سياسة عربية

هل تحتك إسبانيا وإيطاليا بدولة الاحتلال في البحر؟.. نخبرك ما نعرفه عن المرافقة العسكرية لأسطول الصمود

كيف ستتعامل المرافقة العسكرية الإيطالية والإسبانية إذا هاجمت دولة الاحتلال أسطول الصمود؟ - جيتي
كيف ستتعامل المرافقة العسكرية الإيطالية والإسبانية إذا هاجمت دولة الاحتلال أسطول الصمود؟ - جيتي
قرر الجيش الإيطالي، الخميس، إرسال سفينة عسكرية ثانية لمرافقة "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، بعد ساعات على إرسال الفرقاطة العسكرية فاسان، لمرافقة السفن التي تعرضت إلى ضربات من مسيرات، يؤكد المشاركون أنها "إسرائيلية"، لتصبح السفينة الثالثة إلى جانب أخرى إسبانية قررت سلطات مدريد إرسالها لمساعدة الأسطول.

ما اللافت في الأمر؟

أهم ما في الخطوتين الإيطالية والإسبانية أن السفن التي توجهت إلى الأسطول تحمل الصفة العسكرية، ومهمتها حماية الأسطول وتقديم المساعدة له، لكن دون اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات عليه.

درهم وقاية

على جانب آخر، ترغب إيطاليا بتجنب التصادم مع دولة الاحتلال، وقدمت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، عرضا لأسطول الصمود بتسليم مواد الإغاثة التي يحملها إلى قبرص والبطريركية اللاتينية في القدس، التي ستقوم بدورها بإيصالها.

عرض مرفوض
لم يوافق أسطول الصمود على تسليم المساعدات لطرف ثالث، وكان رفض عرضا إسرائيليا سابقا بتوجه السفن إلى ميناء "إسرائيلي" وتسليم المساعدات هناك ليقوم الاحتلال بإيصالها إلى غزة، أو المغامرة بدخول منطقة عمليات عسكرية مغلقة تحت طائلة العواقب.

وقال الوفد الإيطالي المشارك إن يرفض عرض ميلوني، وقال في بيان "تظل مهمتنا ملتزمة بهدفها الأصلي المتمثل في كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في غزة".

ماذا قالوا؟

◼ قالت جورجيا ميلوني يبدو أن اقتراحي يحظى بدعم حكومتي قبرص وإسرائيل، وننتظر ردا من الأسطول، والمبادرة خطيرة، وغير مبررة وغير مسؤولة.

◼ قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إن مهاجمين مجهولين استهدفوا الأسطول ونندد بشدة بالهجوم وستركز السفن المرافقة للأسطول على "عمليات إنفاذ محتملة".

◼ وتابع كروزيتو "لا يمكننا ضمان سلامة مواطنينا إذا دخلوا المياه الإقليمية لدول أخرى".

◼ قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه طلب من "إسرائيل" ضمان سلامة المواطنين الإيطاليين وأعضاء في البرلمان ونواب البرلمان الأوروبي المشاركين وأن تجري أي عمليات موكلة إلى القوات الإسرائيلية بما يتماشى مع القانون الدولي ومبدأ الحذر التام.

اظهار أخبار متعلقة



◼ قال أسطول الصمود إن على الدول الأخرى ضمان وتسهيل الحماية الفعالة بما في ذلك توفير مرافقة بحرية ومراقبين دبلوماسيين معتمدين ووجود حكومي على غرار الخطوة الإيطالية.

◼ قالت وزارة خارجية الاحتلال إنها "لن تسمح إسرائيل للقوارب بدخول منطقة قتال نشط، ولن تسمح بأي خرق للحصار البحري القانوني".

◼ قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن "أي استخدام للقوة ضد الأسطول غير مقبول".

◼ قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه أمر بإرسال سفينة عمليات بحرية مجهّزة بجميع الموارد اللازمة لمساعدة الأسطول والقيام بعملية إنقاذ عند الحاجة.

◼ قالت نائبة رئيس الوزراء، وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي الإسبانية يولاندا دياز: "طالبنا بتوفير حماية للأسطول ونحن فخورون بإرسال الحكومة سفينة لهذا الغرض".

◼ قالت وزيرة الشباب والطفولة الإسبانية سيرا ريغو: "ارفعوا الحصار، وافتحوا ممرات المساعدات الإنسانية، وأوقفوا الإبادة الجماعية".

◼ قالت وزير الثقافة الإسباني، إرنست أورتاسون: "بينما يتجاهل الآخرون، تتحرك إسبانيا. التضامن ليس مجرد خطاب، بل فعل".

الوضع الراهن

لا تزال تفصل أسطول الصمود وسواحل قطاع غزة مسافة أربعة أيام من الإبحار تقريبا إذا لم يتعرض لأي مشاكل لوجستية أو جوّية.

وأعلن المشاركون على متن أسطول مساعدات أنّهم تعرضوا لقصف، الثلاثاء، وسمعوا "دويّ انفجارات" وسط تحليق "عدّة طائرات مسيّرة" على مقربة منهم عندما كانوا قبالة سواحل اليونان.

اظهار أخبار متعلقة



وقال الأسطول: "حتى الآن: 12 انفجارا استهدف 9 سفن مختلفة تابعة لأسطول الصمود العالمي عن طريق مسيّرات".

وأضاف "نحن نشهد هذه العمليات النفسية بشكل مباشر الآن، لكنّنا لن نسمح بأن يتمّ ترهيبنا".

إلى أين ستصل المرافقة العسكرية؟

حتى الآن لا تشير التصريحات الإيطالية والإسبانية الرسمية إلى احتمالية التصادم مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر، وركزت البيانات الرسمية على "عمليات الإنقاذ المحتملة"، وحث وزير الدفاع الإيطالي النشطاء على الاستجابة لمبادرة ميلوني، وقال إنه لا يمكنه ضمان سلامة مواطنيه إذا دخلوا مياها إقليمية لدولة أخرى.

وفي حين أن الإبحار العسكري الإيطالي والإسباني في المياه الدولية وحتى المياه الإقليمية لدولة ما، مبرر ضمن ما يعرف بـ"المرور البريء"، لا يبدو أن السفن العسكرية سترافق أسطول الصمود إذا قرر مواجهة البحرية الإسرائيلية خصوصا مع إعلانها المنطقة البحرية قبالة غزة بأنها "منطقة قتال نشط".

الخلاصة

ربما توفر مرافقة السفن العسكرية الإيطالية والإسبانية لأسطول الصمود في المرحلة الحالية غطاء من الهجمات بالمسيرات في المياه الدولية، لكنها لن تغامر بدخول منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية إذا ما قررت بحرية الاحتلال اعتراض طريق الأسطول بالقوة واقتياد سفنه إلى ميناء إسرائيلي على غرار سفينة مادلين في حزيران/ يونيو الماضي، والتي تم ترحيل النشطاء على متنها إلى خارج الأراضي المحتلة.
التعليقات (0)