ملفات وتقارير

من هم أبرز قادة القسام الميدانيين الذين استشهدوا خلال "طوفان الأقصى"؟

أيمن نوفل عضو المجلس العسكري العام وقائد لواء الوسطى في "القسام" من أبرز شهداء "القسام"- إكس
عمل الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة ضد قطاع غزة على اغتيال كبار القادة الميدانيين لدى المقاومة الفلسطينية بشكل عام، وقادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بشكل خاص.

واستشهد منذ بداية الحرب عدد من القادة العسكريين البارزين، الذين أكدوا في أكثر من مناسبة أن هذا ما يطمحون إليه من خلال انخراطهم في عمل المقاومة.

أيمن نوفل
قيادي أمني واستخباري وعضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام، وقائد لواء المحافظة الوسطى، وأحد أحد أبرز قادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة ومن المقربين لنائب رئيس أركان كتائب القسام، مروان عيسى.

اغتيل نوفل في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جراء غارة إسرائيلية جوية استهدفت مخيم البريج وسط مدينة غزة، بعد عشرة أيام من انطلاق معركة طوفان الأقصى.

وفي تصريح شهير له نهاية عام 2021 قال نوفل إن "فصائل المقاومة ترسل رسائلها للعدو وللصديق: للصديق أننا وضعنا مسألة الأسرى على سلم أولوياتنا، وللعدو أن الجدران والإجراءات الهندسية التي يقيمها على حدود القطاع لن تحميه".



وكان نوفل ممن قادوا العمل العسكري إبان الانتفاضتين الأولى والثانية، ويحمله الاحتلال مسؤولية تجهيز الاستشهاديين الذين أوقعوا الخسائر والإصابات الكبيرة داخل الأراضي المحتلة.

وقاد جهاز الاستخبارات في كتائب القسام، ومن ثم تولى قيادة العمليات العسكرية قبل أن يتولى أخيرا قيادة لواء محافظة الوسطى.

أحمد الغندور
عضو المجلس العسكري في كتائب القسام وقائد لواء الشمال، ويعد من أقدم قياديي الحركة وثالث رجل فيها بعد القائد العام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.

حاول الاحتلال اغتياله مرات عدة، كان أبرزها في عامي 2002 و2012، وأخيرا أعلنت كتائب القسام عن استشهاده يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 خلال معركة طوفان الأقصى.

وفي مقابلة سابقة معه، عندما كشفت كتائب القسام عن عدد من قادتها التاريخيين بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، قال الغندور: "استخدمت كتائب القسام كل ما استطاعت الحصول عليه من سلاح فبدأت بالتربية الجهادية بشتى أنواعها ثم بما تيسر بداية من الحجر والملتوف والبنادق والرصاص والقنابل، ثم منّ الله علينا بالمهندسين الذين وفقهم الله في صناعة المتفجرات والتي هي بعد الله سبحانه وتعالى وقود لكل المقاومين والمجاهدين".

وأضاف الغندور حينها: "هذه المتفجرات أصبحت سلاح رعب وردع للمحتلين فكانت العبوات بشتى أنواعها، الأرضية والجانبية الموجهة وللأفراد، وكانت الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وكانت صواريخ القسام التي أنزلت الرعب في قلوب الصهاينة، وكانت الصواريخ المضادة للدروع منها البتار ومنها الياسين الذي جعل المحتلين يفكرون ألف مرة في أي اجتياح بل أصبحوا يفكرون بالانسحاب".


تتهم "إسرائيل" الغندور بالمشاركة في التخطيط والتنفيذ لعملية "الوهم المتبدد" وهي مهاجمة نقطة عسكرية عند معبر كرم أبو سالم الحدودي عام 2006، أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أربعة وأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أفرج عنه عام 2011 في عملية تبادل الأسرى المعروفة باسم "وفاء الأحرار".

ويعد الغندور ثاني أكبر قيادات كتائب القسام الذين أعلن عن استشهادهم خلال معركة طوفان الأقصى بعد قائد لواء المنطقة الوسطى أيمن نوفل.

وتضمن إعلان كتائب القسام في ذلك الوقت أيضا نعي القيادي رأفت سلمان نائب قائد لواء الشمال، وقائد كتيبة بيت لاهيا وائل رجب.


وجاء نعي الكتائب لمجموعة القادة في ظل هدنة مؤقتة لتبادل الأسرى بلغت يومها الثالث، عقب مواجهات مع الاحتلال بعد توغله في مناطق داخل قطاع غزة.


أيمن صيام 
أحد أبرز المسؤولين العسكريين الميدانيين، وقائد المدفعية والمنظومة الصاروخية في كتائب القسام، وخلال عمله تم قصف مدينة "تل أبيب" لأول مرة عام 2012، بعد اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام، والقائد الفعلي لها على الأرض أحمد الجعبري.

وأعلن عن استشهاد ص يام في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وذلك في "مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى"، بحسب بيان للقيام.

وفي عام 2014، أعلن الاحتلال عن نجاحه في اغتيال صيام، وهو ما نفته كتائب القسام في بيان رسمي، ونتيجة ذلك تراجع الناطق باسم جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي، وعدل بيانه بالقول: "هجوم مركز على قائد المنظومة الصاروخية لحماس في قطاع غزة".

يذكر أن سلاح المدفعية في كتائب القسام بدأ عملياته باستخدام صاروخ يحمل اسم المجموعة لا يتجاوز مداه الكيلومترين، وقبل استشهاده أشرف صيام على تصميم صاروخ "عياش" الذي يصل مداه إلى 250 كيلومترا.

