو الاقتصاد هو ما سيضمن وجود الدولة،
وإلا فإنه إذا تمت زيادة ميزانية الجيش بشكل غير متناسب، ولم يتم تحويلها إلى محركات
النمو، فسنجد أنفسنا في وضع اقتصادي غير مستقر وخطير".
بدوره، ذكر المستشار المالي لرئيس الأركان ورئيس قسم الميزانية بوزارة الحرب بين عامي
1997 و2000 الجنرال موتي باسار ، أنه "قبل الحرب الحالية، تم الاتفاق على مخطط ميزانية متعدد
السنوات لوزارة الحرب حتى 2027، ولكن عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023 تم خلط
الأوراق، وبعد أن هدفنا لرؤية انخفاض مستمر في النفقات العسكرية لصالح الجانب
المدني بما يحقق الأفضل للناتج المحلي الإجمالي، فإننا اليوم على بعد سنوات ضوئية
من ذلك، لأن الإنفاق العسكري المتزايد سيستمر حتى بعد الحرب، ومن أجل استعادة
القدرات العسكرية ستكون هناك حاجة لـ10 مليارات شيكل إضافية سنويا".
وأوضح أنه
"على مدى ثماني سنوات، ستحصل إضافة لميزانية الحرب بقيمة 80- 100 مليار شيكل
للميزانية الحالية، ما سيكون لها تبعات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، حيث سيؤدي
تمديد الخدمة الإلزامية لرفض دخول الشباب إلى الأوساط الأكاديمية وسوق العمل، ما
يؤدي لتحويل مدخلات العمل من القطاع المدني إلى الجيش، وسيكون مطلوبًا زيادة البحث
والتطوير في مجال الجيش، وإن تمت إضافته للإنتاج العسكري فسيؤدي للاستغناء عن
الصناعة والتكنولوجيا الفائقة".
ونقل عن تقرير
حول "تكاليف الحرب" نشرته مجلة "فورين بوليسي"، أنه "في
السنة الأولى من حرب السيوف الحديدية في غزة، فقد قدمت الولايات المتحدة 17.9 مليار
دولار كمساعدات عسكرية لدولة الاحتلال، بما يعادل 3.8% من ناتجها المحلي الإجمالي".