نشر موقع "
انترسبت" مقالا للصحفي جوناه فالديز قال فيه إن الغارات
الإسرائيلية على
غزة تجددت يوم الثلاثاء بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو جيشه بـ"تنفيذ ضربات قوية فورا"، في أخطر تحدٍ لاتفاق
وقف إطلاق النار الحالي حتى الآن.
وأضاف أن القصف أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص حتى صباح الأربعاء الماضي، وفقا لمسؤولين في غزة، وجاء ذلك بعد أربعة أيام فقط من جولة وزير الخارجية ماركو روبيو في قاعدة عسكرية أمريكية جديدة في "إسرائيل"، وهو انتشار نادر للقوات الأمريكية يهدف إلى الإشارة إلى أن الرئيس دونالد ترامب جاد في الحفاظ على وقف قصف غزة.
وأشار إلى أن روبيو قال خلال الجولة: "لا توجد خطة بديلة"، رافضا سؤال مراسل إسرائيلي عما إذا كانت "إسرائيل" بحاجة إلى إذن ترامب قبل استئناف هجماتها على غزة. "هذه هي أفضل خطة، إنها الخطة الوحيدة، وهي الخطة التي نعتقد أنها يمكن أن تنجح".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر أنه وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، أبلغت "إسرائيل" إدارة ترامب قبل شن غارات يوم الثلاثاء - مما يطرح تساؤلا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحاسب نتنياهو على أحدث جولة من انتهاكات وقف إطلاق النار.
ونقل عن يوسف مُنيّر، رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي في واشنطن العاصمة قوله: "جميع الأنظار تتجه الآن إلى واشنطن. هل سيكونون حقا حكما عادلا؟ أم أنهم موجودون فقط كواجهة وسيسمحون للإسرائيليين بالإفلات من العقاب، كما هو الحال دائما؟".
وبين أن "أمريكا ستختار الخيار الأخير حسب ما ظهر من حديث نائب الرئيس جيه دي فانس للصحفيين يوم الثلاثاء، حيث وصف الهجمات بأنها مناوشات صغيرة هنا وهناك"، وقال إن "وقف إطلاق النار لا يزال ساريا".
وأضاف فانس: "نعلم أن حماس أو أي جهة أخرى داخل غزة هاجمت جنديا [إسرائيليا]. نتوقع أن يرد الإسرائيليون، لكنني أعتقد أن اتفاق السلام الذي أبرمه الرئيس سيصمد رغم ذلك".
وأشار فالديز إلى أن الغارات الإسرائيلية، التي بدأت يوم الثلاثاء واستمرت حتى فجر الأربعاء، استهدفت مدينة غزة بشكل أساسي، بما في ذلك ساحة مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في القطاع، والمجمعات السكنية في جميع أنحاء المدينة، وفقا لتلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس. كما استهدفت غارات أخرى خان يونس ودير البلح. وأعلنت وزارة الصحة في غزة صباح الأربعاء أن الهجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 46 طفلا.
وقال إن مسؤولين إسرائيليين زعموا يوم الثلاثاء أن مقاتلي حماس أطلقوا النار على جنود إسرائيليين في جنوب غزة، بينما نفت حماس مسؤوليتها عن الهجمات.
وأشار إلى أن هذه كانت أحدث حلقة من سلسلة محاولات للحكومة الإسرائيلية للترويج لفكرة أن حماس هي من انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار. واتهم مسؤولون إسرائيليون حماس بتعمد تأخير إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين، وهو ادعاء شككت فيه حتى الولايات المتحدة. وفي حديثه للصحفيين خلال زيارته للقاعدة الأمريكية الجديدة في "إسرائيل" الأسبوع الماضي، دعا فانس إلى "قليل من الصبر"، مشيرا إلى صعوبة انتشال الجثث المدفونة تحت أطنان من أنقاض المباني المدمرة.
وأوضح أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تساعد وتشرف على إعادة الأسرى، تواصل العمل مع فرق البحث التابعة لحماس. مشيرا إلى أن حماس أصدرت بيانا يوم الثلاثاء ردا على لقطات فيديو بطائرة مسيرة نشرتها "إسرائيل"، تزعم أنها تُظهر حماس وهي تعيد دفن جثث الأسرى لتدبير عملية استعادتها أمام الصليب الأحمر.
