سياسة عربية

نتنياهو يترقب القمة السعودية الأمريكية.. هل تنضم الرياض لاتفاقات أبراهام؟

الصفقة الكبرى التي تبنى في العاصمة الأمريكية تتضمن ملفات حساسة - جيتي
الصفقة الكبرى التي تبنى في العاصمة الأمريكية تتضمن ملفات حساسة - جيتي
تترقب الأوساط السياسية والإقليمية باهتمام بالغ القمة المرتقبة في واشنطن بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط مؤشرات على أنها قد تشهد صفقة استراتيجية كبرى من شأنها إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وتحديد مستقبل العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل.

ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن الأوساط السياسية والأمنية داخل الاحتلال الإسرائيلي تتابع التحضيرات الجارية في واشنطن للقمة المرتقبة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يُنظر إليه في إسرائيل على أنه محطة حاسمة قد تحدد مستقبل المشهد السياسي في الشرق الأوسط وموقع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المرحلة المقبلة.

وأكدت الصحيفة أن الصفقة الكبرى التي تبنى في العاصمة الأمريكية تتضمن ملفات حساسة تتعلق بمصالح استراتيجية لكل من الرياض وواشنطن، إذ تسعى السعودية – بحسب مصادر إسرائيلية تحدثت لـ"معاريف" – إلى شراء مفاعلات نووية وطائرات F-35 وF-15EX متطورة، إلى جانب أنظمة دفاع وهجوم صاروخي متقدمة، في صفقة توصف بأنها قد تُنعش الاقتصاد الأمريكي وتُعيد رسم ميزان القوى في المنطقة.

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت "معاريف" إلى أن المداولات في واشنطن لا تقتصر على الجانب العسكري والاقتصادي، بل تمتد إلى إعادة هيكلة الإقليم بعد حرب غزة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية لإقناع السعودية بلعب دور قيادي في إعادة إعمار القطاع وإدارة الشؤون المدنية فيه بعد وقف إطلاق النار، في ظل ما تعتبره واشنطن "فرصة" لتوسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل المملكة ودولًا أخرى من بينها سوريا.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يترقب نتائج القمة بحذر، خاصة في ظل أزمات الائتلاف الداخلي حول قانون التجنيد ومواعيد الانتخابات، إلى جانب تصاعد التحركات العسكرية في غزة والشمال، وترى المؤسسة السياسية الإسرائيلية أن أي انفتاح سعودي نحو التطبيع أو تحمل أدوار إقليمية جديدة سيُحدث تحولا استراتيجيا في المنطقة ويؤثر بشكل مباشر على الحسابات السياسية داخل إسرائيل.

وفي سياق متصل، تناولت الصحيفة تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، حيث أكد في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست أن بلاده لا تزال تسعى إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، لكنها تشترط انسحاب تل أبيب إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

وأضاف الشرع أن سوريا أجرت بالفعل مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي وتم التوصل إلى تفاهمات أولية، إلا أن "التمسك بالسيادة السورية الكاملة" يبقى شرطا أساسيًا لأي اتفاق مستقبلي.

وأشارت معاريف إلى أن هذه التطورات، من القمة السعودية الأمريكية إلى تصريحات الرئيس السوري، تعكس حالة إعادة رسم شاملة لموازين القوى في المنطقة، وسط مراقبة إسرائيلية دقيقة لما قد يحمله الثلاثاء الكبير من انعطافة تاريخية في مسار العلاقات الإقليمية والدولية.
التعليقات (0)