صحافة دولية

ليلة دموية في غزة.. وترامب يدعو لتحويلها إلى "منطقة حرية"

ثلث مستشفيات قطاع غزة توقفت عن العمل بفعل العدوان الإسرائيلي- جيتي
ثلث مستشفيات قطاع غزة توقفت عن العمل بفعل العدوان الإسرائيلي- جيتي
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريحات، دعا فيها إلى أن تتولى الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة، وتحويله إلى ما وصفه بـ"منطقة حرية".

وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، قال ترامب، خلال جولة له في قطر، إنه "سيكون فخورا بأن تتدخل أمريكا لتأخذ غزة وتحولها إلى مكان آمن يسكنه الناس في منازل جيدة".

ووصفت الصحيفة، هذه التصريحات بأنها محاولة لإعادة رسم شكل غزة بعد الحرب، رغم أنها تتجاهل الواقع السياسي والإنساني المعقد في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.

كما أشارت الغارديان، إلى أن تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع تدهور خطير للأوضاع الإنسانية داخل غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص المعدات والدواء، وأغلقت العديد منها نتيجة القصف، بينما تسجل المؤسسات الطبية أرقامًا صادمة في عدد الإصابات.

وأشار التقرير إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، فجر الخميس، إلى ما لا يقل عن 82 شهيدا، بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بدء الحرب.

اظهار أخبار متعلقة


وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، أن طائرات الاحتلال استهدفت عدة منازل في شمال القطاع، ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، مشيرًا إلى أن الحصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع بسبب وجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن عدد الشهداء ارتفع من 50 إلى 82 خلال ساعات، بعد سلسلة غارات استهدفت منازل مدنيين في مناطق متفرقة شمال غزة.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الدفاع المدني محمد المغير، قوله إن القصف طال مناطق سكنية مزدحمة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء دفعة واحدة.

وأكد التقرير أن معظم الشهداء سقطوا في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث استهدفت الغارات منازل وتجمعات للنازحين في الخيام، ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية فلسطينية قولها إن المستشفيات لم تعد قادرة على التعامل مع هذا الحجم من الإصابات بسبب نقص الأدوية وخروج عدد كبير من المنشآت الطبية عن الخدمة.

وأشارت "الغارديان" إلى أن أكثر من ثلث مستشفيات القطاع توقفت عن العمل، وأن بقية المنشآت تعاني من اكتظاظ شديد ونقص حاد في الطواقم الطبية، نتيجة استهداف الاحتلال للكوادر والمرافق الصحية.

كما لفتت الصحيفة إلى أن عمليات الإجلاء الطبي للأطفال المصابين بالسرطان أصبحت شبه مستحيلة، في ظل الحصار المشدد واستهداف المعابر.

اظهار أخبار متعلقة


وفي مشهد إنساني مؤثر، روت الصحيفة حالة زينب الأسطل التي تمكنت من العبور إلى الأردن مع طفليها المصابين باللوكيميا، بعد أن نجا ثلاثتهم من قصف طال مستشفى أوروبيا في خانيونس، كانوا يختبئون فيه.

وأضافت "الغارديان" أن هذه الهجمات تأتي بينما يتواصل عجز المجتمع الدولي عن فرض وقف دائم لإطلاق النار، فيما يستمر الاحتلال في تبرير عملياته تحت ذريعة ضرب البنية التحتية لحماس، رغم استهدافه المتكرر للمدنيين والمرافق الحيوية.

وتتزامن هذه المجازر مع الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، ما يزيد من رمزية الجريمة. ففي الوقت الذي يستذكر فيه الفلسطينيون تهجيرهم الجماعي عام 1948، تأتي هذه المجازر لتؤكد استمرار النكبة، ولكن بشكل أكثر دموية ووحشية.
التعليقات (0)