وأكد أنه لم يتم التحقق من الفيديو والادعاء بشكل مستقل. وأن الصليب الأحمر قال إنه "يثير مخاوفه مباشرة مع الأطراف" ودعا الجانبين إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي أثناء التعامل مع الجثث. كما شدد على أنه في غضون ذلك، أظهرت العديد من جثث الفلسطينيين التي أعادتها إسرائيل علامات سوء معاملة وتعذيب.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن حماس أعادت جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء خلال الـ 72 ساعة المطلوبة، ومنذ ذلك الحين أعادت رفات 15 من أصل 28 إسرائيليا متوفيا. وأن اتفاقية وقف إطلاق النار تضمنت بندا يسمح لحماس بمهلة إضافية تتجاوز الـ 72 ساعة الأولية لمواصلة البحث عن الجثث المتبقية، طالما أنها تواصل التواصل مع الصليب الأحمر.
كما أن المقال شدد على أن الحكومة الإسرائيلية بذلت جهودا كبيرة لتقويض عملية السلام. حيث لا تزال إسرائيل تحد من كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة؛ وتستمر في إغلاق معبر رفح، وهو معبر أساسي لنقل المساعدات؛ وتواصل سلسلة من الهجمات على الفلسطينيين، بما في ذلك موجة من الغارات الجوية في 19 تشرين الأول/ أكتوبر أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 26 غزيا.
وأكد أن إحدى الهجمات استهدفت مدرسة تأوي عائلات نازحة في النصيرات. كما واصلت إسرائيل هدم مساحات واسعة من البنية التحتية المدنية داخل أكثر من 50 بالمئة من القطاع الذي لا يزال تحت سيطرتها العسكرية. وخارج غزة، شنت إسرائيل غارات عسكرية واسعة النطاق وغارة جوية في الضفة الغربية، حيث يستمر عنف المستوطنين اليومي ضد الفلسطينيين بلا هوادة.
ونقل عن رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية تراقب استهداف إسرائيل للمدنيين في غزة قوله: "إنهم يحاولون دفع الفلسطينيين إلى الرد. هذه هي استراتيجيتهم، إنهم يريدون من الفلسطينيين أن يفعلوا أي شيء لكي يتفاعلوا فقط لإكمال مهمتهم".
وقال عبده إنه يعتقد أن إسرائيل لم تكن جادة أبدا في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بل كانت تبحث عن أسباب لاستئناف هجماتها. يوم الثلاثاء، ادعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أن حماس "تواصل التلاعب" في منشور على منصة إكس، داعيا نتنياهو إلى استئناف القصف.
وقال عبده: "إذا كانت لدى إسرائيل نية حقيقية لإعادة الرهائن، فسوف تسهل كل الجهود لإعادتهم، بدلا من اختلاق هذه الروايات والصور الملفقة".
ذكر المقال أن حماس، من جانبها، تؤكد التزامها بالاتفاق واتهمت الإسرائيليين بمنع دخول الفرق والمعدات الثقيلة لإتمام أعمال الحفر.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار مُنيّر، بحسب ما ورد في المقال، إلى أن استئناف العدوان الإسرائيلي يندرج ضمن نمط رأيناه من قبل. مشيرا إلى أنه خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وكانون الثاني/ يناير الماضي، استعادت إسرائيل أكبر عدد ممكن من الرهائن لتخفيف ردود الفعل الغاضبة من مواطنيها، ثم استأنفت الهجمات على غزة.
وقال فالديز إنه بينما تُعد الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي، إلا أنها ليست الوحيدة التي تتمتع بنفوذ. فقبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ كل من الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية الكبرى - المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا - بتهديد إسرائيل بفرض عقوبات أو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية إذا لم توقف إبادتها الجماعية، وذلك على الأرجح استجابة للاحتجاجات الجماهيرية من مواطنيها.
وختم مقالته بقول مُنيّر: "يحاول الإسرائيليون الآن خلق رواية مفادها أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار وبالتالي فإن الاتفاق ملغى.. فهل سيصدق المجتمع الدولي ذلك؟".