نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرًا كشفت فيه عن تحول لافت في السياسات الثقافية والاجتماعية بإيران، يتمثل في استدعاء النظام الحاكم للتراث الفارسي القديم، وتخفيف بعض القيود على الحريات الشخصية، وفي مقدمتها إلزامية الحجاب في بعض المناطق، حيث سمحت مؤخرًا بإقامة فعاليات موسيقية وثقافية في مواقع تاريخية بارزة مثل برسيبوليس، العاصمة القديمة للإمبراطورية الفارسية، في خطوة غير مسبوقة بعد سنوات من التهميش الرسمي لهذا التراث.
اظهار أخبار متعلقة
مراقبون
اعتبروا هذه التغيرات بأنها تعكس محاولة من النظام لامتصاص الاحتقان الشعبي بعد أزمات اقتصادية خانقة وضغوط اجتماعية متزايدة، حيث أشارت الصحيفة إلى أن هذا الانفتاح ترافق مع تخفيف ملحوظ لتطبيق قوانين الحجاب في بعض المدن مثل شيراز، حيث لوحظت نساء في أماكن عامة من دون التعرّض الفوري للإجراءات الأمنية الصارمة التي كانت سائدة في السابق.
ولفتت الـ"فايننشال تايمز"، إلى أن هذه الإجراءات لا تزال تواجه شكوكًا داخل المجتمع الإيراني، إذ ينظر إليها البعض بوصفها خطوات تكتيكية مؤقتة تهدف إلى تجميل صورة النظام وتخفيف التوتر، من دون أن تمثل تحولات جذرية في بنية الحكم أو في التشريعات الأساسية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية تندرج ضمن ما وصفته بـ”القوة الناعمة” التي يوظفها النظام عبر التراث والثقافة لتأكيد الهوية الوطنية، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية للسياسات الإيرانية على خلفية الحرب في غزة والأزمة الاقتصادية الداخلية، مشيرة إلى أن التوازن بين التيارات الإصلاحية والمحافظة داخل النظام قد يحدد مستقبل هذه التغييرات، وسط تساؤلات عما إذا كانت بوادر انفتاح ثقافي ستتطور إلى إصلاحات سياسية، أم ستبقى مجرد مبادرات ظرفية لامتصاص الغضب الشعبي.
بدورها، سلطت قناة فرانس24، على ظهور صالات الرياضة المخصصة للنساء في إيران بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على وفاة الشابة مهسا أميني لدى احتجازها من قبل شرطة الأخلاق وإطلاق حركة "امرأة حياة حرية"،حيث قالت إن هكذا أنشطة كانت
تعد حتى وقت قريب من المحرمات التي تلاحقها السلطات الإيرانية وتفرض ضدها إجراءات
عقابية مشددة.
اظهار أخبار متعلقة
ومع تزايد الضغوط على طهران، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في الـ16 من أيلول/سبتمبر ، بيانًا بمناسبة الذكرى الثالثة لمقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، وأكدت أنّ اسمها لن يُنسى أبدًا، وأن مقتلها، إلى جانب كثيرين آخرين، يمثّل "لائحة اتهام حاسمة ضد النظام الإيراني.
من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، السلطات الإيرانية بعدم التحقيق بشكل فعال أو مستقل في الانتهاكات التي وصفتها المنظمة بـ"الجسيمة" خلال القمع الدموي، كما قالت إن الإفلات من العقاب ما يزال سائدا في البلاد.