سياسة عربية

موقع بريطاني: العودة يتعرض لتعذيب قاس بسجن ذهبان

العودة تعرض لربط يديه وقدميه مدة أشهر- أرشيفية

وصف موقع ميدل إيست آي البريطاني المقابلة التي أجراها الإعلامي السعودي عبد العزيز قاسم مع الداعية المعتقل سلمان العودة في سجن ذهبان بجدة بأنها عبارة عن "مسرحية كاذبة".

وورد في المقابلة أن عودة وصف وجوده في السجن بـ"الاستضافة" وأنه كان بإمكانه "التمتع" في الحدائق أثناء فترة الراحة.

لكن الموقع البريطاني قال إنه ووفقا لشهادات أحد المقربين من عائلة العودة فإن الواقع الذي تعرض له في السجن طيلة الشهور الماضية منذ أيلول/سبتمبر يؤكد أنه بعيد عن "الاسترخاء".

وحتى الآن لم يواجه العودة أية اتهامات وباستثناء مكالمة واحدة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بقي رهن الحجز الانفرادي وسمح له أواخر شباط/فبراير بزيارة واحدة داخل السجن.

وكشف المصدر أن العودة يتلقى معاملة توصف بـ"الجحيم" ومنع من النوم لعدة أيام متتالية وتم ربط يديه بقدميه مدة 3 أشهر.

وأضاف: "لم نكن نعتقد أنهم سيسيئون معاملته إلى هذا المستوى الذي تبين لنا في وقت لاحق ولذلك شعرنا بالصدمة".

ولفت المصدر إلى أن الداعية العودة عانى من ارتفاع ضغط الدم ورغم طلبه من إدارة السجن الرعاية الطبية إلا أنه حرم من الدواء والمعاينة حتى تدهورت حالته الصحية وهو ما استدعى نقله إلى المستشفى.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن جلسات التحقيق المتكررة بما فيها جلسة استمرت أكثر من 24 ساعة كاملة تركزت على تغريداته وخاصة التغريدة المتعلقة بالخلاف الخليجي بين السعودية وقطر.


وقال المصدر المقرب من عائلة العودة إن "كل ما يفكرون به هو تغريداته".

ويأتي الكشف عن المعاملة القاسية التي يتعرض لها العودة في السجون السعودية في ظل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة البريطانية لندن والتي واجه فيها احتجاجات على تعامل المملكة مع النشطاء السياسيين والشخصيات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان.

وبالعودة إلى محاولة الإعلام السعودي الترويج لعدم صحة تلقي العودة معاملة سيئة بالسجن قال إن "المسرحية" أظهرت أنه كان ينتقد من استغلوا قضيته لابتزاز النظام السعودي.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن الصحفي قاسم زعم وجود "فواكه وخضراوات وبيئة مريحة في السجن".

وكشف مصدر مقرب من عائلة العودة أنه خلال "المسرحية" جرى أخذ العودة من زنزانته معصوب العينين من حبسه الانفرادي ووضعه في الحديقة دون أن يعلم الترتيبات.

وأضاف: "عندما نزعوا العصبة عن عينيه ورأى الحديقة عبر عن غضبه وطلب العودة إلى الزنزانة لأنه لا يرغب في أن يتم اقتياده بالقوة لهذا الوضع دون استشارته".

وأوضح المصدر أن العودة قال للصحفي: "إن كثيرا من الأشياء تم تفسيرها والكثير من الأشياء غير صحيحة".

ونفى الصحفي قاسم أن يكون تقاضى المال مقابل إجراء المقابلة وقال: "لم أقبل ريالا واحدا كما اتهمت"، مشيرا إلى أنه قام بها "لوجه الله".

بدورها قالت جوليا ليجنر المسؤولة القانونية الإقليمية لمنطقة الخليج في مؤسسة الكرامة الحقوقية إن المعاملة التي يتعرض لها العودة تذكر بالتوصيات المقدمة للجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب عام 2016 خلال استعراضها ملف السعودية.

وأوضحت ليجنر أن توصيات اللجنة شملت ضمان التحقيق الفوري في جميع ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة ومحاكمة الجناة والاعتراف بشرعية الانتقاد السلمي.

وأضاف: "التوصيات تسلط الضوء على أن الوضع الحالي مريع وأن الضمانات القانونية لا تعطى وأن المناخ يشهد التعذيب وسوء المعاملة".