صحافة إسرائيلية

مقال في "هآرتس".. "لماذا لا يستسلم الفلسطينيون كما فعل اليابانيون؟!"

عودة بشارات: إبادة غزة أيقظت العالم بعد 80 عاما من التضليل - أكس
عودة بشارات: إبادة غزة أيقظت العالم بعد 80 عاما من التضليل - أكس

قال الكاتب عودة بشارات وهو من فلسطينيي الداخل المحتل، في مقال له على موقع هآرتس العبري، إن من يريدون الجيد لأنفسهم يتساءلون:" لماذا لا يستسلم الفلسطينيون وينهون القصة، لماذا هذا التصميم؟"، مضيفًا أن هؤلاء – في إشارة إلى إسرائيل- يريدون من الفلسطينيين أن يوقعوا على وثيقة استسلام، وأن يعلنوا بأنهم مهزومين، ابناء مهزومين واحفاد مهزومين، والسلام على فلسطين.

اظهار أخبار متعلقة


ولتوضيح الصورة، يقول الكاتب عودة بشارات، إن من يطالب الفلسطينيين في أن يكونوا رجالًا ويهينون أنفسهم بالاستسلام، يروون قصة الاستسلام الياباني، غير أن الاستسلام هنا جلب السلام على اليابان، بينما استسلام الفلسطينيين جلب مزيد من الخراب.

جحيم سينتظر الفلسطينيين حال استسلامهم
ففي وثيقة استسلام اليابان لم تُذكر مصطلحات مثل: "استيطان"، "ميراث الآباء"، "شبر بعد شبر"، أما هنا فثمّة جحيم ينتظر الفلسطينيين، ويمكن سؤال وزير الأمن، إسرائيل كاتس، عنه فهو يحمل مفاتيحه".

ويضيف الكاتب:" في آب 1982 خضعت منظمة التحرير لإملاء أمريكي إسرائيلي، وغادر ياسر عرفات لبنان مع آلاف المسلّحين، لم تمضِ أيام قليلة، حتى حدثت مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي لم تمنعها إسرائيل".

ولماذا نذهب بعيدا إلى بيروت؟ بعد الانتفاضة الثانية، وُقّع اتفاق "خريطة الطريق" بإشراف أمريكي، والبقية معروفة، لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، وهي الآن تنفّذ تطهيرا عرقيا في الضفة كما لو أنها لم توقّع أصلا، رسالتها كانت أن مصير من يوقّع اتفاقا معها فأنه "يُداس".

إسرائيل ترسم خرائط تناسب احتجاجاتها فقط
ويكمل بشارات،" محمود عباس المسكين هو المثال، من المثير أن نذكّر أن الخطّة تُسمّى بالعربية والإنجليزية "خريطة الطريق"، لكنها تُسمّى بالعبرية "خريطة الطرق"، أي إذا لم تناسب الطريق المحدّدة احتياجات إسرائيل، فأنهم يرمونها وينتقلون إلى أخرى، وهذا هو الموقف الإسرائيلي من الاتفاقات".

اظهار أخبار متعلقة


وأكثر من ذلك , فأن "الأرشيف" في إسرائيل ملئ بصور مخاتير وأعيان من العرب وهم يوقّعون على وثائق استسلام بعد احتلال قراهم عام 1948، حينها، رقّت قلوب القوم، وسالت دموعهم أمام عبارة في وثيقة الاستقلال تَعِد بالمساواة للجميع "دون تفريق بين دين وعرق وجنس"، ولكن قبل أن تجفّ الدموع، نشأت إدارة عسكرية بلا رحمة، مع خطط لمصادرة الأراضي وتهجير أكبر عدد ممكن من العرب، ومن ثمار تلك الخطط مجزرة كفر قاسم التي وقعت في ظل حرب 1956.

إسرائيل تؤمن بالتدمير والتطهير
ومن باب التوثيق التاريخي، في العالم عادة ما يوقّع قائد الجيش المهزوم على وثائق الاستسلام أمام قادة الجيش المنتصر، أما هنا، ففي مشهد الاستسلام، جلس جنرال إسرائيلي بزيّ عسكري في جانب، وفي الجانب الآخر وقف دون أن يجلس مُختار عربي مرتديا الكوفية والعقال، وهي صورة تعبر عن حقيقة ميزان القوى "جنرالات في مواجهة فلاحين"، ثم يأتي بعض "أنصاف المثقفين" الإسرائيليين ليقولوا: "قاموا علينا ليُفنوننا"، وهذه هي العبارة الأنسب لاتهام الفلسطينيين".

اظهار أخبار متعلقة


الحقيقة بحسب مقال الكاتب بشارات هي أن:" إسرائيل لا تؤمن باستسلام العدو، بل تؤمن فقط بـ"الحسم"، ومفهوم والحسم وفق قادة اليوم، هو التدمير الكامل، وتطهير الأرض من الفلسطينيين، وإن لم ينفع كل ذلك، فالانتقال مباشرة إلى الإبادة الجماعية، فانظروا إلى قطاع غزة".

إسرائيل تعرض على الفلسطينيين أن "يُمْحوا من الوجود"
إسرائيل، على أعلى المستويات، تعرض على سكان غزة، وليس على حماس فقط، أن يُمْحوا، وليس فقط أن يستسلموا، والشعار المروّع للجنود يقول: "احتلال، طرد، واستيطان" هو خطّة عمل الحكومة، وهذا هو جوهر القرار الذي اتُّخذ الخميس الماضي (قرار احتلال كامل غزة)، وفق موقف أول مفاده: "أذهب للنوم كي أذبحك"، والثاني يرد: "كلامك يطرد النوم من عيني"، وبعد كل ذلك يتظاهرون بالدهشة قائلين: "لماذا لا يستسلم الفلسطينيون؟".

في وثيقة استسلام اليابان لم تُذكر مصطلحات مثل: "استيطان"، "ميراث الآباء"، "شبر بعد شبر"، أما هنا فثمّة جحيم ينتظر الفلسطينيين، ويمكن سؤال وزير الأمن، إسرائيل كاتس، عنه فهو يحمل مفاتيحه".
التعليقات (0)