أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، بدء
تدريب وحدات من الجيش السوري داخل الأراضي التركية، في خطوة تنفيذية لاتفاق التعاون والتدريب العسكري الموقع بين أنقرة ودمشق في آب/أغسطس الماضي، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية السورية وإعادة هيكلة مؤسساتها العسكرية.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن "وحدات محددة من الجيش السوري بدأت فعليا تدريباتها العسكرية باستخدام ثكنات وميادين تدريب تابعة للقوات المسلحة التركية"، مشيرة إلى أن التعاون يشمل التدريب، وتبادل الزيارات، وتقديم الاستشارات، والدعم الفني المستمر.
كما أوضحت أن 49 طالبا
سوريا سيبدؤون الجمعة دراستهم في الأكاديميات العسكرية التركية التابعة للقوات البرية والجوية والبحرية، بواقع 10 في القوات البرية، و18 في الأكاديمية البحرية، و21 في الأكاديمية الجوية، وذلك ضمن إطار اتفاق التدريب والاستشارات بين البلدين.
وأضافت الوزارة أن نحو 696 متدربا من الأكاديميات الحربية و241 من ضباط الصف من 29 دولة يتلقون حاليا تدريبات في المؤسسات العسكرية التركية، في إطار برامج تهدف إلى تطوير القدرات الدفاعية للدول "الصديقة والحليفة" والمساهمة في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن الحكومة السورية، بجميع مؤسساتها ووحداتها، تواصل جهودها لإعادة هيكلة البلاد وترسيخ الأمن والاستقرار، مشيرة إلى أن أنشطة التدريب والدعم الفني بين الطرفين مستمرة بناء على طلب دمشق، في ظل متابعة دقيقة لعملية دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (
قسد) في مؤسسات الدولة السورية.
وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، العميد زكي أكتورك، أن بعض وحدات الجيش السوري تنتشر حاليا في ثكنات تركية، حيث بدأت تدريباتها العسكرية ضمن مناطق التدريب التابعة للقوات المسلحة التركية، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي لتلبية احتياجات الجيش السوري في مجال بناء القدرات الدفاعية.
اظهار أخبار متعلقة
وفيما يتعلق بملف حزب العمال الكردستاني، قال أكتورك إن عملية نزع سلاح الحزب وتفكيكه "تخضع لإدارة ورصد دقيقين من قبل مؤسسات الدولة المعنية"، مشيرا إلى أن سبعة مسلحين من الحزب سلموا أنفسهم الأسبوع الماضي، وأن العمليات البرية داخل
تركيا وخارجها متواصلة لتدمير الكهوف والملاجئ والأنفاق، بما في ذلك أنفاق بطول ستة كيلومترات في منطقتي تل رفعت ومنبج شمالي سوريا.
أما بخصوص قطاع غزة، فقد اعتبر المتحدث أن "هجمات إسرائيل تمثل انتهاكا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن "التنفيذ الكامل للاتفاق أمر أساسي لاستعادة السلام والأمن في المنطقة". وأشار إلى أن تركيا، بصفتها طرفا في جهود التهدئة، "مستعدة للمساهمة في تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة وفي غزة على وجه الخصوص".
وكشف أكتورك عن مباحثات جارية لتشكيل قوة حفظ سلام في غزة، موضحا أن "القوات المسلحة التركية تواصل استعداداتها بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية"، وأن "مشاورات دبلوماسية وعسكرية تجرى مع دول أخرى" بهذا الشأن.
وفي ملف التسليح، أعلن المتحدث أن صفقة شراء مقاتلات "يوروفايتر تايفون" من المملكة المتحدة، التي وُقعت قبل أيام، تبلغ قيمتها نحو 5.4 مليارات جنيه إسترليني، وتشمل مقاتلات حديثة الإنتاج ومعدات وذخائر متنوعة لتلبية الاحتياجات التشغيلية للقوات الجوية التركية.
وبذلك، تؤكد أنقرة عبر سلسلة من الخطوات المتسارعة، دخولها مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي مع دمشق، تشمل إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية وتحديث قدراتها العسكرية، في موازاة استمرار نشاطها الإقليمي في ملفات الأمن الإقليمي وغزة.