سياسة عربية

تحريض غير مسبوق ضد السوريين في العراق.. دمشق غاضبة وبغداد تعلّق

السوداني وجه بتشكيل فرقة أمنية لملاحقة المتعرضين للسوريين- وزارة الداخلية العراقية
السوداني وجه بتشكيل فرقة أمنية لملاحقة المتعرضين للسوريين- وزارة الداخلية العراقية
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق حملات تحريض غير مسبوقة ضد المقيمين السوريين، على خلفية أحداث الساحل خلال الأيام الماضية.

كيف بدأت؟
وبحسب ما رصدت "عربي21"، بدأت الحملة بنشر حسابات عراقية عناوين مقيمين سوريين، قاموا بتأييد عمليات القوات الأمنية في الساحل ضد فلول النظام، وحرّضوا عليهم باعتبارهم "داعمين للإرهاب".

وتفاعلت السلطات العراقية بشكل سريع مع حملات التحريض، وأعلنت اعتقال مجموعة من السوريين بتهمة دعم وتمجيد الإرهاب.

وكانت بعض المنشورات للمقيمين السوريين تحرض ضد المدنيين من الطائفة العلوية، وفقا لحسابات عراقية.

إلا أن التحريض طال كافة من قام بتأييد ملاحقة فلول النظام، ليضطر العديد من السوريين إلى التوضيح والاعتذار بعد الحملة الشرسة ضدهم.

وكان لافتا أن اللاعب السوري محمود الأسود، المحترف في نادي زاخو، اضطر إلى الخروج في فيديو ينفي فيه كتابة منشور يؤيد ملاحقة فلول النظام، ويقول إن حسابه كان مخترقا، وذلك بعد حملة تحريض ضده.


مطالبة بالطرد
وفي وقت لاحق، اتسّعت حدة التحريض لتشمل كافة المقيمين السوريين، باعتبارهم عبئا على العراق، بغض النظر عن مواقفهم السياسية.

وقالت حسابات عراقية إن عددا كبيرا من السوريين دخلوا العراق بطرق غير نظامية، ويعملون دون حصولهم على إقامات أو أوراق ثبوتية، ما ينبغي طردهم على الفور.

"تشكيلات يا علي"
وبعد أيام من التعبئة والتحريض المستمرين، ظهر مجموعة من الملثمين تحت مسمى "تشكيلات يا علي"، تجولوا على عدة مخابز ومحال تجارية يعمل بها سوريون، ليقوموا بضربهم وإهانتهم.

وانتقد عراقيون وسوريون أن تصل الأمور إلى هذا الحد، قائلين إن "تشكيلات يا علي" التي لا يٌعرف من يقف خلفها، أخذت دور الدولة في محاسبة المقيمين.

دمشق غاضبة
وبعد نحو 5 أيام من التحريض المستمر، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا، عبرت فيه عن استيائها الشديد من ما جرى.

وقالت الخارجية في بيان إن ما تعرض له السوريون في العراق من اعتداءات، يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وقالت الخارجية في بيان: "نؤكد وقوفنا الكامل إلى جانب أبناء شعبنا، ونطالب الحكومة العراقية الموقرة بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق".

وفي هذا السياق، أكدت الخارجية "العمل على التواصل مع الأشقاء في الحكومة العراقية للعمل عن كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة، وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية".

اظهار أخبار متعلقة


تحرك رسمي
بدورها، تفاعلت الحكومة العراقية مع بيان الخارجية السورية، وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بتشكيل فريق أمني لملاحقة من يرتكب أعمال عنف بحق "الأشقاء السوريين".

وقال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، إن "الأفعال غير القانونية لا تمت لأخلاق العراقيين بصلة".

وأضاف: "نؤكد عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي.".
التعليقات (0)

خبر عاجل