أعلن جيش
الاحتلال الإسرائيلي مقتل سبعة عسكريين بينهم ضابط خلال أعمال قتالية بجنوب قطاع غزة الثلاثاء.
وأضاف الجيش في بيان أصدره أن جنديا أصيب بجروح بالغة في حادث منفصل بجنوب القطاع أيضا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العسكريين السبعة كانوا في مدينة خانيونس عندما انفجرت عبوة ناسفة زُرعت في مركبتهم، مما أدى لاندلاع النيران فيها.
وذكرت كتائب
القسام في بيان، أن "مجاهدي القسام تمكنوا من تنفيذ
كمين مركب استهدف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة "الياسين 105" وقذيفة "RBG" وأوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح ومن ثم استهداف المبنى بالأسلحة الرشاشة في منطقة الترخيص القديم جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع".
وأضافت أنها "استهدفت دبابة صهيوينة من نوع ميركفاه بعبوة شواظ وقذيفة "الياسين 105 في منطقة الترخيص القديم جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع".
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء ماجد القيسي أن "سر نجاح هذه الكمائن حتى في المناطق التي دمرها الاحتلال في التكتيكات التي تستخدمها حركة حماس، وهي العمل ضمن خلايا صغيرة ومرنة يكون عدد أفرادها 3- 5، واستخدام الكمائن المُركبة والمُفخخة ".
وتابع القيسي في حديث خاص لـ"عربي21"، "كذلك تغيير النمط الهجومي والتكتيكي بين عملية وأخرى والاعتماد على الإنفاق لمباغتة جنود الاحتلال، واستخدام أسلوب الكر والفر وتكتيكات الاستنزاف".
ولفت إلى أن "الأرض تلعب دوراً في نجاحها، فمقاتل حماس يعتبر نفسه مدافعا عن أرضه وهذا ما يمنحه القوة، كذلك استفادة القسام من التضاريس المحلية، أيضا القتال خلف خطوط الاحتلال يساهم في نجاح هذه الكمائن".
وأضاف، "بالمقابل الاحتلال يستخدم تكتيكات "الحزام الناري" وتدمير البُنية
التحتية المدنية (عقيدة أيزنكوت) والعمليات البرية المحدودة والأرض مقابل الرهائن".
وأوضح أن "الغطاء الجوي والحزام الناري لا يمكنه النجاح في مواجهة الحركات المسلحة، قد ينجح في
معركة مع جيش نظامي، تكون خطوطه معروفة ولها أماكن محددة، لكنه لا ينجح مع مجموعات مسلحة يكون عدد أفرادها قليل وتتحرك بسرعة".
وكان لافتا في هذا الكمين وغيره من الكمائن التي وقعت في ذات المنقطة، هي مقدرة مقاتلي القسام على مهاجمة قوة النجدة الإسرائيلية أيضا، وهو ما يثير تساؤلات حول سر نجاح القسام في مواجهة حتى قوى الإنقاذ التي من المفترض أن تساند القوة التي تتعرض للهجوم وعدم قدرة الاحتلال على منعها.
اللواء ماجد القيسي يفسر هذا النجاح بالقول بأن "مقاتلي القسام لا يبقون في مكان ثابت، هم يستخدمون أسلوب الكر والفر، أي يهاجمون ثم يتحركون ويغيرون مواضعهم، ومن ثم يعودون لمهاجمة قوة النجدة الإسرائيلية، وكما قلت سابقا الغطاء الجوي لا يمكنه مواجهة أفراد مجموعات مسلحة تتحرك بسرعة، فالجيش النظامي عندها يكون بمواجهة أشباح لا يراها".
عودة جبهة غزة للواجهة
الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور سليمان بشارات "يعتقد أن هذا الكمين بهذا الوقت بالذات يُعيد قضية الحرب على قطاع غزة لدى المجتمع الإسرائيلي الداخلي إلى الواجهة مرة أخرى".
وأوضح بشارات خلال حديثه لـ"عربي21"، "أن بنيامين نتنياهو في حربه على إيران اشغل المجتمع الإسرائيلي بها وجعل من قضية غزة جبهة ثانوية، وهذا أصلا ما تحدث به هو ووزراء إسرائيليين بأن غزة تحولت لقضية ثانوية وأن جبهة إيران هي الجبهة المركزية الأساسية".
وتابع، "اعتقد أن تزامن هذا الحدث مع بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار يُعيد قضية غزة لأن تصبح القضية المركزية والأولى على جدول اهتمامات الشارع الإسرائيلي، خاصة أن هناك خسائر بشرية مباشرة في الجيش الإسرائيلي، وإذا ما كان هناك دقة في المعلومات بأن هناك جنود مفقودين هذا سيجعل من هذه الحادثة أكثر تأثيراً وحضورا واهتماما لدى الشارع الإسرائيلي".
ولفت إلى أن "الحدث الذي جرى اليوم إضافة إلى مجموعة الكمائن التي حدثت سابقا وأدت لمقتل عدد من الجنود الإسرائيليين يُعطي أهمية إلى أن الحرب على قطاع غزة تحولت إلى حالة من الاستنزاف المُستعصية".
