أعلنت شركة "
بلبن" للحلويات، إحدى كبرى العلامات التجارية في
مصر، عن: "انفراجة" في أزمة إغلاق العشرات من فروعها، وذلك عقب تدخل مباشر من رئيس النظام المصري، عبد الفتاح
السيسي. جاء بعد إجراءات رقابية شملت إغلاق 110 فرع ومصنع تابع للشركة، بعد ثبوت تسبب منتجاتها في حالات تسمم غذائي بعدة محافظات. ناهيك عن حملة موسعة لغلق وتشميع عدد من المحالّ المعروفة، الأخرى.
وأوضحت الشركة أنّ: "الرئيس عبد الفتاح السيسي تدخل شخصيا لحل الأزمة"، مشيرة إلى دعوة عقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية لضمان الالتزام الكامل بمعايير السلامة الغذائية وقواعد العمل بالسوق المصري.
وأكد البيان التزام شركة "بلبن" التام بتعليمات الجهات الرقابية، معبرا في الوقت نفسه، عن استعدادها الكامل لتصحيح أي أوجه قصور، والعمل بمنتهى الشفافية والتعاون لتقديم منتجات تلبي توقعات المستهلك المصري، وتحافظ على سمعة مصر الغذائية محلياً ودولياً.
تطورات متتالية
أثارت ما بات يوصف بـ"أزمة بلبن" للحلويات، وهي أحد أشهر العلامات التجارية في مصر، موجة من الجدل بخصوص: سلامة الغذاء وشفافية الرقابة الحكومية؛ عقب الإعلان عن تسجيل تقارير رسمية، لحالات تسمم غذائي، ما دفع الجهات الرقابية لإغلاق عشرات الفروع ومصانع الشركة بشكل مؤقّت، قبل أن تعلن "بلبن" عن "انفراج الأزمة بعد تدخل رئاسي مباشر".
وفي سياق متصل، تنفيذا لتوجيهات وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني، بخصوص التصدي للمحال التجارية غير المرخصة، نفّذ جهاز مدينة 6 أكتوبر، حملة موسعة لغلق وتشميع عدد من المحالّ المخالفة بمنطقة الأمريكية بميدان الحصري، في إطار ما وصف بـ"جهود الجهاز للتصدي للمخالفات وتحقيق الانضباط بالمدينة".
وأسفرت الحملة عن تنفيذ 36 قرار غلق وتشميع لمحال تجارية غير مرخصة أو مخالفة لاشتراطات النشاط، بينها محلات معروفة مثل: "بلبن"، "وهمي" و"قوطونيل"، و"فودافون"، "we"، و"جاد"، إذ تمّ اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
كيف بدأت الأزمة؟
مع انتشار أنباء عن إصابة عدّة مواطنين في محافظة الجيزة، بأعراض تسمم حاد، جرّاء تناولهم حلويات من أحد فروع "بلبن"، تفجّرت الأزمة، وسرعان ما كشفت تحقيقات "الهيئة القومية لسلامة الغذاء" عن "وجود بكتيريا ممرضة في عينات مأخوذة من منتجات الشركة، إضافة إلى استخدام ألوان محظورة دوليا، وتخزين غير صحيح أدى إلى فساد المواد".
وبحسب بيان الهيئة، فإنّ: الفرق الرقابية نفذت حملات تفتيش موسعة شملت مصانع "بلبن" وفروعها، وكذلك محال تابعة لسلاسل أخرى مثل "كرم الشام" و"كنافة وبسبوسة"، إذ تم سحب عينات عشوائية، وأظهرت نتائج المختبرات عن مخالفات خطيرة تهدد الصحة العامة.
وقالت محافظة الجيزة، في بيان، قبل أيام، إنّ: "مديرية الصحة بالمحافظة تلقت بلاغا يفيد بتعرض ثلاثة مواطنين لأعراض صحية حادة شملت الغثيان والقيء وآلاماً في المعدة، عقب تناولهم حلويات من فرع "بلبن" بمنطقة الشيخ زايد جنوب القاهرة، ما دفع لاتخاذ قرار بإغلاق عدد من الفروع في مناطق مختلفة بالمحافظة".
إلى ذلك، قررت عدة محافظات -بينها الجيزة والغربية وبورسعيد- إغلاق فروع "بلبن" بشكل فوري، فيما أشارت في الوقت ذاته إلى أنّ: "بعضها كان يعمل دون تراخيص قانونية".
وفي محافظة الغربية بوسط دلتا مصر، أصدر المحافظ، قرارا، بإغلاق خمسة فروع من محلات "بلبن" بالإضافة إلى عدد من المحال التابعة لها والمتخصصة في الحلويات مثل الكنافة والبسبوسة. بالقول إنه استند في القرار إلى تقارير رسمية أثبتت وجود مخالفات تمثل تهديدا مباشرا على صحة وسلامة المواطنين.
كذلك، اتخذت محافظة بورسعيد، المتواجدة بشمالي مصر، قرارات شبيهة، وذلك بعد ثبوت تشغيل المحل دون الحصول على التراخيص الرسمية أو استيفاء المستندات المطلوبة، وفق بيان رسمي، وقال إن القرار يأتي في إطار تنفيذ خطة المحافظة لتقنين أوضاع المنشآت ومراقبة جودة المنتجات المعروضة للمواطنين.
اظهار أخبار متعلقة
من الإنكار إلى الاستغاثة
عندما أعلنت
السعودية، قبل أسابيع، عن إغلاق جميع فروع "بلبن" على أراضيها بعد شكاوى تسمم، أثيرت جُملة مخاوف لدى المصريين من تكرار السيناريو محليا، وذلك ما حصل، وفقا لعدد من التقارير الإعلامية، المُتسارعة.
في البداية، نفت إدارة "بلبن" أي صلة للإغلاق بأي حالات تسمم، حيث وصفت القرار المصري بأنه "يعود إلى أسباب إدارية وتنظيمية بحتة، ولا يرتبط بأي بلاغات طبية أو حالات تسمم"، كما أوضحت أنه "لم تصدر عن الجهات الرسمية أي تقارير طبية تثبت وجود تسمم غذائي"؛ غير أنّها سرعان ما غيّرت خطابها، لاحقا، عقب توسع حملات الإغلاق.
وأرسلت "بلبن"، استغاثة عاجلة إلى الحكومة المصرية، محذّرة من توقف نشاطها بالكامل في مصر، مبرزة أن 110 فروع ومصانع يعمل بها 25 ألف موظف. وبعدها بساعات قليلة، أعلنت "بلبن" في بيان رسمي، عن "انفراج الأزمة" بعد تدخل مباشر من رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي دعا لاجتماع عاجل مع الجهات المعنية.
تساؤلات متسارعة
بمجرد الإعلان المرتبط بالإغلاق في السعودية، وبعدها في مصر، تسارعت ردود الفعل بين عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في الدول العربية، بين منتقد للقرارات بالقول إنه من محبّي وصفات بلبن المختلفة، وبين مذكّر بارتفاع نسبة السكّريات غير الصحية في وصفاته، وعلى المستهلك الانتباه.
إلى ذلك، تسارعت ردود الفعل واختلفت، وتوالت معها الكثير من الأسئلة، من قبيل: "كيف انتشرت منتجات فاسدة لعلامة تجارية كبرى دون رقابة مسبقة؟ وما مصير التعويضات للمتضررين من حالات التسمم؟". فيما تحوّلت قصة "بلبن" من أزمة شركة للحلويات إلى قضية رأي عام، تمسّ الملايين من المصريين.