نشر موقع "
شيناري إيكونومتشي" تقريرا سلّط فيه الضوء على تشديد إدارة ترامب
العقوبات على
إيران عبر استهداف "أسطول الظل" وشبكات بيع
النفط خارج البلاد، مما يعمّق أزمة إيران الاقتصادية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ العقوبات الأخيرة طالت أكثر من ثلاثين ناقلة وشركة وفردا، بينهم شخص يحمل الجنسيتين البريطانية والعراقية ويدير عمليات تمويه لبيع النفط الإيراني على أنه عراقي أو إماراتي.
عقوبات جديدة
وذكر الموقع أن إدارة ترامب زادت من ضغطها على النظام الإيراني بعد أسابيع قليلة فقط من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، فقد تم تشديد ما يُعرف بعقوبات "الضغط الأقصى" التي ينتهجها ترامب، وأعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تطال أكثر من 30 ناقلة نفط وكياناً وفرداً، أو ما يُعرف بـ"أسطول الظل".
وأوضح ترامب ومستشاروه أنه يجب على إيران أن تعود إلى طاولة المفاوضات لمناقشة مستقبلها، وإلا فلن يكون هناك حديث عن تخفيف العقوبات.
وقد صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قائلاً: "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن سلوك إيران تركها منهكة". وأضاف أن "وزارة الخزانة ستواصل استهداف مصادر دخل طهران وسوف تكثّف الضغط الاقتصادي لقطع وصول النظام إلى الموارد المالية التي تغذي أنشطته المزعزعة للاستقرار".
وفي الخميس الماضي، قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة إن الشبكات المستهدفة تُحرّك "مليارات الدولارات" من النفط الإيراني. وتشمل تصنيفات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قائمة بشركات مرتبطة بالمواطن البريطاني
العراقي سليم أحمد سعيد، المتهم بـ"بيع نفط إيراني على أنه نفط عراقي منذ عام 2020 على الأقل".
كيانات وناقلات في عدة دول
أوضح الموقع أن العقوبات تتعلق بعمليات مقرها العراق تقوم بخلط النفط الإيراني بالنفط العراقي وبيعه على أنه خام عراقي أو إماراتي، ومن بين الأهداف محطة "في إس" بميناء خور الزبير العراقي، المملوكة لسعيد.
كما أشار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية إلى عمليات نقل من سفينة إلى أخرى حدثت بالقرب من هذه المحطة. وقد أشارت مجلة "قائمة لويدز" في وقت سابق بأن وثائق مزورة وبيانات جرى التلاعب بها تُستخدم بانتظام لإخفاء عمليات بيع النفط الإيراني.
ومن بين الكيانات الأخرى التي شملتها العقوبات، شركة ناقلات النفط "في إس إف زد إي" التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، وناقلة النفط العملاقة "في إل سي سي دجلة" التي ترفع علم جزر مارشال، بالإضافة إلى 11 ناقلة نفط أخرى تُستخدم لنقل النفط والغاز المسال الإيرانيين.
وأوضح الموقع أن بعض هذه السفن قد شارك في مبيعات لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
اظهار أخبار متعلقة
العراق في قلب الأزمة
لفت الموقع إلى أن تداعيات العقوبات على العراق قد تكون كبيرة، فبينما تسعى بغداد إلى مزيد من الاستثمارات والتعاون مع الغرب، قد تؤدي العقوبات الأمريكية التي تطال كيانات عراقية إلى تعطيل الاستثمارات الأجنبية في قطاعات النفط والغاز والموانئ.
كما أن بغداد بحاجة ماسة إلى مزيد من الغاز الطبيعي، ويؤدي الصراع بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي من جهة وإيران من جهة أخرى، إضافة إلى محاولة واشنطن تقليص النفوذ الإيراني في العراق، إلى تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
واعتبر الموقع أن قبضة إيران على العراق بدأت تضعف، لكن الميليشيات الشيعية الموالية لها لا تزال نشطة. وعلى الصعيد الداخلي، تخوض الحكومة المركزية صراعا مع حكومة إقليم كردستان بشأن عقود النفط وتقاسم الإيرادات.
وقد أفادت وسائل الإعلام الكردية بوجود حالة من عدم الاستقرار، في ظل هجمات بطائرات مسيرة تستهدف مدنًا ومطارات كردية في كرميان ودهوك وأربيل وكركوك، وقد وقع العديد منها بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران.
وأشار الموقع إلى أن استراتيجية ترامب ذات وجهين: ممارسة الضغوط على طهران لدفعها إلى التفاوض، وفي الوقت نفسه جذب العراق إلى الفلك الغربي لمواجهة الدور الإقليمي المتنامي لكل من الصين وروسيا.
واختتم الموقع بأن اتخاذ تدابير أكثر صرامة تستهدف المشترين سيكون على الأرجح أكثر جدوى في محاصرة تجارة النفط الإيراني، لكن حتى الآن مازال "أسطول الظل" يواصل عملياته دون عوائق.