وأوضح بشارات أن "حالة الاستنزاف المُستعصية ربما لن يكون هناك أي حل مُجدِ لها ما لم يكن هناك قرار إسرائيلي بالانسحاب المباشر من قطاع غزة، خصوصا الانسحاب الميداني على الأرض بغض النظر إن كان هناك بقاء إسرائيلي من الجو، وهذا القرار مُخالف ومُغاير للرؤيا الإسرائيلية".
ويرى بشارات أن "إسرائيل تحاول إعادة بناء قطاع غزة وفق رؤيا تُمكنها من السيطرة على الأرض ومن فرض هيمنة وواقعا جديد ومحاولة بناء نموذج إداري يحكم قطاع غزة يتوائم مع الأهداف والرؤيا الاستراتيجية المستقبلية والعمل على تعزيز فكرة التهجير والتحكم بمفاصل الحياة بقطاع غزة".
وأكد أنه "إذا ما استمرت حالة الاستنزاف على شاكلة كمين اليوم، هذا ربما يسرق من إسرائيل الورقة التي تحاول أن تناور بها دائما – أنها تريد فرض واقع جديد على قطاع غزة –".
وأردف، "أيضا هذا الكمين إذا ما أضيف إليه أعمال إضافية من المقاومة على شكل كمائن أو عمليات يمكن أن تُحقق مزيد من الخسائر في صفوف الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المُقبلة سيوقظ الشارع الإسرائيلي من حالة الحرب التي كان يمر بها، ويبدأ يُعيد ترتيب اهتماماته وأولوياته وستتصدر الصحف والمواقع الإسرائيلية أخبار قطاع غزة والأثمان التي تُدفع".
وأوضح بشارات أنه "سيبدأ هناك نوع من المقارنة لدى الشارع الإسرائيلي من أن إسرائيل ذهبت إلى حرب مع لبنان وأنهت ذلك باتفاق مع حكومته ومع حزب الله وذهبت إلى حرب مع إيران وبعد ذلك اتفاق، واليوم من المفترض أن يدخل ذات المعادلة وفقا لمنظور الشارع الإسرائيلي وبالتالي تعود المطالبة باتفاق مرة أخرى في قطاع غزة".
وأكد أن "هذا الأمر كله يبقى رهين أن يكون هناك تصاعد أو استمرارية المقاومة وقدرتها على فرض معادلة الاستنزاف المستمرة للجنود بشكل مباشر".
جنود مفقودين!
وكانت وسائل إعلام عبرية قد أشارت في بداية الإعلان عن هذا الكمين إلى احتمالية وجود جنود مفقودين، ولم يتم تأكيد ذلك بعد حتى ساعة كتابة هذا الخبر، وفي حال تم أسرهم هذا سيزيد عدد الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة.
وكانت قضية الأسرى القضية الأبرز التي يتحدث عنها بعضا من الإسرائيليين الذين يطالبون بوقف الحرب وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة لإعادتهم، وهنا يبرز سؤال عن تأثير وجود مفقودين في كمين اليوم إذا ما تم اسرهم فعلا.
الدكتور سليمان بشارات قال "إذا ثبت وجود جنود مفقودين في كمين اليوم أو تمكنت المقاومة من أسرهم، باعتقادي هذا سيشكل صفعة لنتنياهو ورئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية".
وتابع موضحا، "أي أنه في الوقت الذي كانوا يتفاخرون فيه خلال الأيام الماضية باستعادة رفات عدد من الجنود والأسرى الإسرائيليين الذين كانوا لدى المقاومة الفلسطينية، يفقدون اليوم جنوداُ أخرين".
وأضاف، "بالتالي المعادلة بالنسبة للمنظومة الأمنية وبالنسبة أيضا للمجتمع الإسرائيلي هي معادلة صفرية، بمعنى أنه مقابل استعادة رفات جثامين يتم فقدان جنود، وهؤلاء قد يتحولون إلى أسرى وبالتالي قد يكون الثمن الذي تطالب به المقاومة ما بعد ذلك حول حياتهم أو مصيرهم قد يكون أعلى بكثير مما كانت يمكن أن تطالب به مقابل الجثث التي تم استعادتها"
وكانت بثت كتائب القسام، مشاهد لعدد من العمليات
والكمائن ضد قوات الاحتلال، نفذتها خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن مقتل وإصابة
عدد من الجنود شرق خانيونس.
اظهار أخبار متعلقة
وتظهر اللقطات قنص أحد جنود الاحتلال من وحدة
هندسية، وإصابته بصورة مباشرة وسقوطه على الفور، وأعلن الاحتلال مقتله قبل أيام
إثر قنصه مباشرة.
كما أظهرت اللقطات، وصول المقاتلين، إلى إحدى
الدبابات بصورة مباشرة، وزرع عبوة ناسفة أسفلها، وتفجيرها على الفور، ثم أعاد
المقاتلون الاقتراب من دبابة أخرى، وتفجيرها بعبوة ثانية والانسحاب.
واشتركت كتائب القسام، في العمليات والكمائن ضد
قوات الاحتلال، وشملت إحداها، استهداف قوة تحصنت بأحد المنازل بقذيفة مضادة
للأفراد وإصابة المنزل بصورة مباشرة.