قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن العالم قد يواجه
كارثة
نووية شاملة تؤدي إلى دمار واسع النطاق وتلوث إشعاعي طويل الأمد، مشيرة إلى أن
منطقتين فقط على سطح الأرض قد تكونان قادرتين على النجاة.
وأوضحت الصحيفة أن أستراليا ونيوزيلندا هما المكانان الوحيدان في العالم
اللذان يمكنهما دعم الزراعة والبقاء صالحتين للعيش في حال اندلاع حرب نووية في نصف
الكرة الشمالي، حيث ستنهار الحياة في معظم بقاع الأرض بسبب التبريد العالمي الحاد
والتلوث الإشعاعي.
وذكرت أن الحرب
النووية ستؤدي إلى انفجارات هائلة تتسبب في
حرائق واسعة النطاق، ترفع الدخان والغبار إلى طبقات الجو العليا، حيث تتجمع هذه
الجزيئات في طبقة الستراتوسفير التي لا يصل إليها المطر، مما يجعلها تبقى عالقة
لسنوات، وتحجب أشعة الشمس عن سطح الأرض.
وأشارت إلى أن هذا الظل الكثيف سيؤدي إلى انخفاض كبير في
درجات الحرارة، حيث يتوقع الخبراء أن تهبط الحرارة في بعض المناطق مثل الولايات
المتحدة بنحو أربعين درجة فهرنهايت، الأمر الذي سيجعل الزراعة مستحيلة، ويؤدي إلى
شتاء نووي طويل الأمد.
وأضافت الصحيفة أن هذه الظروف ستتسبب في مجاعة عالمية واسعة، إذ ستفشل
المحاصيل الزراعية وتموت الحيوانات والأسماك، مما يهدد الأمن الغذائي لسكان
العالم، في حين أن أستراليا ونيوزيلندا قد تبقيان قادرَتين على إنتاج الغذاء بسبب
موقعهما الجغرافي البعيد عن مراكز الحرب، والتيارات الهوائية والمحيطية التي تبعد
التلوث عنهما.
وبيّنت أن طبقة الأوزون ستتضرر بشدة، ما يجعل التعرض لأشعة
الشمس المباشرة خطرا كبيرا بسبب التسمم الإشعاعي، وهو ما سيدفع السكان إلى العيش
تحت الأرض لفترات طويلة، في محاولة للبقاء على قيد الحياة في بيئة ملوثة وعدائية.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت الصحيفة أن المجاعة الناتجة عن فشل الزراعة ستقضي على مليارات
البشر، مستندة إلى دراسة علمية توقعت وفاة نحو خمسة مليارات شخص بسبب الانخفاض
الحاد في الغذاء، ما يهدد بقاء الحضارة الإنسانية على الكوكب.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن الصراع المتصاعد في الشرق
الأوسط يزيد من احتمالات الانزلاق نحو مواجهة نووية، خصوصا مع وجود مخاوف من تفجير
سلاح دمار شامل داخل الولايات المتحدة، حيث يتحدث مراقبون عن احتمال وجود خلايا
نائمة يمكن أن تشعل فتيل الكارثة.
وأضافت الصحيفة أن وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال يبدو هشا، وأن
كل طرف يتهم الآخر بانتهاكه، بينما تصدر روسيا والصين، وهما من القوى النووية
الكبرى، تحذيرات من أن أي تدخل عسكري أمريكي قد يجر العالم بأسره نحو الحرب.
وأوضحت أن هذه التهديدات النووية المتصاعدة دفعت كثيرين داخل
الولايات المتحدة إلى البحث عن
ملاجئ الحماية من الإشعاع التي بُنيت خلال الحرب
الباردة، رغم أنها ليست مصممة لتحمل الانفجار النووي المباشر، إلا أنها قد تشكل
ملاذا مؤقتا للناجين.
ولفتت إلى أن الملاجئ الفعالة تحتاج إلى تدريع قوي من الخرسانة أو
الفولاذ لصد الإشعاع، إضافة إلى نظام تهوية مع فلاتر لحجز الجسيمات المشعة، وكميات
كافية من الطعام والماء النظيف تكفي لأسابيع أو أشهر، فضلا عن أماكن مخصصة للتخلص
من النفايات، ومساحات للنوم والجلوس تسمح بالبقاء الآمن حتى زوال الخطر الإشعاعي.