سياسة عربية

من الاعتراض إلى التفاوض.. كيف صدّت قطر هجوم إيران على أراضيها؟ (شاهد)

أنهت الضربات الأمريكية على إيران ورد طهران في قطر الحرب التي استمرت 12 يوما - جيتي
أنهت الضربات الأمريكية على إيران ورد طهران في قطر الحرب التي استمرت 12 يوما - جيتي
كانت الحكومة القطرية تعقد اجتماعًا طارئًا برئاسة رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث سبل تهدئة النزاع المتصاعد بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران٬ أثناء هجوم طهران الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد العسكرية الأمريكية مساء الاثنين الماضي. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في حواره مع قناة "سي إن إن" الأمريكية٬ إن الصواريخ الإيرانية باغتت المسؤولين القطريين وهم في خضم المشاورات، مؤكدًا أن الهجوم، الأول من نوعه على الخليج، هز منزل رئيس الوزراء، نتيجة عمليات الاعتراض التي أُطلقت فورًا.

وفيما سيطر القلق على العواصم الخليجية، فعلت الكويت ملاجئها وأغلقت البحرين طرقها الرئيسية، في حين سادت حالة استنفار في الإمارات، بينما بدأ سكان الدوحة بحجز تذاكر سفر طارئة وتخزين المؤن، في ظل تحذيرات وجهت للمواطنين الأمريكيين والبريطانيين بالتوجه إلى الملاجئ.


وبحسب مسؤول قطري بارز في وزارة الدفاع، فإن رادارات الإنذار المبكر كشفت تحركات لبطاريات صواريخ إيرانية في وقت سابق من الإثنين الماضي٬ إلا أن تأكيد نية الاستهداف جاء قبل ساعة فقط من تنفيذ الهجوم. 

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية كانت تشتبه بأن الضربة قد تكون لتشتيت الانتباه، لكن تبين لاحقًا أن قاعدة "العديد" الجوية، التي تستضيف القوات الأمريكية، كانت الهدف الرئيسي.

وفي الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، أطلقت إيران 19 صاروخًا نحو قطر، وفقًا لما أكده الأنصاري، الذي أوضح أن القوات القطرية، مدعومة بالتنسيق مع الأمريكيين، نشرت 300 جندي وفعلت بطاريات صواريخ باتريوت في موقعين لاعتراض الهجوم.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب التفاصيل، تم اعتراض 7 صواريخ فوق الخليج العربي، و11 صاروخًا آخر فوق العاصمة الدوحة، دون أن تسفر عن أضرار بشرية أو مادية، فيما سقط صاروخ واحد داخل منطقة غير مأهولة في القاعدة العسكرية، متسببًا في أضرار طفيفة.

وفيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن طهران أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم، أكد الأنصاري أن الدوحة لم تتلق أي إخطار مباشر، وإن كانت قد تلقت إشارات سابقة من الإيرانيين بأن استهداف القواعد الأمريكية في حال نشوب نزاع سيكون واردًا.

وأوضح الأنصاري أن هذا التحذير الإيراني تم تجديده خلال اجتماع في إسطنبول قبل يوم واحد من الضربة، وأنه رغم تطمينات مجلس الأمن القومي الإيراني بأن قطر ليست مستهدفة، فإن الواقع الميداني كشف عكس ذلك.

وردًا على بعض الاتهامات التي أشارت إلى إمكانية تواطؤ الدوحة، شدد الأنصاري على أن بلاده "لن تتساهل مع استهداف أراضيها بالصواريخ، من أي جهة كانت"، قائلاً: "لن أُعرّض حياة ابنتي للخطر من أجل مكسب سياسي عابر".

وفي لحظة فاصلة، تواصل الرئيس ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عارضًا عليه مقترحًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار، ومطالبًا بالتوسط لدى الإيرانيين.

وسرعان ما تحولت قطر إلى محور الجهود الدبلوماسية، حيث تواصل كبير المفاوضين القطريين، محمد بن عبد العزيز الخليفي، مع الجانب الإيراني، فيما تولى رئيس الوزراء القطري التواصل مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.

وقال الأنصاري إن جميع الخيارات كانت مطروحة تلك الليلة، مضيفًا: "كنا نستطيع الرد أو التراجع، لكننا أدركنا أن هذه لحظة نادرة يمكن البناء عليها لتحقيق زخم نحو السلام في المنطقة".

وسرعان ما تُوّجت هذه الجهود بالإعلان عن وقف لإطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، أعلنه ترامب عبر منصاته على مواقع التواصل، ليضع حدًا لاثني عشر يومًا من التصعيد غير المسبوق، ويؤكد مجددًا الدور المحوري للوساطة القطرية في تهدئة صراعات الإقليم.
التعليقات (0)

خبر عاجل