ظهرت ناقلة الجنود
المدرعة، التي يطلق عليها "إيتان"، والتي تسير على عجلات، خلال اقتحام
بلدة طمون التابعة لمحافظة طوباس، شمال
الضفة الغربية، بصورة غير اعتيادية لآليات
الاحتلال المقتحمة للضفة الغربية.
وتعد هذه المدرعة من
أحدث الإنتاج العسكري للاحتلال على صعيد الناقلات المجهزة بدروع وتقنيات حديثة،
والزج فيها بساحة الضفة الغربية، ضعيفة التسليح، يشير إلى مخاوف الاحتلال، خاصة
بعد عملية تفجير الجيب العسكري من طراز "داوود" في طوباس، قبل نحو
أسبوعين والذي قتل فيه جندي وأصيب قائد سرية بجروح خطيرة.
وكانت عبوة ناسفة
محلية الصنع، فجرتها المقاومة في الجيش العسكري، ما أدى إلى القتلى والمصابين، لكن
المفاجئ للاحتلال، كان حجم الدمار الذي وقع في الجيب العسكري بفعل العبوة، وعدم
كفاية دروعه لحماية من بداخله.
اظهار أخبار متعلقة
ودقت العملية على ما
يبدو ناقوس الخطر، لدى جيش الاحتلال، بشأن وضع العبوات الناسفة في الضفة الغربية،
ما استدعى الزج بـ"إيتان" في العدوان الجاري، في ظل تأهب الاحتلال وفرقه
العسكرية على جبهتي غزة ولبنان، واستنزاف الآليات المدرعة مثل الميركافاه والنمر.
وواجه الاحتلال خلال
العام الماضي، معضلة في آلية النمر المدولبة، والتي طورت على جسم شاحنة نقل
أمريكية، وأضيفت لها دروع قوية، لكنها لم تصمد كذلك أمام العبوات الناسفة في عدة
مناسبات وقتل وأصيب ضباط وجنود بداخلها كما حدث في طولكرم.
ورغم أن
"إيتان" دخلت الخدمة بجيش الاحتلال عام 2020، إلا أن مشاركتها الفعلية
كانتفي العدوان على غزة، حيث ظهرت في رفح، في إحدى عمليات كتائب القسام، حيث جرى
استهدافها بعبوات ناسفة وقذائف، لكن جيش الاحتلال تكتم على الأضرار التي لحقت بها،
حتى لا تهتز صورتها خاصة أنه روج لها بأنها ناقلة جنود آمنة بسبب دروعها والتقنيات
بداخلها.
وظهرت
"إيتان" في لقطات بثها جنود للاحتلال، خلال مشاهد استعراضية بمناطق
مدمرة بالكامل في شمال قطاع غزة، لسيرها بسرعة عالية في نقل الجنود، دون اختبارها
في عمليات قتالية، وبقي الجهد الأكبر في القتال على مدرعات النمر ودبابات
الميركافاه.
ما هي مدرعة
"إيتان"؟
"إيتان"
ناقلة جنود، مدرعة تسير على 8 عجلات، بخلاف الناقلات المصممة للسير بالجنازير، طورت
لحاجة جيش الاحتلال، لناقلة سريعة الحركة، وبديلة للمدرعة الأمريكية أم 113، التي
تعود إلى حقبة فييتنام، وضعف حمايتها للجنود من ضربات الصواريخ المضادة للدروع.
التصميم والتطوير
بدأت عملية تطوير
إيتان، بعد عدوان عام 2014 على غزة، والخسائر الكبيرة التي تكبدها الجنود داخل
الناقلات، وخاصة الكمين الشهير الذي وقع فيه الجندي شاؤول آرون في الأسر ومقتل
كافة مجموعته، بالإضافة إلى الحاجة لمركبة أكثر سرعة من المجنزرات للعمل في المدن
والمناطق الحضرية.
تولى عملية إنتاج
الناقلة إيتان، معهد تطوير الأسلحة التابع لوزارة حرب الاحتلال، بالاستفادة مع
نماذج دبابة الميركافاة والناقلة النمر.
كشف الاحتلال عن
النموذج الأولي للناقلة، في عام 2016، وبدأت عمليات الاختبار الميداني، قبل
الإعلان عن الإنتاج الرسمي لها في عام 2020.
المواصفات الفنية
تعمل الناقلة إيتان، بنظام
الدواليب، لمزيد من السرعة في الانتقال من مكان إلى آخر، فضلا عن سلاسة محاورها،
للتغلب على التضاريس الجبلية إو الحركة على الركام، وتزن نحو 35 طنا، وبطول 8
أمتار، وبداخلها محرك ديزل قوي وبسرعة تصل إلى 90 كم في الساعة، بشكل يفوق سرعة
المجنزرات التقليدية.
ومن بين التقينات المزودة
بها، نظام "تروفي" أو ما يعرف بالمعطف الواقي، وهو نظام رصد بالأشعة،
لكشف المقذوفة والصواريخ المضادة للدروع المتجهة نحو الناقلة، لإطلاق شحنة متفجرة عليها
وإصابتها قبل اصطدامها بالهدف.
كما تحتوي على مدفع
رشاش من عيار 30 ملم، يجري التحكم فيه من داخلها، إضافة إلى رشاش من عيار 7.62
ملم، وإمكانية إضافة صواريخ مضادة للدروع لتركب على جسمها الخارجي.
وتضم أنظمة اتصالات
بالقمر الصناعي، وأجهزة استشعار حركة وأنظمة كشف حرارية للعمل في الليل.
قدرات التشغيل
يمكن للناقلة إيتان،
حمل 12 جنديا، والحلول بدلا من الناقلة أم 113 التي خرجت عن الخدمة بجيش الاحتلال،
واستخدمت على شكل مجنزرات مفخخة مسيرة عن بعد، خلال العدوان على غزة لنسف المربعات
السكنية.