فضيحة "جنسية" تضرب حزب النور السلفي في مصر

يبذل حزب "النور" جهودا مضنية من أجل "لملمة" فضيحة جنسية تكاد تودي بما تبقى من سمعة الحزب ذي التوجه السلفي بمصر.

الفضيحة بطلها أمينه العام للحزب بمدينة السنطة بمحافظة الغربية، إذ تداول أهالي المدينة عددا من مقاطع الفيديو له، وهو يمارس الجنس مع عدد من السيدات، وبينهن منتقبات، وفتيات أقل من 16 عاما.

وأثارت الفيديوهات تساؤلات حول كيفية تجاوز الحزب لها، بعد أن ثبتت بالصوت والصورة، وانتشرت على رؤوس الأشهاد، ما يمثل ضربة قاصمة للحزب، قبل خوضه الانتخابات البرلمانية المزمعة، في الربع الأول من العام المقبل، كاستحقاق ضمن "خارطة طريق" الانقلاب العسكري، الذي كان الحزب أهم مكوناته.

ولم ينس الرأي العام فضيحتين سابقتين لعضوي الحزب: أنور البلكيمي النائب عن الحزب في مجلس الشعب المنحل السابق، وهو صاحب واقعة إجراء عملية تجميل بأنفه، ثم ادعاء سرقته، من أجل التهرب من سداد مائة ألف جنيه اقترضها من البرلمان وقتها، والثانية لعلي ونيس، عضو الحزب، وصاحب فضيحة الاختلاء بإحدى السيدات في سيارته على قارعة الطرق، حيث ضبطا متلبسين بارتكاب الفاحشة.

وسارعت مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق أوصاف "عنتيل النور"، و"عنتيل الغربية" و"عنتيل السلفيين"، واحتل تعبير "عنتيل" الغربية الجديد"، موقعه ضمن أكثر الكلمات بحثا على موقع "جوجل" مساء الثلاثاء.

وكان أمين النور عهد بجهاز الكمبيوتر الخاص به "اللاب توب"، لتحديث "نسخة الويندوز"، إلى أحد محلات صيانة الأجهزة، الذي يمتلكه شخص اكتشف أن أحد الملفات المُحملة على الجهاز بها مقاطع جنسية يظهر فيها العشرات من السيدات المعروفات بمدينة السنطة، وبعض القرى المجاورة، وهن يرتكبن الرذيلة مع عضو "النور".

ووفقا لتقارير صحفية، حاول مالك المحل ابتزاز "أمين النور"، وطلب منه دفع 15 ألف جنيه، نظير عدم نشر تلك المقاطع، إلا أنه رفض، فقام بنشرها على العديد من أزواج السيدات اللاتي ظهرن فيها، والعشرات من الشباب بالسنطة، نظير مائتي جنيه عن كل مقطع فيديو.

والأمر هكذا، قامت "الدعوة السلفية" بتصفية كل ممتلكات "أمين النور" بالغربية، ونقلته إلى مكان غير معلوم بمحافظة الإسكندرية، وحاول مشايخها ترضية أسر السيدات، وأزواجهن حتى لا تتزايد الأزمة، بعد أن اقترحوا عليهم مغادرة جميع أفراد عائلة أمين النور لخارج المحافظة، ودفع تعويضات مناسبة لأزواج السيدات، مقابل عدم تقديم بلاغات إلى الجهات الأمنية.

وعلى شاكلة معالجة فضيحتي البلكيمي وونيس بادعاء عدم انتمائهما لحزب النور، ثم العودة و"الإقرار بعضويته، قال أحمد القطان، أمين حزب النور في محافظة الغربية، إن المواطن، "المنسوب إليه أفعال مشينة (في الفيديوهات) تخالف المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية العامة -حسبما قال- ليس عضوا في الحزب.

وأكد القطان أن الشخص الموجود بالفيديوهات لا ينتمي لحزب النور، فضلا عن عدم مشاركته في أي نشاط أو مسؤولية في الحزب. وأضاف: "نؤكد أن حزب النور فصيل مكون من أبناء هذا الوطن يهدف إلى النهوض بالبلاد، فليس من مصلحة أي أحد يحب هذا البلد أن يشوه صورته، وينسب إليه مثل هذه الأفعال المشينة ظلما وزورا".

وفي السياق نفسه، قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، في حسابه على "تويتر" مساء الثلاثاء، إن الحزب يعتزم بدء اتخاذ إجراءات قانونية، الأربعاء، لـ"مقاضاة المواقع الإلكترونية والإعلامية التي تعمدت التشهير بنا في قضية الغربية". 

وقال بكار: "غدا بإذن الله.. يرفع الحزب دعاوى قضائية ضد كل المواقع والصحف المتورطة في التشهير بالحزب في قضية الغربية". وأضاف: "تحملوا نتيجة استهتاركم".

وفي المقابل، كثفت الأجهزة الأمنية جهودها لضبط "العنتيل" الجديد. وتسابق مباحث الآداب العامة والأجهزة الأمنية الزمن للتوصل لهوية السيدات والفتيات لسرعة ضبطهن، وتقديمهن للمحاكمة، على غرار ما حدث مع العنتيل السابق مدرب الكاراتيه بنادي بلدية المحلة الذي تم الحكم عليه مؤخرا بالسجن عامين.

ومن جهتهم، أبدى ليبراليون شماتة واضحة بحزب النور. وقال حمدي الفخراني، البرلماني  السابق -في مداخلة هاتفية على قناة "التحرير" مساء الثلاثاء- إن السلفيين لا يهتمون إلا بالنصف الأسفل من أجسادهم، على حد قوله.