ومن أبرز تصريحات صيام العلنية كان تسجيل صوتي يعود لتصاعد العدوان على قطاع غزة ضمن معركة "سيف القدس" عام 2021، وجاء فيه وصف لعملية إطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة: "يا قدس إنا قادمون يا قدس قد حان المنون.. بسم الله الغالب.. بأمر من قائد هيئة الأركان، الآن الآن يتم قصف المستوطنات في مدينة القدس المحتلة".



محمد الضيف
القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام والمطلوب الأول لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، وهو ما عرضه للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة، ولذلك فإنه أصبح يعرف في "إسرائيل" بـ"الشبح".

ونجح الضيف في النجاة والإفلات من عدد كبير من محاولات الاغتيال، بفضل أسلوب حياته الغامض، وطريقة تنقله الفريدة، والتي تنطوي على حذر شديد، واحتياطات أمنية واسعة، فضلا عن عدم وجود صور حديثة له، ما جعل المخابرات الإسرائيلية تطلق عليه لقب المقاتل "ذي التسعة أرواح".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأول من آب/ أغسطس 2024 أنه تم تأكيد اغتيال الضيف بعد استهداف جرى في 13 تموز/ يوليو الماضي، بمنطقة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 90 فلسطينيا وجرح أكثر من 300 آخرين.

وردا على مزاعم الاحتلال، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الشرق، إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة.

وتابع في بيان له: "ما لم تعلن أي منهما، فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو  من قبل أي أطراف أخرى".

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، علق القيادي في حركة حماس، خليل الحية، على مزاعم الاحتلال الإسرائيلي استهداف الضيف، قائلا: ‏"نقول لنتنياهو إن ⁧محمد الضيف‬⁩ سمع خطابك البائس الليلة وكان يستهزئ بأكاذيبك".

وآخر تصريح علني للضيف كان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 للإعلان عن انطلاق عملية طوفان الأقصى، قائلا في رسالة صوتية، إنه خلال أول 20 دقيقة من العملية تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة.

وأكد أن عملية طوفان الأقصى تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، موضحا أن قيادة القسام "قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".




رافع سلامة
من أبرز القادة الميدانيين وقائد لواء خانيونس في كتائب القسام، وتعبره "إسرائيل" القائد الذي يدير مركز القتال المركزي جنوب قطاع غزة.

أعلن الاحتلال أنه نجح في اغتيال سلامة في ذات الضربة التي استهدفت قائد كتائب القسام محمد الضيف في 13 تموز/ يوليو 2024، وذلك دون تأكيد أو نفي من حركة حماس حتى الآن.


ثلاثة قادة
أعلن الاحتلال في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2024 أنه تمكن من اغتيال بعض قادة كتائب القسام في ضربة جوية إسرائيلية بمنطقة مواصي خانيونس "المنطقة الإنسانية" جنوب قطاع غزة، وهو ما أدى إلى ارتقاء 40 شهيدا وإصابة 60 آخرين على الأقل.

وبحسب ما أعلن الاحتلال، فإن أحد هؤلاء القادة هو أيمن المبحوح، مسؤول جهاز الاستخبارات في كتائب القسام وعضو المجلس العسكري، وهو ما يماثل تماما قائد لواء، وتعتبره "إسرائيل" المسؤول منذ ما لا يقل عن 13 عاما عن الدائرة الأمنية المغلقة والخاصة بأمن محمد الضيف، كما أنه يعتبر الشخصية المقربة بالنسبة للضيف وكذلك للشقيقين يحيى ومحمد السنوار.

والشخصية الثانية التي أعلن الاحتلال عن اغتيالها هي سامر إسماعيل خضر أبو دقة، الذي وُصف بأنه قائد المنظومة الجوية في كتائب القسام، والشخصية الثالثة هي أسامة طبش، قائد وحدة المراقبة والأهداف في الاستخبارات العسكرية في "القسام".

مروان عيسى
يوصف بأنه رجل الظل والشخصية الثانية والذراع اليمنى لمحمد الضيف، وهو نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتب السياسي والعسكري لحركة حماس، وجهوده في تطوير كتائب القسام شكّلت تهديدا حقيقيا لـ"إسرائيل"، ما جعله من أبرز المطلوبين لديها.

أعلن جيش الاحتلال في 26 آذار/ مارس 2024 أنه تمكّن من اغتيال عيسى، في غارة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل أسبوعين، كاشفا أنه استخدم ما يقرب من 20 طنًا من القنابل، من بينها قنابل مضادة للمخابئ.

ورغم عدم وجود نفي صريح من حركة حماس التي شككت في رواية الاحتلال، إلا أن عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، قال إنه "لا ثقة في الرواية الإسرائيلية عن اغتيال القيادي مروان عيسى"، مشددا على أن القول الفصل بهذا الشأن يعود لقيادة كتائب القسام.

ولم يكن وجه عيسى معروفا حتى قبل عام 2011، حيث ظهر في صورة جماعية التقطت خلال استقبال الأسرى المفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان فيها خالد مشعل وصالح العاروري وأحمد الجعبري، وزعمت "إسرائيل" حينها أن الشخص الموجود إلى جانبهم في منتصف الصورة هو مروان عيسى.

ومن أبرز تصريحات عيسى ما كان في آذار/ مارس 2023 عندما حذر من "زلزال يضرب المنطقة إن تم المساس بالمسجد الأقصى"، وقال إن دولة الاحتلال "أنهت اتفاقية أوسلو، وإن الأيام القادمة ستكون مليئة بالأحداث"، وهو ما حدث فعلا عند إعلان معركة "طوفان الأقصى".