ملفات وتقارير

كيف سيواجه الأردن خطة ترامب لتهجير الغزيين؟.. 6 أيام على زيارة الملك

الملك عبدالله سيلتقي بترامب الثلاثاء المقبل- جيتي
الملك عبدالله سيلتقي بترامب الثلاثاء المقبل- جيتي
شكلت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، ونقل سكانه إلى الأردن ومصر ودول أخرى، غضبا عربيا واسعا، واستدعت تساؤلات حول آليات مواجهة إدارة الرئيس الجمهوري المثير للجدل في هذه القضية.

ترامب الذي من المقرر أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الثلاثاء المقبل (بعد ستة أيام)، أصرّ على خطته حول تهجير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، رغم رفض البلدين ذلك بشكل قطعي.

وأجمعت شخصيات أردنية وخبراء على صعوبة الموقف، بسبب تكرار ترامب تصريحاته المرفوضة بشكل قطعي من الأردن، والتي تمس سيادة المملكة وأمنها القومي، بحسب قولهم.

وقال النائب في البرلمان عن كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية معتز الهروط، إن تصريحات ترامب "تبرهن مجددا على الانحياز الأمريكي للمشروع الصهيوني عبر مختلف الإدارات الأمريكية المختلفة المتعاقبة".

وتابع الهروط لـ"عربي21"، بأن "ترامب يتحدث بعنجهية وتكبر دون اكتراث لمواقف العرب والمسلمين ولا يلتفت لرأي زعمائهم وحكوماتهم".

واستبعد الهروط قدرة ترامب والاحتلال الإسرائيلي على تطبيق خطته، قائلا إن "الكلمة الأخيرة والنهائية هي لأهل الأرض؛ فهذه التصريحات لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صمودًا وتمسكًا بأرضه، وسيفشل بذلك خطة ترامب كما أفشل خطة الجنرالات وغيرها من الخطط التي سعت لتصفية القضية الفلسطينية طوال عقود الاحتلال".

"جهل يجب مواجهته"
المحلل السياسي منذر الحوارات، قال إن تصريحات ترامب المتكررة، تعبر عن جهل كبير في المنطقة، وطبيعة الصراع، وجهل أيضا بالقانون الدولي، إضافة إلى الانحياز "الصارخ" للاحتلال الإسرائيلي، وتبني وجهة نظره.

وقال الحوارات في حديث لـ"عربي21"، إن "الجميع في موقف صعب"، مضيفا أن "الخيارات صعبة حقيقة، لكن لا بد من إنشاء تحالفات سريعة في مواجهة ما يقوله ترامب".

وتحدث ترامب بطريقة أثارت صدمة المتابعين، حول تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا" كمنتجع سياحي فاخر على البحر، لكن بعد إفراغه من سكانه الأصليين.

واللافت أن حديث ترامب يأتي بعد عودة نصف مليون نازح من جنوب قطاع غزة إلى شماله، إذ فضّل سكان الشمال العودة إلى مناطقهم ونصب خيام فوق ركام منازلهم المدمرة. 

اظهار أخبار متعلقة


تحالفات ضرورية
بحسب منذر الحوارات فإنه يجب الاعتماد على الحلفاء الأقوياء، وتعزيز العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية أيضا.

وقال الحوارات إنه رغم صعوبة الموقف، إلا أن الأردن لديه الخبرة الكافية للتعامل مع هذا التطور، علما بأنه يواجه أيضا تحديات اقتصادية كبيرة، وقال الأكاديمي الأردني إن هذه التحديات من الممكن تعويضها بعلاقات الملك الجيدة مع الاتحاد الأوروبي.

وبحسب الحوارات فإن الأردن لديه القدرة على "التغلغل" داخل المؤسسات السياسية الأمريكية، ومن الممكن أن يتجه نحو مؤسسات الخارجية والكونغرس، مستدركا بأن "المشكلة أن ترامب لا يلقي بالا لأحد".

كما أنه أشار إلى ضرورة عقد تحالف مع الدول العربية، لا سيما مصر، لمواجهة "الصلف الأمريكي" حيث إن مصر دائما ما يدرج ترامب اسمها إلى جانب الأردن في كل حديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

بدوره، أكد النائب معتز الهروط على ضرورة عقد تحالفات، قائلا إنه "يجب إنشاء تحالف عربي إسلامي لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ولمواجهة مخاطر تصفية القضية الفلسطينية".

تصفية للقضية
رأى منذر الحوارات أن الأفكار التي يريد ترامب تطبيقها، ليست سوى "تصفية للقضية الفلسطينية"، محذرا من خطورة تهجير الغزيين القسري إلى الخارج.

بدوره، قال النائب معتز الهروط إن تصريحات ترامب مرفوضة، وتظهر أن "الولايات المتحدة شريك في الحرب وجريمة إبادة وتهجير أهالي غزة".

وأضاف الهروط أن الخيارات لدى الدول العربية عديدة، خاصا بالذكر الدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، مطالبا إياها بإلغاء الاتفاقيات باعتبار أنها "شكلت الخرق الأكبر في جدار الصمود والتحدي أمام مخاطر الاحتلال ومن خلفه قوى الاستعمار". 

وقال الهروط إن "الوقت الراهن يستدعي الوحدة والتلاحم، وتجاوز جميع الخلافات بين الدول العربية والإسلامية والقوى الحية للشعب الفلسطيني، لمواجهة مخاطر تصفية القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني".

ودعا الهروط إلى ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية وإسنادها، وتبني مواقفها، وتشكيل حاضنة شعبية ورسمية لها في الدول العربية، والتنسيق معها على أعلى المستويات لمواجهة هذه التصريحات والسياسات.

اظهار أخبار متعلقة


تجنب الصدام
الوزير الأسبق، وأستاذ العلوم السياسية محمد أبو رمان، قال إن تصريحات ترامب تنذر ببدء مرحلة صعبة ومنعرج خطير، و"غطرسة لم نعهدها من أي رئيس أمريكي سابق".

أبو رمان وفي تصريحات لإذاعة "حسنى" المحلية، قال إن ترامب يتعامل مع المنطقة بعقلية التاجر، إذ يرى الدول كعقارات، ولا يكترث بوجود مجتمعات وشعوب تسكنها.

ومع إقراره بأن التعامل مع ترامب "صعب جدا"، إلا أن أبو رمان استبعد الصدام الأردني الأمريكي مع قرب زيارة الملك إلى واشنطن.

وقال إن "دوائر القرار في عمّان تتعامل بدبلوماسية هادئة"، مضيفا أن الملك سيكون مضطرا للتعامل مع ترامب كونه رئيس أكبر دولة في العالم، وأكبر حليف استراتيجي للمملكة أيضا.

واتفق أبو رمان مع جل الخبراء والشخصيات الأردنية السياسية بضرورة إيجاد تحالف حقيقي مع دول المنطقة، لا سيما تركيا والسعودية لمواجهة مخطط ترامب.

التعليقات (0)

خبر عاجل