نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية كشفت فيه أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أبلغت إدارة
أوباما قبيل الانتخابات، بنية
روسيا تقديم المساعدة للمرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد
ترامب، من خلال عملية الاختراق الإلكتروني التي تعرض لها الحزب الديمقراطي، وذلك من أجل ضمان فوزه في الانتخابات على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبحسب الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية اكتفت في حينها بتوجيه تحذير لموسكو، رغم أن المعلومات أحدثت ضجة في البيت الأبيض، ووضعت رؤساء الأجهزة الأمنية الأميركية في حالة تأهب.
وتشير الصحيفة إلى أن أجواء الثقة بفوز المرشحة هيلاري كلينتون، التي كانت تسيطر على الديمقراطيين، بالإضافة لمخاوف من اتهام الرئيس أوباما نفسه بالتلاعب بالانتخابات، دفعت لتأجيل الرد على موسكو لما بعد الانتخابات.
لكن المسؤولين في إدارة أوباما شعروا بالندم الشديد لعدم تحركهم قبل أن تجري الانتخابات التي أفضت إلى فوز دونالد ترامب، وشكل فوزه صدمة ودهشة في أوساط الديمقراطيين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إن باراك أوباما استنفر البيت الأبيض منذ آب/ أغسطس 2016 بسرية كبيرة، وأمر أجهزة الاستخبارات والأمن بالحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، وإعداد لائحة بالإجراءات الانتقامية الممكنة، بدءا بالعقوبات الاقتصادية وصولا إلى شن هجمات الكترونية.
وردا على هذه المعلومات، شكك الرئيس ترامب بإدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما لهذا الملف متسائلا عن سبب عدم تحركه إذا كان يملك فعلا مثل هذه المعلومات.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" ستبث الأحد، عبر ترامب عن استغرابه من ضعف التغطية الإعلامية لهذه المعلومات بشأن باراك أوباما، وقال: "كان عليه أن يفعل شيئا، لا أستطيع فهم ذلك، إنه أمر غريب".
وسمح أوباما في 29 كانون الأول/ ديسمبر باتخاذ إجراءات عقابية شملت طرد 35 جاسوسا يعملون بغطاء رسمي، وإغلاق مقرين للبعثة الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، وفرض عقوبات على جهاز الأمن الروسي.
واختمت الصحيفة بالكشف عن عملية سرية شديدة الحساسية أمر بها أوباما ونفذتها كل من (سي آي إيه)، ووكالة الأمن القومي (أن أس إيه) والقيادة المعلوماتية الأميركية، تم عبرها زرع رموز خبيثة نائمة في بنى تحتية روسية، يمكن تفعيلها لاحقا في حال التصعيد.