ذكرت
صحيفة "تايمز" البريطانية أن
إيران نقلت
صواريخ بعيدة المدى إلى وكلائها
في
العراق للمرة الأولى.
وزعمت الصحيفة أن "طهران تعزز وجودها في المنطقة من خلال تزويد مليشيات شيعية قوية
في العراق بكمية جديدة من الأسلحة، ما يُفشل الآمال بأن إيران ستسحب دعمها، مع استعدادها
لدخول مفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجيها الصاروخي والنووي".
ونقلت
مراسلة الصحيفة في "إسرائيل" غابرييلا وينغر، عن مصدر استخباراتي إقليمي، قوله
إنه تم نقل الأسلحة الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي تمتلك فيها مليشيات موالية
لإيران في العراق صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى. وأفادت المصادر بأن عملية التسليم رتبتها
"قوة الجو التابعة للحرس الثوري الإيراني".
اقرأ أيضا:
الحرس الثوري الإيراني يزيح الستار عن مدينة جديدة للصواريخ في باطن الأرض (شاهد)
غير
أن مصادر أخرى أفادت بأن نوعين آخرين من الصواريخ، هما صاروخ "قدس 351" المجنح
وصاروخ "جمال 69" البالستي، تم تهريبهما إلى العراق الأسبوع الماضي. وكان
مدى هذين الصاروخين أقصر بكثير من الصواريخ الجديدة أرض-أرض، التي يمكن نشرها لاستهداف
مواقع بعيدة تصل إلى أوروبا.
وقال
مصدر استخباراتي إقليمي: "نقلت إيران مؤخرا صواريخ إلى المليشيات الشيعية في
العراق، بما في ذلك نماذج جديدة ذات مدى أطول، لم يتم تسليمها لهذه المليشيات من قبل.
إنها خطوة يائسة من الإيرانيين، تعرض استقرار العراق للخطر".
وأشارت
"تايمز" إلى أن "العراق يضم جماعات مسلحة انفصالية موالية لإيران، تعود
جذورها إلى حكم صدام حسين، وتتبنى موقفا معاديا للولايات المتحدة، خاصة منذ الغزو الأمريكي
عام 2003، حيث نفذت هجمات دامية. ففي كانون الثاني/ يناير 2023، قتلت مليشيا كتائب
حزب الله ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن، فردت الولايات المتحدة بضربة بطائرة مسيرة
أودت بحياة قائد المليشيا أبو بكر السعدي، ما دفع المجموعة إلى تعليق الهجمات لتجنب
إحراج الحكومة العراقية".
الجدير
ذكره أن هذا التقرير يتناقض مع تقارير صدرت هذا الأسبوع عن مسؤولين وقادة عراقيين قالوا
إن المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق "مستعدة لنزع سلاحها"؛ لتجنب صراع
محتمل مع أمريكا. وأكد سياسي شيعي رفيع مقرب من الحكومة العراقية لوكالة "رويترز"
أن هذه الجماعات تنوي الاستجابة لمطالب واشنطن بنزع السلاح لتجنب استهدافها.
وقال
عزت الشهبندر: "الجماعات لا تتعنت ولا تصر على الاستمرار في شكلها الحالي"،
مضيفا أن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة المليشيات
"متقدمة جدا".
اقرأ أيضا:
إطلاق سراح فرنسي احتجز في إيران منذ 2022 بتهمة التجسس
غير
أنه بعد وقت قصير من نشر هذه التصريحات، أفاد مصدر سياسي عراقي لوسيلة الإعلام المملوكة
سعوديا "العربية"، بأن الجماعات المسلحة رفضت في الواقع نزع سلاحها. وقال مصدر
دبلوماسي في المنطقة لصحيفة "التايمز": "المحاولات التي شوهدت خلال
الـ48 ساعة الماضية لتصوير أن المليشيات تنزع سلاحها هي خدعة".
وأضاف:
"المليشيات العراقية تعرف ما تفعله وتخشى المعارضة الداخلية العراقية. هناك نقاشات
في العراق، بين السياسيين وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد استيراد مشاكل إيران
إلى أراضيهم. إنهم ينظرون إلى لبنان، ويحاولون تجنب مصيره".