صحافة إسرائيلية

اتهام إسرائيلي لابن غفير بتعريض الأسرى للخطر بسبب تهديداته للفلسطينيين

بن غفير مارس التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الفلسطينيين- إكس
بن غفير مارس التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الفلسطينيين- إكس
لا يتوقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عن التسبب بمشاكل لا أول لها ولا آخر لدولة الاحتلال، بسبب "فمه" الكبير، ولسانه الذي لا يتوقف عن الثرثرة، وآخرها ما كشفه الأسرى الإسرائيليون المفرج عنهم من غزة، حين أكدوا أنهم كلما كان يتفوّه بكلام مسيء للفلسطينيين، كانوا يدفعون ثمنه في الأسر.

وأكد موشيه نستلباوم الكاتب في صحيفة معاريف، أن "بن غفير وجد طريقة منذ السابع من أكتوبر لتحويل معاناة إسرائيل بأكملها إلى مسرح للاستفزازات المستمرة، إنه لا يتحدث فحسب، بل يشعل النار، يصبح كل كلامه لهيبًا، وكل لهب يضرب مباشرة قلوب الأسرى الإسرائيليين في غزة، هناك أشياء تقال، وهناك أشياء يدفع ثمنها بالدم، فمنذ بداية الحرب، وجد فرصة أسبوعية تقريبا للذهاب لأي مرحلة ممكنة، والتفاخر بأنه يجعل أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أسوأ".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ابن غفير دأب على التفاخر بأنه قلل من زيارات الأسرى الفلسطينيين، وقلّل من الوجبات، وقطع الماء الساخن، ورافق تصريحاته ضجيج ورنين، وعناوين وصور، وفيديوهات تيك توك، كل ذلك ليصنع عنوانا، من أجل الصورة، من أجل السلوك السياسي في تلك اللحظة، وفشلت كل محاولات أهالي المختطفين اليائسين في التحرك لوقفه عن ثرثراته هذه، وغالبا ما توجهوا إليه، وطلبوا منه أن يخفض نيرانه، والتوقف عن الحديث أمام الكاميرات، والتفكير في أبنائهم المختطفين، ولكن دون جدوى".

اظهار أخبار متعلقة



وأشار نستلباوم إلى أن "ابن غفير تجاهل كل دعوات عائلات الأسرى، وحين لم يكن أمامها خيار، توجهت لمكتب رئيس الوزراء، وطلبت تدخله، لكن بنيامين نتنياهو اختار أيضاً التجاهل، وعدم التشاجر مع الشريك الكبير في اليمين، إذا كان لا يريد إسقاط الحكومة، وهكذا، كلما تحدث بن غفير عن تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين، ترددت أصداؤه في أماكن اختطاف الإسرائيليين في غزة، وهذا ما قاله المختطفون العائدون، وهذه الشهادات، وإن كان الاستماع إليها غير مريح، فإنها ترسم حقيقة واحدة، وهي أن فم الوزير أصبح سلاحاً ضد الدولة".

وأكد الكاتب أن "الشهادات القاسية للمختطفين في غزة تكشف عن صورة لا يمكن لأي استفزاز سياسي أن يغطيها، الذين أكدوا أن ما واجهوه من معاناة بسبب ابن غفير، وفي كل مرة رأوا فيها في وسائل الإعلام يتوعد الأسرى الفلسطينيين، خاصة عندما صرّح بشأن تقليل وجبات الطعام المقدم لهم".

وأضاف أن "ابن غفير يعرف بالضبط ما يفعله، حيث بنى لنفسه أسطورة الوزير القوي الذي لا ينثني، ويعزف على أوتار الخوف والغضب، ويحاول الآخرون استعادة عقله، لكن الشجاعة الحقيقية لا تقاس بعدد المرات التي صرخ فيها "الموت للأسرى الفلسطينيين"، ويقاس بالقدرة على معرفة متى تصمت، ومتى تستمع، ومتى تفهم أن الكلام غير المسؤول قد يكلف أرواحاً بشرية، والحقيقة البسيطة أنه حتى من يعتقدون أنه ينبغي تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين، فلا يمكنهم الموافقة على سياسة تحكمها الأهواء الإعلامية الدعائية".

ولفت نستلباوم إلى أن "هناك خطوط حمراء لا يجوز للمسئول الحكومي تجاوزها، وبن غفير لا يصدر بيانات سياسية، بل يمارس اضطهادا متعمدا، وجشعا للدعاية، وعدم المسؤولية، وقد حوّل نفسه إلى علامة تجارية، وأصبح كل أداء، وكل محتوى، سلاحًا إعلانيًا مصممًا للحصول على الإعجابات والمشاركة والتعرض، ولم يكن هذا الاضطهاد مجرد أسلوب فحسب، بل أصبح استراتيجية تشهير وغض الطرف عن محنة الإسرائيليين، وتبعاته على وضع المختطفين، وعندما تكون الدولة وسط حرب، هناك توقع بأن من يديرون الأمن القومي سيعرفون كيفية تجنب الأعمال التي قد تعرض حياة الإسرائيليين للخطر".

تؤكد هذه السطور أن بن غفير دأب على إرسال رسائله العلنية المسمومة، دون سيطرة على لسانه، مع أنه في أي دولة نظامية تتطلب الحرب ضد عدو خارجي السيطرة على المعلومات والمعاني والتوقيت، كل بيان علني يقاس بواسطة أجهزة الأمن والجيش، والنظام الدبلوماسي، أما في الحكومة، التي ينتمي إليها بن غفير، يتم وضع الاعتبارات الأمنية جانبا في مواجهة الحاجة للدعاية، لأنه ليس مستعدا للتخلي عن الأضواء، ولو على حساب أمن الدولة.
التعليقات (0)

خبر عاجل