يحيي الشعب
الفلسطيني في الخامس عشر من شهر أيار/ مايو
الجاري الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الكبرى التي حلت به إثر إنشاء العصابة
إسرائيل؛ وكله إصرار وأمل كبير على دحر المحتل الصهيوني من كل جنبات الوطن
الفلسطيني (27009 كيلومترات مربع)، وذلك رغم درب الآلام الطويل الذي مرّ به
وعمليات الإبادة الجماعية التي قامت بها العصابة إسرائيل وقبلها العصابات اليهودية
الهاغانا والشتيرن والأرغون والايسل وغيرها بحق الشعب الفلسطيني.
الإبادة الجماعية مستمرة
يواجه الشعب الفلسطيني عمليات إبادة جماعية منذ عام 1948
على يد العصابة المنفلتة إسرائيل، وقبلها العصابات الصهيونية التي كانت النواة
الأولى لتأسيس الجيش الصهيوني الذي يستمر في عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس والداخل المحتل منذ بداية شهر
تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث قام الموساد الإسرائيلي
بملاحقة عدد كبير من القادة والنشطاء والإعلاميين الفلسطينيين واغتيالهم.
يلحظ المتابع أن لم تتوقف إسرائيل منذ نشأتها في عام 1948 عن محاولاتها لطرد ما تبقى من الفلسطينيين في وطنهم، وقد توضح الهدف الجوهري لإسرائيل خلال عدوانها على المستمر منذ تشرين أول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس
وبهذا، فالكل الفلسطيني مستهدف من قبل إسرائيل دون
التمييز بين الانتماء لهذا الفصيل أو ذاك، من حركة فتح أو حركة حماس أو الجبهة الشعبية أو
الجبهة الديمقراطية أو جبهة التحرير الفلسطينية أو جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
أو حزب الشعب الفلسطيني أو فدا، وغيرها من الحركات والفصائل والأحزاب الفلسطينية.
مرّ على تاريخ فلسطين
احتلالات كثيرة ورحلت بمقاومة
الشعب الفلسطيني وقواه الحية؛ حيث سقط على مذبح الحرية أكثر من 160 ألف فلسطيني
منذ عام 1948، منهم 60 ألف شهيد سقطوا خلال العامين الأخيرين، وتم أسر أكثر من 1.1
مليون فلسطيني، واستشهد المئات منهم تحت تعذيب السجان الصهيوني. وتستمر معاناة أكثر
من عشرة آلاف فلسطيني في الزنازين الصهيونية، ولا يمر يوم دون استشهاد أسير
فلسطيني تحت التعذيب.
رغم درب الآلام الطويل الذي مرّ به الشعب الفلسطيني
وخاصة في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلا أن القضية الفلسطينية باتت
بإرادة الشعب الفلسطيني أم القضايا الحاضرة وستنتصر مهما طال الوقت.
فشل مخططات التهجير
يلحظ
المتابع أن لم تتوقف إسرائيل منذ نشأتها في عام 1948 عن محاولاتها لطرد ما تبقى من
الفلسطينيين في وطنهم، وقد توضح الهدف الجوهري لإسرائيل خلال عدوانها على المستمر
منذ تشرين أول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، ويكمن في
طرد غالبية الفلسطينيين واستيعابهم في شبه جزيرة سيناء المصرية والمملكة الأردنية
الهاشمية، وجذب مزيد من المهاجرين اليهود في قارات العالم وإحلالهم مكان أهل الوطن
الفلسطيني الحقيقيين ونقصد الشعب الفلسطيني، بيد أن المخطط قد فشل فشلا ذريعا
بصمود الشعب الفلسطيني رغم تضحياته الجسيمة.
كان
من أهم تداعيات إنشاء إسرائيل قبل نحو 77 عاما، تهجير 61 في المائة من إجمالي
الشعب الفلسطيني عام 1948 والذي كان يبلغ 1.4 مليون، تحت وطأة المجازر التي
ارتكبتها العصابات الصهيونية بدعم المحتل البريطاني، وتبعا لعملية الإحلال اليهودي
الصهيوني مكان العربي الفلسطيني، صاحب الأرض، برز العامل الديموغرافي، باعتباره ركيزة
أساسية للمشروع الصهيوني برمته. ولهذا كله، اهتمت المؤسسات الإسرائيلية والصهيونية
على حد سواء بالصراع الديموغرافي،
80 في المائة من الفلسطينيين يتمركزون في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة. و50 في المائة من مجموع الفلسطينيين يقطنون في داخل فلسطين التاريخية، أي في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل المحتل؛ وهؤلاء يعتبرون بمثابة أشجار الصبار في مواجهة المحتل الصهيوني ومخططاته ومشاريعه التهويدية الإحلالية
على اعتبار أنه الهاجس الأهم للعصابة إسرائيل
وقادتها المجرمين، واتضح ذلك في الدراسات الأكاديمية الإسرائيلية، مثل دراسات الدكتور
الباحث الإسرائيلي أرنون سوفر، وكذلك ما تم من وضع توصيات في مؤتمرات إسرائيلية إستراتيجية،
مثل مؤتمرات هرتسيليا ومركز جافي ومراكز بحث إسرائيلية أخرى.
أشجار
الصبار
بعد
النكبة الكبرى عام 1948 وتهجير غالبية الفلسطينيين، بقي 151 ألف عربي فلسطيني في المناطق
الفلسطينية التي أنشئت عليها إسرائيل في أيار/ مايو 1948، والتي تشكل 78 في المائة
من مساحة فلسطين التاريخية (27009 كيلومترات مربعة)، وقد تركز غالبيتهم في منطقتي
الجليل الفلسطيني والنقب، ووصل عددهم خلال العام الجاري نحو 1.75 مليون عربي
فلسطيني يواجهون قوانين إسرائيلية جائرة كقانون الجنسية، فضلا عن التمييز العنصري
بينهم وبين اليهود الصهاينة في كافة مجالات الحياة، وصولا إلى ارتفاع أصوات في
إسرائيل من قبل وزراء وحاخامات لإسقاط الجنسية عنهم وطردهم.
ونتيجة
الزيادة الطبيعية العالية بين الشعب الفلسطيني، ارتفع مجموعه، ليصل إلى 15.5 مليون
فلسطيني حاليا (أيار/ مايو 2025)، في مقابل 1.4 مليون ألف فلسطيني عشية نكبة الفلسطينيين
الكبرى في شهر أيار/ مايو من عام 1948.
والثابت
أنه على الرغم من السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى عمليات التهجير الكبيرة التي
طالت نحو 70 في المائة من الشعب الفلسطيني بين عامي 1948 و1967 والسنوات اللاحقة، فإن
80 في المائة من الفلسطينيين يتمركزون في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة.
و50 في المائة من مجموع الفلسطينيين يقطنون في داخل فلسطين التاريخية، أي في الضفة
بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل المحتل؛ وهؤلاء يعتبرون بمثابة أشجار الصبار في
مواجهة المحتل الصهيوني ومخططاته ومشاريعه التهويدية الإحلالية.