تواصل دولتا الوساطة
مصر وقطر محاولاتهما لإتمام اتفاق وقف إطلاق
النار ووقف غارات الاحتلال الإسرائيلي التي تعرقل الدخول في المرحلة الثانية من
الاتفاق، حيث بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع رئيس الوزراء
وزير الخارجية
القطري محمد بن عبد الرحمن، جهود تثبيت اتفاق
وقف إطلاق النار بقطاع
غزة وتنفيذ مراحله الثلاث.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الوزيرين، تبادلا خلاله الرؤى
بشأن مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وفق بيان للخارجية المصرية.
وقال متحدث الخارجية المصرية تميم خلاف في البيان، إن عبد
العاطي "تبادل الرؤى مع نظيره القطري حول مستجدات الأوضاع في قطاع غزة
والجهود المشتركة للبلدين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث".
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت دولة الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية في غزة
بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، خلفت "710 شهداء وأكثر من
900 جريح"، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
اظهار أخبار متعلقة
وفي نهاية الأول من آذار / مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من
اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس و"إسرائيل" بدأ
سريانه في 19 كانون الثاني / يناير
الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من
الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب
الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء
المرحلة الثانية.
وأضاف خلاف أن الاتصال بحث أيضا سبل تنسيق المواقف للترويج
للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والعمل المشترك لحشد
الدعم لها، فضلًا عن التنسيق بين الجانبين في إطار الإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي
لإعادة إعمار القطاع.
وفي 4 آذار/ مارس الجاري،
اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين
منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن "إسرائيل" والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط
يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة
مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات
إقليمية ودولية.
وأشار خلاف إلى توافق الوزيرين المصري والقطري على ضرورة
استمرار التنسيق المشترك بين البلدين لاحتواء التوترات المتصاعدة في المنطقة،
والعمل المشترك من أجل تدشين تسوية سياسية تضمن استقرار الإقليم بشكل مستدام من
خلال إقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائي للنزاع الإقليمي.
اظهار أخبار متعلقة
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل"، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية
في غزة خلّفت إجمالا أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال
ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.
وتحاصر "إسرائيل" غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من
مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة
مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة جراء إغلاق "تل أبيب" المعابر بوجه
المساعدات الإنسانية.
ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض
الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما
قبل حرب 1967.